بابا الفاتيكان الجديد يناشد الإنسانية «العودة إلى الله» وإصلاح «عالم صحراء للألم والفقر»

روما أغلقت مجالها الجوي وطرقها ونشرت الصواريخ تحسبا لأي هجوم خلال مراسم التنصيب

TT

مدينة الفاتيكان ـ وكالات الأنباء: وسط إجراءات أمن غير عادية شملت نشر الصواريخ تحسبا لأي هجوم، تولى البابا بنديكت السادس عشر رسميا سدة البابوية في حفل تنصيب مهيب أمس. واستهل منصبه الجديد بمناشدة الانسانية العودة إلى الله وإصلاح عالم وصفه بأنه صحراء للألم والفقر. ودعا المسيحيين إلى الوحدة.

وبعد ثلاثة أسابيع من وفاة البابا يوحنا بولس الثاني ازدحمت الساحة المقابلة لكاتدرائية القديس بطرس مجددا بالرؤساء والزوار لمشاهدة تنصيب البابا الجديد زعيما للكاثوليك البالغ عددهم 1.1 مليار شخص.

وقال البابا الجديد، الذي ارتدى رداء ذهبيا، للجماهير التي قدر عددها بثلاثمائة وخمسين ألفا انه «خادم ضعيف للرب» وناشد الصلاة من أجله لمساعدته في «المهمة الهائلة التي تتجاوز بحق طاقة البشر».

وجدد البابا النداء الذي وجهه سلفه الى المؤمنين بقوله «لا تخافوا»، داعيا ايضا الى وحدة المسيحيين، وقال «في هذه اللحظة أتذكر 22 أكتوبر (تشرين الاول) 1978 عندما بدأ البابا يوحنا بولس الثاني حبريته هنا، في ساحة القديس بطرس. فما زال صدى الكلمات التي تلفظ بها آنذاك تتردد في مسمعي: «لا تخافوا، بل على العكس شرعوا أبواب المسيح».

وأوضح «ان البابا كان يتحدث الى الاقوياء، والمقتدرين في العالم، الذين يخافون من ان يجردهم المسيح من جزء من قدرتهم إن تركوه يدخل وان سلموا بحرية الايمان». واضاف «نعم بالتأكيد انه يجردهم من شيء ما: من هيمنة الفساد واستغلال القانون والاستبداد».

وأكد «ان البابا كان يتحدث الى جميع البشر وخصوصا الشبان». وقال «اود ان اقول لكم، انتم الشبان، وبقوة واعتقاد راسخ وانطلاقا من تجربتي الطويلة في حياتي الشخصية: لا تخافوا من المسيح. فهو لا ينتزع شيئا بل يعطي كل شيء. فذلك الذي يعطي نفسه له يتلقى أضعافا مضاعفة».

كما دعا البابا بنديكت السادس عشر الى وحدة المسيحيين. وقال في هذا الخصوص «على صورة الراعي وصورة الصياد تبرز بصورة واضحة جدا الدعوة الى الوحدة».

وتابع «للأسف يا إلهي الحبيب، اليوم الشباك تمزقت... ولكن علينا ألا نشعر بالحزن. بل لنفرح بوعدك الذي لا يخيب، ولنفعل كل ما باستطاعتنا لنسلك الطريق نحو الوحدة التي وعدت بها».

وأضاف «اجعلنا راعيا واحدا وقطيعا واحدا. لا تسمح ان تتمزق شباكك وساعدنا على ان نكون في خدمة الوحدة».

ودوت أصداء التصفيق في الساحة، فيما قاطع الزوار الملوحين بالأعلام موعظته التي ألقاها أكثر من 40 مرة. وهتفوا «بنديكت.. بنديكت» في ختام كلمته.

وقال البابا بنديكت،78 عاما، أو الكردينال الالماني السابق جوزيف راتسينغر «برنامجي الحقيقي للحكم ليس أن أنفذ رغبتي أو أتبع أفكاري الخاصة بل أن أنصت بالاشتراك مع الكنيسة بأكملها الى كلمة الرب وإرادته». وفي ختام القداس الذي استمر ساعتين ونصف الساعة استقل البابا سيارة جيب بيضاء مكشوفة تجولت به في أنحاء الساحة حيث ابتسم ولوح بيديه للحشود المتجمعة.

وشددت الإجراءات الأمنية مجددا على غرار ما حدث خلال مراسم تشييع جنازة البابا يوحنا بولس الثاني الراحل.

وأغلقت روما مجالها الجوي قبيل المراسم وأغلقت الطرق كما نشرت صواريخ مضادة للطائرات وطائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي تحسبا لأي هجوم.

وقرعت أجراس كنيسة القديس بطرس التي أذنت باختيار بنديكت يوم الثلاثاء الماضي مرة أخرى احتفالا بتنصيبه ودوت أصوات آلات الارغن في الفاتيكان.

وكان بين الحاضرين المستشار الألماني غيرهارد شرودر، وشقيق الرئيس الأميركي حاكم ولاية فلوريدا جيب بوش، وخوان كارلوس ملك إسبانيا، وأسقف كانتربري روان وليامز، وشقيق البابا الحالي البالغ من العمر 81 عاما جورج راتسينجر وهو أيضا أسقف كاثوليكي.

ولم تكن قائمة الشخصيات المهمة التي حضرت حفل التنصيب كبيرة كما كان الحال أثناء جنازة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في الثامن من ابريل ( نيسان) الحالي.