الأميرة مشاعل الفيصل: المرأة السعودية تتمتع بحقوقها لكنها تفتقر إلى «المبادرة»

افتتاح مؤتمر الأسرة الخليجية في لندن

TT

دعت الأميرة مشاعل، كريمة الأمير تركي الفيصل سفير السعودية لدى بريطانيا، المرأة السعودية الى القبض على زمام المبادرة وعدم الركون الى موقع هامشي في المجتمع، لا سيما ان الدولة تحرص على فتح كل الابواب المغلقة في وجهها. وأشارت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر الاسرة الخليجية الذي افتتح بجامعة لندن امس، الى ان المرأة ذاتها «تتحمل قسطا لا بأس به من المسؤولية»، في عدم ادائها دورها الكامل في حياة المملكة. لكن لم يفتها ان تذكر ان كثيرات من نساء بلدها قد نجحن في التحرر من قيد الهامشية هذه وبدأن السير قدما على طريق المشاركة في الحياة العامة. وقالت الاميرة مشاعل «ان هذا المؤتمر هو الثاني، وقد لاحظت ان عدد الحضور قد ازداد عنه في العام الماضي»، مشيرة الى انه مع ذلك «اكاديمي قد لا يكفي لايصال حقيقة اوضاع الاسرة في الخليج الى الغربي العادي». وتابعت: «لكن البركة في وسائل الاعلام (مبتسمة) التي تعمل على نقل انبائه للآخرين».

وقالت الدكتورة سلوى الخطاب لـ«الشرق الأوسط»، على هامش مؤتمر الاسرة الخليجية، ان بعض النساء السعوديات لا يبدين اي حماس «لممارسة حقوقهن، مثل الحصول على البطاقة الشخصية»، ولفتت الى عدم حيازة النساء تذكرة الهوية التي تمنحها الدولة لكل راغبة، بدءا من سن الـ18، قد ساهم مساهمة اساسية في منعها من الاشتراك في الانتخابات البلدية الاخيرة.

واوضحت الدكتورة الخطاب التي تدرس في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة الملك سعود ان «عملية الاصلاح تتطلب وقتا». واضافت ان في طليعة الشروط التي يجب توفرها لنجاح عملية الاصلاح «ان تغير المرأة نظرتها الى نفسها ولا تواصل النظر الى نفسها كانسانة دونية، وألا تقلل من شأن ذاتها».

وكانت الاسرة الخليجية بعلاقاتها الاجتماعية والاقتصادية المتشعبة، قديما وحديثا، موضع نقاشات واسعة في اطار مؤتمر «الاسرة الخليجية: الحداثة وسياسات القرابة»، الذي عقد امس في معهد الدراسات الشرقية والافريقية التابع لجامعة لندن. واشتمل الملتقى على ثلاث جلسات رئيسية كرست احداها لمعاينة الوجه الاقتصادي لدور الاسرة، فيما افردت الاخريان للجانبين الاجتماعي والسياسي في حياة العائلة الخليجية.

وكانت الدكتورة مرضية البدريسي، وهي تدرس في جامعة الملك سعود ايضا، قد ركزت امام المؤتمر على «اثر التغير الاقتصادي على الاسر في المملكة العربية السعودية»، وقالت «ان المجتمع السعودي التقليدي تميز بدرجة عالية من التجانس الثقافي»، مشيرة الى ان التطورات الاقتصادية لم تغير من حقيقة ان «العائلة كانت دائما المؤسسة (الاجتماعية) الاهم في السعودية». الا انها لفتت الى حصول تبدل في العادات التقليدية، رافضة احيانا «نتائج سلبية». ولم يفتها ان تلقي بعض الضوء على التغيرات التي شهدها المجتمع.