قنصل لبنان الفخري يقوم بعملية إنقاذ لأكثر من 200 لبناني مهددين بالقتل في توغو

TT

روى رجل أعمال لبناني مغترب في توغو عبر الهاتف مع «الشرق الأوسط» أمس كيف قام القنصل الفخري للبنان هناك، سمير الطبشوري، بعملية طارئة استطاع بها إنقاذ أكثر من 200 مغترب لبناني، ممن تم السطو على محلاتهم وبيوتهم وسرقتها وإحراقها، ونقلهم بسيارات وحافلات استأجرها إلى فندق يملكه في العاصمة، لومي، بحيث أصبحوا الآن بأمان وتحرسهم قوات من الجيش التوغولي وهم نزلاء على حسابه الخاص في فندق «بالم بيتش». وذكر حسن شكر، وهو مهندس كهربائي ويقيم منذ 21 سنة في توغو والناشط فيها بحقل التجارة العامة والبناء، أنه ما أن سمع القنصل بأنباء السطو على ممتلكات اللبنانيين وأن الخطر يتهددهم «حتى أسرع بالاتصال بقيادة الجيش التي زودته بعشرات من العناصر ليرافقوه وهو ينقل العائلات من بيوتها التي كان معظمها محاصرا من جماعات غوغائية استغلت الفلتان الأمني في البلاد لتمعن في سرقة ونهب بيوتهم ومحلاتهم ثم إحراقها، فاستطاع نقل أكثر من 200 شخص إلى الفندق» كما قال.

وروى حسن شكر، وهو من بلدة الخيام في الجنوب اللبناني ونائب سابق لرئيس الجالية اللبنانية في توغو، وعمره 43 سنة، أن اللبنانيين الذين يزيد عددهم في توغو عن ألفي نسمة «كانوا أكثر من تعرض للأضرار لأنهم كانوا أكثر المستهدفين بأعمال النهب في لومي بشكل خاص»، مشيرا إلى أن هذا الاستهداف مستند إلى قناعة لدى التوغوليين «وهي أن اللبنانيين هم الأغنى في البلاد» على حد تعبيره. وذكر شكر أنه أحصى 33 بيتا للبنانيين تمت سرقتها وإحراقها فيما بعد، كذلك تمت سرقة 18 سيارة ومركزين تجاريين تم نهبهما وإحراقهما، فيما غادر البلاد حوالي ألف و200 لبناني إلى دولتي بنين وغانا المجاورتين، والقليل جدا سافر إلى لبنان «إلا أن المشكلة قد تتفاقم غدا (اليوم) حين تنصيب الرئيس الجديد» بحسب ما قال.

واتصلت «الشرق الأوسط» بالقنصل سمير الطبشوري، 67 سنة، فقال عبر هاتفه النقال إن ما فعله كان واجبا عليه «وما قمت به عاونني به آخرون من المغتربين اللبنانيين». وقال إنه لا توجد حتى الآن سفارة للبنان في توغو التي هاجر إليها من مدينة طرابلس قبل 33 سنة، حيث يملك فندق بالم بيتش ومركزا تجاريا معروفا في العاصمة التي ينشط فيها بحقل العقارات أيضا.

وذكر القنصل الفخري أن مباحثات تجري منذ مدة بين الحكومتين اللبنانية والتوغولية لتبادل السفراء أواخر هذا العام بين لبنان وتوغو التي لا يزيد سكانها على 6 ملايين نسمة، ولا يتعدى إنتاجها القومي 8 مليارات دولار.