وزيرة بريطانية تتساءل عن مصير الاستخبارات السورية العاملة في لبنان

TT

قالت البارونة اليزابيث سايمونز، وهي وزيرة الدولة المكلفة ملف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية، إنها تأمل بالحصول على معلومات بشأن «ما يجري بالنسبة لرجال الاستخبارات السوريين» ممن كانوا يعملون في لبنان. ولفتت إلى أن الإصلاحات مستمرة في السعودية ودول عربية أخرى. مؤكدة ضرورة إفساح المجال أمام هذه الدول كي تطبق هذه الإجراءات بالطريقة والسرعة المناسبتين. واستناداً إلى ما سمعته في مؤتمر لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي عقد الأسبوع الماضي في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، استبعدت أن تكون الولايات المتحدة عازمة على توجيه ضربة لإيران. كما أشارت إلى تجديد ألمانيا وفرنسا العهد على دعم العملية الرامية إلى تثبيت الوضع الأمني في العراق. وإذ شددت على وجوب تجميد إسرائيل نشاطاتها الاستيطانية انسجاماً مع المرحلة الأولى من «خريطة الطريق»، لفتت أيضاً إلى القلق البريطاني من خط جدار الفصل، الذي لا يزال يشكل «تهديداً لإمكان قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافياً».

وكانت البارونة سايمونز تتحدث أمس في ندوة عقدت في «المعهد الملكي للشؤون الخارجية» بلندن، حول السياسة الخارجية للأحزاب البريطانية الرئيسية الثلاثة. وشاركها المنبر المارشال الجوي المتقاعد اللورد تيموثي غاردن، ممثلاً لحزب الديمقراطيين الأحرار، والوزير السابق اللورد ديفيد هاول، ممثلاً لحزب المحافظين. وقد يكون لقاء أمس واحداً من آخر المناسبات العامة التي تتحدث فيها سايمونز بصفتها الرسمية كوزيرة، ذلك لأنها قد قررت التنحي في الخامس من مايو (أيار) القادم.

وفي إطار استعراضها للخطوط العريضة للسياسة الخارجية في ظل حكومة عمالية ثالثة، قالت وزيرة الدولة البريطانية، إن عملية السلام في الشرق الأوسط ستكون في طليعة الأولويات. وأشارت إلى أن ثمة «طرقا مختلفة يمكن من خلالها تقديم دعم للسلطة الفلسطينية». وعن موقف الحكومة البريطانية من متابعة إسرائيل لعملية بناء الجدار ونشاطاتها الاستيطانية، أكدت أن لندن ناقشت هذه الأمور ولا تزال تناقشها مع تل أبيب «بصورة بناءة». وقالت أن «بناء مزيد من المستوطنات هو سلوك مخالف لبنود خريطة الطريق». وتابعت «لقد كنا واضحين جداً (مع إسرائيل) حول هذه النقطة». وإذ أعربت عن الارتياح لتغيير مسار الجدار الفاصل «بحيث انخفضت نسبة الأراضي الفلسطينية على الجهة الخاطئة منه (التي تضم إلى المناطق التي يسورها) من 17% إلى 7%، فإننا لا نزال قلقين من مساره». واتخذت من فلسطين نموذجاً لدى الحديث عن ضرورة مساندة الدول الفقيرة في أنحاء العالم. وقالت إن "«فلسطين مثال واحد للفقر المدقع في العالم». مؤكدة على وجوب «تقديم مساعدة عملية وحقيقية للسلطة الفلسطينية، وعدم الاكتفاء فقط بالحديث عن مشاريع السلام». وأضافت «نحن نساعدها إلى جانب مصر والأردن.. وهذا ما ستفعله حكومة عمالية مقبلة».

وأبدت المسؤولة البريطانية ارتياحها لخروج القوات السورية من لبنان، وقالت: «سررنا لرؤية السوريين يغادرون». غير أنها أردفت مشيرة إلى رغبة لندن بمعرفة ما جرى أو يجري لعناصر الاستخبارات السورية العاملين هناك، وما إذا كانوا قد غادروا لبنان أم لا. وبخصوص العراق، اعتبرت أن «العام الحالي سيكون حاسماً». وأعادت التأكيد على حرص بلادها لبذل جهودها بهدف دفع العملية السياسية إلى الأمام، ودعم عملية إعادة الإعمار.

ولفتت إلى أن اهتمام بلادها بالمنطقة يشتمل أيضاً على السعي «لتأسيس شراكات في الشرق الاوسط مع مؤسسات المجتمع المدني، والمساعدة على نمو اقتصاديات المنطقة»، بحيث تستطيع معالجة مشكلة البطالة التي ستزداد شراسة ما لم يتم العثور على حلول. وقالت إن الإصلاحات في الشرق الأوسط هي موضع نقاشات بناءة مستمرة. وأضافت «إن دولاً بدأت الاصلاحات من تلقاء نفسها ومنذ وقت طويل، ولم تبادر اليها لاننا طلبنا ذلك". وزادت إن «من الضروري ترك دول المنطقة تقوم بالإصلاحات بالوتيرة التي تناسبها وبطريقتها». وأثنت على الإنجازات التي تحققت في هذا الإطار في عدد من الدول العربية، منوهة بالسعودية حيث «حصلت تغييرات حقيقية».