مجلس الأمن يمدد فترة بعثة «مينورسو» 6 أشهر

TT

حقق المغرب انتصارا سياسيا ومعنويا امس في مجلس الأمن الذي وافق بالإجماع على تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة المكلفة تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، مدة ستة اشهر اخرى، تستمر حتى نهاية اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

ويتمثل الانتصار المغربي في كون المجلس طلب بإجماع اعضائه من جبهة البوليساريو ان تطلق حالا سراح جميع اسرى الحرب المغاربة الذين تحتجزهم الجبهة منذ سنوات عديدة. وورد في قرار مجلس الامن ان الافراج عن السجناء المغاربة يتفق مع مبادئ الشرعية والقانون الدولي.

وطالب المجلس كذلك المغرب وجبهة البوليساريو، باحترام وقف اطلاق النار الساري في الصحراء، بعد ان وردت تقارير الى الامم المتحدة تتحدث عن تحركات عسكرية يقوم بها الطرفان، الأمر الذي جعل كوفي انان، الامين العام للامم المتحدة يشير الى ذلك صراحة، ويحذر من تطورات محتملة.

ويأتي قرار مجلس الأمن بخصوص المحتجزين المغاربة في معتقلات جبهة البوليساريو، منسجما واستجابة لعدد من النداءات والمناشدات صدرت في الاشهر الاخيرة عن منظمات حقوقية وجمعيات المجتمع المدني، تطالب بوضع حد لمأساة الاسرى المغاربة الاقدم في العالم، خاصة بعد ان ثبت بناء على تقارير موثوقة وموضوعية ان الاسرى المغاربة، يعيشون في ظروف بالغة السوء والقسوة، لدرجة ان احد الذين افرج عنهم قبل شهور، وافته المنية بمجرد عودته الى أحضان اسرته. كما بادرت فعاليات حزبية وحقوقية بتنظيم مسيرة كبرى في العاصمة المغربية نددت بممارسات جبهة البوليساريو وطالبت المجتمع الدولي بمساندة المحتجزين، مما حدا ببعض مسؤولي البوليساريو الى القول ان الجبهة على استعداد لإطلاق سراح من تعتبرهم اسرى حرب.

الى ذلك، اعرب نبيل بن عبد الله، وزير الاتصال (الاعلام) المغربي امس في لقاء مع الصحافة، عقب انتهاء أعمال مجلس الحكومة، عن استعداد الرباط التعاون مع الأمم المتحدة والمساهمة في أي مجهود سلمي للبحث عن حل سياسي دائم لهذه القضية المفتعلة من قبل من سماهم «الخصوم»، والسعي لطي الملف بشكل مطلق يحترم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ويضمن وحدة ترابه. وقال بن عبد الله: «إن رد الانفصاليين الرافض لتقرير أنان المرفوع لمجلس الأمن ليعبر عن حالة الاضطراب في صفوفهم جراء رفضهم الحل السياسي لنزاع الصحراء، خاصة أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يشر الى مخطط جيمس بيكر، ولا الى مسلسل التسوية، أو اتفاقية هيوستن، وهي مخططات أضحت متجاوزة لعدم قابلية تطبيقها على أرض الواقع».