فيينا ـ وكالات الأنباء: قال دبلوماسيون أوروبيون أمس، إن ايران تكثف الضغوط على فرنسا وبريطانيا وألمانيا لقبول خطتها للانضمام الى نادي الدول النووية في العالم.
ويطالب الاتحاد الاوروبي ، الذي يتفق مع الولايات المتحدة في شكوكها في احتمال أن ايران بصدد تحقيق قدرة على صنع أسلحة نووية ، بأن تتخلى طهران عن برنامجها للوقود النووي مقابل الحصول على حوافز اقتصادية وسياسية.
وتقول ايران التي تصر على أن طموحها النووي يقتصر على الاغراض السلمية وهي توليد الكهرباء، ان تخصيب اليورانيوم حق من حقوقها كدولة ذات سيادة ولن تتخلى عنه أبدا. ولم تغير أربعة أشهر من المحادثات من موقف ايران. وقال دبلوماسيون إن ايران اتخذت موقفا هجوميا خلال المحادثات.
وذكر دبلوماسي من احدى الدول الثلاث الاعضاء في الاتحاد الاوروبي عن الجولة القادمة من المحادثات التي تعقد غدا في لندن «أصبحنا في موقف دفاعي الآن... لم نعد نتحدث عن وقف (تخصيب اليورانيوم) بل بشأن الاقتراح الايراني فحسب».
وأضاف، أنه لن تحدث انفراجة خلال اجتماع الغد ولكن قد يسفر عن سيل من التصريحات الغاضبة من ايران التي لن تحصل على أي رد نهائي من الاوروبيين.
وتقترح طهران أن تقيم برنامجها لتخصيب اليورانيوم على مراحل، ابتداء بمحطة صغيرة للتخصيب في وسط البلاد مزودة بثلاثة آلاف وحدة للطرد المركزي، وهي الآلات التي تنقي اليورانيوم لاستخدامه كوقود في محطات الكهرباء أو في صنع أسلحة من خلال الدوران بسرعة تفوق سرعة الصوت.
وقال دبلوماسيون على معرفة بالاقتراح الايراني، ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ستراقب عن كثب المشروع وسيجري توسيعه حتى تصبح المنشأة الواقعة تحت الارض محطة تخصيب على النطاق التجاري وتمتلك نحو 54 ألف وحدة للطرد المركزي.
وقال دبلوماسيون مقربون من المحادثات ان الاوروبيين بصفة عامة غير راضين عن هذه الفكرة ولكنهم وعدوا ببحثها حتى بالرغم من كونها غير مقبولة بالنسبة لواشنطن. وأضافوا أن هذا يهدف أساسا الى كسب الوقت والاحتفاظ بايران على مائدة المفاوضات.
ولكن دبلوماسيا آخر قال انه قلق من أن يكون لهذا النهج رد فعل عكسي بما أن ايران يمكن أن تتهم الاتحاد الاوروبي بممارسة الحيل وسيكون لها مبرراتها في ذلك.
ويشير الخبراء النوويون الى أن المحطة التي بها ثلاثة الاف وحدة للطرد المركزي يمكن من الناحية النظرية أن تنتج وقود يورانيوم عالي التخصيب بدرجة كافية لصنع رأس حربية ونصف الرأس كل عام. ولكن ايران تقول انها تريد فقط انتاج اليورانيوم مخفض التخصيب لاستخدامه في محطات الكهرباء.
وهددت ايران مرارا بانهاء المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي ما لم تحصل منه على اجابة حاسمة على اقتراحها.
وقال حسين موسويان، وهو مفاوض نووي كبير تهديده قائلا «في هذا الاجتماع (الذي يعقد غدا) تتوقع ايران ردا واضحا من الجانب الاوروبي على هذه الفكرة».
وأضاف، في تصريحات لوكالة رويترز في طهران «أن ايران التي جمدت برنامجها لتخصيب اليورانيوم طوال فترة المحادثات ستواصل التفاهم اذا أعلن الاوروبيون أن اقتراح ايران أساس مقبول لاي اتفاق في المستقبل».
وتابع «ان لم يحدث هذا لا يمكن أن تواصل ايران تعليقها (لبرنامج التخصيب)... استنادا الى المفاوضات دون أي تقدم ملموس».
وقال عدد من الدبلوماسيين لـ«رويترز» ان الاوروبيين يتوقعون أن تفتعل طهران أزمة بعد اجتماع يوم الجمعة لانهم لن يقدموا لايران ردا شافيا على طلبها.
ولكنهم قالوا ان من غير المرجح أن تنهار المحادثات وأن تستأنف ايران أنشطة التخصيب. وقال الدبلوماسيون ان الايرانيين يعلمون أن الاتحاد الاوروبي في تلك الحالة سيؤيد دعوة واشنطن لاحالة قضية ايران لمجلس الامن الدولي مما قد يؤدي الى فرض عقوبات اقتصادية عليها.
وذكر دبلوماسي من احدى الدول الاوروبية الثلاث «لا أعتقد أننا نريد شيئا بخلاف مواصلة المحادثات ولا أعتقد أن ايران تريد أي شيء آخر». كما قال دبلوماسيون أوروبيون انهم سيحاولون بهدوء تحمل أي «أزمة مفتعلة» تثيرها ايران والتي ستهدف في تلك الحالة الى أن تظهر الحكومة قوتها أمام شعبها قبل الانتخابات الرئاسية في ايران التي تجرى في 17 يونيو (حزيران) القادم.