الحكومة الإسرائيلية تواصل تنفيذ مشروع فصل جنوب الضفة عن شمالها رغم احتجاجات واشنطن

TT

رغم الاحتجاجات الأميركية، تواصل الحكومة الإسرائيلية تنفيذ مشروع يهدف إلى فصل جنوب الضفة عن شمالها. وتقوم وزارة الإسكان حاليا بإعداد البنية التحتية لإنشاء آلاف الوحدات السكنية في مشروع استيطاني يهدف إلى ربط مستوطنة معاليه ادوميم بالقدس الشرقية المحتلة، وإنهاء التواصل الإقليمي بين شمال الضفة وجنوبها، وقتل أحلام الفلسطينيين في دولة عاصمتها القدس. ويشرف فرع وزارة الإسكان الإسرائيلية في القدس المحتلة حالياً، على بناء ثلاثة آلاف و500 وحدة سكنية، ضمن هذه الخطة التي يطلق عليها «ئي 1».

ومع أن الرئيس الأميركي، جورج بوش، شدد أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون خلال زيارته للولايات المتحدة أخيرا، على رفض واشنطن توسيع المستوطنات، إلا أن وزارة الإسكان تؤكد أنها لم تتلق أي تعليمات من الحكومة تفيد بوقف تنفيذ المشروع. وقال مدير فرع وزارة الإسكان في القدس المحتلة، موشيه رحافيا، إن العمل في المشروع يجري على قدم وساق، رغم إدعاء وزير الإسكان (حزب العمل) اسحق هرتزوغ، أن البناء في المشروع يتواصل «بدون علمه».

وقال رحافيا إنه لم يتلق من مكتب الوزير أي أمر بوقف العمل في المشروع، مشيراً إلى أن الوزارة أنهت ما يجب أن تقوم به من أجل انطلاق المشروع. وتوقع رحافيا أن يشرع المقاولون في بناء الوحدات السكنية في غضون ستة أشهر من الآن.

وتعتبر خطة «ئي 1» جزءا من مشروع القدس الكبرى، الذي وضعه شارون عندما كان وزيراً للبنى التحتية في حكومة بنيامين نتنياهو عام 1997. ويهدف المشروع، الذي يطلق عليه بالعبرية «يروشلايم رابتي»، إلى استيعاب مليون يهودي في منطقة القدس لضمان تهويد المدينة ومحيطها بشكل نهائي، فضلاً عن جعل المدينة تمتد على مساحة خمسة وعشرين في المائة من الضفة الغربية.

وقطعت حكومة ايهود باراك السابقة، شوطاً كبيراً في تنفيذ الخطة، عندما سمحت بربط القدس المحتلة بالمستوطنات التي تشكل التجمع الاستيطاني «غوش عتصيون»، في محيط مدينة بيت لحم، جنوب القدس.

ويسود إجماع داخل حزبي العمل والليكود على وجوب بقاء هذا التجمع ضمن حدود إسرائيل في أي تسوية سياسية مع الجانب الفلسطيني. وأكد المقربون من شارون مراراً أن ربط القدس المحتلة بمعاليه ادوميم يهدف إلى منع اتصال إقليمي بين شمال الضفة وجنوبها، وبذلك يتم منع إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

من ناحية ثانية يعكف مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، على إجراء مشاورات مع ممثلي الحكومة الإسرائيلية من أجل إقامة مستوطنة جديدة غرب بيت لحم، لتكون أكبر مستوطنة في الضفة. وأفادت مصادر إسرائيلية أن المستوطنة الجديدة سيطلق عليها اسم «عير جانيم»، أي مدينة الحدائق. ويحظى المشروع بتأييد ودعم شارون، ووزير البنى التحتية، من حزب العمل، بنيامين بن اليعزر.