مقتل نائبة في الجمعية الوطنية العراقية وإصابة ضابط كبير في الداخلية والقوات الأميركية تداهم مستشفى بالرمادي بحثا عن أبو مصعب الزرقاوي

انفجار عبوتين في البصرة والعمارة واعتقال 14 مشتبها في مداهمات في بغداد

TT

قتل مسلحون نائبة في الجمعية الوطنية العراقية المنتخبة وأصابوا ضابطا كبيرا في وزارة الداخلية في هجومين منفصلين أمس. من ناحية ثانية داهمت القوات الأميركية مستشفى الرمادي بحثا عن المتشدد الأردني أبو مصعب الزرقاوي، حسبما أفاد شهود عيان.

وقتلت النائبة في الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) لميعة عبد خدوري أمس، على أيدي مسلحين مجهولين في بغداد، حسبما أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن النائبة، التي تنتمي إلى القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته اياد علاوي، «قتلت بأيدي مسلحين مجهولين». وأوضح المصدر أن «الحادث وقع عند الساعة 30.15 بالتوقيت المحلي (30.11 بتوقيت غرينتش)، عندما طرق مسلحون مجهولون باب منزلها الواقع في حي البنوك شرق بغداد. وعندما خرجت إليهم فتحوا عليها النار ولاذوا بالفرار». ولم يشأ المصدر إعطاء المزيد من التفاصيل عن الحادث. وتشغل «القائمة العراقية» أربعين مقعدا داخل الجمعية الوطنية. إلى ذلك، قال مصدر في وزارة الداخلية فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «العميد جهاد اللعيبي، المفتش العام في وزارة الداخلية، أصيب بجروح بالغة، وقتل اثنان من حراسه الشخصيين على أيدي مسلحين مجهولين». وأوضح أن «الحادث وقع في حي الجهاد (غرب) أثناء توجهه إلى عمله»، وأصيب فيه مدني أيضا. وأضاف أن «العميد اللعيبي نقل إلى مستشفى اليرموك، وهو في حالة حرجة جدا وسينقل إلى مستشفى ابن سينا في وقت لاحق اليوم (أمس)». وقال تنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين»، الذي يتزعمه المتشدد الأردني أبو مصعب الزرقاوي، في بيان نشر على موقع على شبكة الإنترنت، إنه نفذ هذا الهجوم.

وفي بيجي (200 كيلومتر شمال بغداد)، قتل عراقي وجرح ثلاثة آخرون مساء الثلاثاء في انفجار عبوة ناسفة، لدى مرور دورية للجيش الأميركي، حسبما أفاد مقدم الشرطة حسن صلاح. وفي الشرقاط (300 كيلومتر شمال بغداد)، عثرت الشرطة العراقية اليوم على جثة مقاول عراقي ملقاة على جانب الطريق، حسبما أفاد مقدم الشرطة فارس مهدي. وأضاف أن «المقاول ويدعى علي هادي، 38 عاما، أصيب بعدة طلقات نارية في الرأس والصدر». وفي سامراء (120 كيلومترا شمال بغداد)، أصيب سائق شاحنة عراقي كان ينقل مواد إنشائية للجيش الأميركي، بجروح عندما هاجمه مسلحون مجهولون مساء الثلاثاء. وفي الضلوعية (70 كيلومترا شمال بغداد)، قتل جندي عراقي وجرح آخر إثر سقوط قذائف صاروخية على مطار الضلوعية، الذي تتخذه القوات العراقية والأميركية مقرا لها، حسبما أفاد النقيب في الجيش أسد سداد.

من جانب آخر، أكد مصدر في وزارة الدفاع العراقية اعتقال 14 من المشتبه في قيامهم بعمليات مداهمة للجيش العراقي في بغداد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن الجيش العراقي اعتقل في حملة مداهمات الثلاثاء، ثلاثة من المشتبه فيهم في منطقة الرشيدية، وأربعة في حي المصارف، وثلاثة في سلمان باك (جنوب) في بغداد. وأضاف أنه تم اعتقال أربعة آخرين من المشتبه فيهم في منطقة الدورة (جنوب)، وبحوزتهم متفجرات وقنابل يدوية.

في تطور ذي صلة، قال مدير مستشفى الرمادي، إن أعدادا كبيرة من أفراد القوات الأميركية، اقتحمت ظهر أمس مستشفى الرمادي، بحثا عن الأردني أبو مصعب الزرقاوي. وقال الدكتور منعم عفتان، مدير مستشفى الرمادي الواقعة على بعد 110 كيلومترات إلى الغرب من بغداد، إن أعدادا كبيرة من جنود القوات الأميركية اقتحمت المستشفى، بحثا عن أبو مصعب الزرقاوي. وأضاف أن القوات الأميركية أبلغته بأن «لديها معلومات تفيد بوجود أبو مصعب الزرقاوي، ودخول أربع سيارات من طراز أوبل حماية له إلى المستشفى». ولم يعط الدكتور عفتان أية تفاصيل أخرى.

وأفاد شهود عيان من أهالي المدينة، بأن القوات الأميركية توجد حتى الآن في المستشفى، وأن أعدادا كبيرة تحاصر المكان. وورد أن القوات الأميركية شنت في نفس الوقت العديد من عمليات المداهمة والتفتيش في المناطق المجاورة للمستشفى. كما داهمت العديد من المنازل في الجهة الشرقية لمدينة الرمادي، في أحياء الملعب والضباط وعشرين، المجاورة لمستشفى الرمادي، وأغلقت فجر أمس مداخل المدينة والجسور المؤدية اليها من جهة الشرق والغرب.

من جانب آخر أكد شهود عيان تحرك عدد كبير من آليات الجيش الأميركي في وقت متأخر الليلة الماضية باتجاه مدينة الرمادي، التي تشهد عمليات مسلحة على نحو يومي تقريبا.

وانفجرت أمس في محافظتي البصرة والعمارة عبوتين ناسفتين زرعهما مجهولون في حافة شارعين وسط المدينتين، أدى انفجارهما إلى جرح ثلاثة من المارة في مدينة العمارة، بينهم امرأة، وإلحاق أضرار بسيارة الشرطة بالبصرة. وقالت مصادر في الشرطة لـ«الشرق الأوسط»، إن العبوة الأولى انفجرت في ساحة الطيران بمدينة البصرة، وكانت تستهدف دورية للقوات المتعددة الجنسيات والشرطة العراقية، التي مر موكبها أثناء مرور الدورية، إلا أن الانفجار ألحق فقط أضرارا بسيطة بإحدى سيارات الشرطة. وأشارت المصادر إلى أن الانفجار في مدينة العمارة أدى إلى إصابة ثلاثة من المارة بينهم امرأة بجروح متنوعة.

من جهته، قال الناطق الرسمي لقوات من الجيش العراقي في محافظة العمارة، في تصريح صحافي، إن القوات العراقية عثرت صباح أمس على مخبأ كبير للأسلحة والأعتدة الصالحة للاستخدام بإحدى ضواحي المدينة. مشيرا إلى أن المخبأ احتوى على كميات من الهاونات والقاذفات وقنابل وذخائر لأسلحة عديدة.