الأمير عبد الله: إننا أمام مرحلة تبشر بانحسار موجة الإرهاب وهزيمة المتطرفين والوصول لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية

أكد أن الشراكة السعودية ـ الأميركية قصة نجاح نادرة ودعا لعقد منتدى الطاقة في الرياض

TT

أكد الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي، أن المرحلة المقبلة تبشر بانحسار موجة الإرهاب وهزيمة المتطرفين والوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية. وقال إن الشراكة الأميركية ـ السعودية هي قصة نجاح نادرة، داعيا إلى مواكبة العلاقات السياسية المتينة بين البلدين بعلاقات اقتصادية متينة. ودعا ولي العهد السعودي لانعقاد منتدى الطاقة العالمي في الرياض في الربع الأخير من العام الحالي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الأمير عبد الله في حفل عشاء أقامه مجلس الأعمال السعودي ـ الأميركي تكريما له بفندق الفيرمونت بمدينة دلاس مساء أول من أمس بتوقيت دالاس (صباح أمس) بتوقيت السعودية. وحضر الحفل الأمير سعود بن خالد آل سعود والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير عبد الإله بن عبد العزيز وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لولي العهد. وفي كلمته قال الامير عبد الله: يسعدني لقاؤكم بعد فترة شهدت أحداثا جساما وتغيرات كبيرة في كل مكان من العالم.. ويسعدني أن أقول لكم إنني اعتقد أننا تجاوزنا بفضل الله الأيام والمحن الخانقة وإننا أمام مرحلة تبشر بانحسار موجة الإرهاب إن شاء الله وهزيمة المتطرفين وتصاعد وتيرة التنمية 8كما تبشر بالوصول إلى تسوية سلمية عادلة للقضية الفلسطينية تساعد في القضاء على التوتر الذي عانت منه المنطقة في الماضي. وتابع ولي العهد السعودي قائلا: أيها الأصدقاء.. لقد تمكنا خلال السنوات الماضية من إدخال إصلاحات هيكلية بعيدة المدى وأذكر منها إصدار نظام ضريبي واضح ومرن وتنظيم سوق المال على نحو يتفق والمعمول به في الأسواق العالمية والمسارعة في عملية التخصيص وطرح أسهم عدد من الشركات الحكومية وشبه الحكومية للقطاع الخاص وإزالة معوقات الاستثمار الأجنبي وتشجيع السياحة، بالإضافة إلى ما نقوم به من مراجعة شاملة لأنظمتنا القضائية هدفها إدخال المزيد من الشفافية والسرعة في البت في القضايا. وكل هذه المبادرات أوجدت بيئة جديدة ترحب بالاستثمار والمستثمرين وتقدم لهم كل رعاية.. وأحب أن أنتهز هذه الفرصة لأحثكم على التوجه باستثماراتكم إلى السوق السعودية الواسعة ذات الفرص الكبيرة والاحتمالات الواعدة.

وقال ولي العهد السعودي: إن الشراكة الأميركية ـ السعودية هي قصة نجاح نادرة.. بدأت بتعاوننا مع الشركات الأميركية في إنتاج البترول وتكريره وتسويقه.. وتطورت إلى تعاون مثمر مكننا من إقامة أكبر صناعات كيماوية في المنطقة. وانطلاقا من الأهمية الكبرى التي يجب أن نوليها الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية بما يسهم في نمو الاقتصاد العالمي ويتيح للمنتجين والمستهلكين التباحث بثقة وشفافية.. فإنه يسرني أن أدعو لعقد مؤتمر لمنتدى الطاقة العالمي في مدينة الرياض في الربع الأخير من هذا العام.. وإنني أدعوكم إلى الاستمرار في التعاون معنا في مجالات التعدين والغاز التي تفتح آفاقا واسعة للاستثمار.. فالفرص كبيرة والنجاح مضمون بإذن الله وقوته.. سواء جاءت المساهمة على شكل استثمار مباشر أو مشروع سعودي ـ أميركي مشترك.

وأضاف ولي العهد السعودي قائلا: إن العلاقات السياسية المتينة التي تجمع بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية يجب أن تواكبها علاقات اقتصادية متينة بين البلدين.. وإنني أعتبر مجلسكم هذا قناة من أفضل القنوات لبناء جسر اقتصادي بين الدولتين وبين مؤسسات القطاع الخاص فيهما. أخيرا أشكر الأخ عبد العزيز القريشي على كلمته الضافية.. وأتمنى لكم التوفيق وأن تستمر الشراكة الناجحة حاملة معها المزيد من الازدهار لشعبينا الصديقين.

يذكر انه كان في استقبال ولي العهد لدى وصوله إلى مقر الحفل رئيس مجلس الإدارة لمجلس الأعمال السعودي ـ الأميركي عن الجانب السعودي عبد العزيز القريشي ورئيس مجلس الإدارة عن الجانب الأميركي الفريد سي ديكرين جونيور ونائب الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة. وحضر الحفل رجال أعمال سعوديون وأميركيون.

وخلال الحفل ألقى رئيس مجلس الإدارة عن الجانب الأميركي الفريد سي ديكرين جونيور كلمة رحب فيها بولي العهد السعودي وشكره على حضوره. بعد ذلك ألقى القريشي كلمة رحب فيها نيابة عن مجلس الأعمال السعودي ـ الأميركي بالأمير عبد الله، مشيرا إلى أن حضوره الحفل يؤكد لرجال الأعمال في كلا البلدين «مدى اهتمامكم بالقطاع الخاص وفي تشجيع وتعزيز المصالح الاقتصادية المتبادلة بين البلدين».

واستعرض القريشي في كلمته مرتكزات التنمية المتوفرة للاقتصاد السعودي قائلا إن الاقتصاد السعودي يعد وبكل المقاييس اكبر اقتصادات الدول العربية.

وأفاد بأنه يتوفر في المملكة سوق حرة واقتصاد مفتوح ينعم بحرية تنقل رؤوس الأموال وبدون قيود إلى جانب نظام مصرفي متين ومتطور يقدم أحدث الخدمات المصرفية والتحويلية. وبين أن حجم التبادل التجاري بين المملكة والولايات المتحدة ارتفع من 160 مليون دولار في عام 1970 إلى 26 مليار دولار في عام 2004. وقال إن الولايات المتحدة ما زالت الشريك الأول للمملكة في مجال التجارة الخارجية وكذلك المستثمر الأول في المملكة، حيث بلغ عدد الشركات المشتركة بين البلدين 360 شركة باستثمارات تتجاوز 20 مليار دولار. وأوضح رئيس مجلس الأعمال السعودي ـ الأميركي أن توجه المملكة القوي نحو تنويع القاعدة الاقتصادية وتخفيض الاعتماد على النفط كمصدر للدخل وتخصيص المؤسسات والخدمات العامة ذات الطابع التجاري وزيادة الإنفاق يجعل الاستثمار مجديا في هذا الوقت بالذات، مشيرا إلى أن الناتج المحلي الإجمالي حقق عام 2004 نموا عاليا نسبته 16.9 في المائة عن السنة السابقة.