بوتين يرفض ارتداء القبعة اليهودية فيسقط حائط المبكى من برنامج زيارته

ينتقل اليوم إلى رام الله للقاء أبو مازن ومسؤولين فلسطينيين آخرين

TT

يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) اليوم في مقر الرئاسة في رام الله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يزور الاراضي الفلسطينية لاول مرة. وسيضع بوتين إكليلا من الزهور على قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات. كما سيلتقي الرئيس الروسي رئيس الوزراء احمد قريع (ابو علاء). وكان بوتين قد التقى امس في اسرائيل الرئيس موشيه قصاب واختتم لقاءه معه بمؤتمر صحافي مشترك. كما التقى مطولا مع رئيس الوزراء ارييل شارون ونوابه الثلاثة شيمعون بيريس وايهود اولمرت وسلفان شالوم (وزير الخارجية). وبحث معه اقتراحه لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط في موسكو في الخريف المقبل، وهو الاقتراح الذي رفضته اسرائيل وتحفظت عليه الولايات المتحدة.

وكشف بوتين امس، انه زار اسرائيل مرتين قبل زيارته الحالية التي قام بها كرئيس للدولة الروسية ولم يكن العالم يعرف انه قد زار اسرائيل إلا مرة واحدة في مطلع التسعينيات وكان يشغل يومها منصب نائب عمدة سان بطرسبورغ.

ولم تشر أي من المصادر الروسية الى موعد الزيارة الثانية وهدفها، في الوقت الذي تضاربت فيه الاقوال حول زيارته لحائط المبكى خلال زيارته الحالية كرئيس. واذ تذرعت الاوساط الرسمية الروسية بمخاوفها الأمنية من احتمالات حدوث ما لا تُحمد عقباه خلال زيارة حائط المبكى الذي شاهده بوتين من بعد، قالت مصادر روسية اخرى ان الرئيس الروسي رفض ارتداء القبعة اليهودية، ما كان سببا في إلغاء هذا الجزء الرسمي من مراسم الزيارة. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب كشف بوتين عن ان الخبراء والمسؤولين الروس كانوا على وشك توقيع اتفاق مع سورية يقضي بامدادها بمنظومات «اسكندر» المضادة للصواريخ التي يبلغ مداها 300 كيلومتر الا انه اصدر قراره بحظر هذه الصفقة ، بينما دافع عن إمداد سورية بصواريخ «ستريايتس» الجوالة على مركبات، في اطار تصميم لا يسمح بانتزاعها من على هذه المركبات وبما يكفل فقدان فعاليتها في حال وقوعها في أيدي الارهابيين.

واوضح بوتين «عندما نبيع الأسلحة لمنطقة الشرق الأوسط فإننا نفعل ذلك بحذر كبير». وأضاف «الأنظمة الصاروخية التي نزودها لسورية مداها قصير ضد الطائرات ولا تهدد بأي شكل من الأشكال الأراضي الإسرائيلية. أنا اعترضت بنفسي على صفقة بيع صواريخ طويلة المدى لسورية ، من أجل عدم المس بأمن إسرائيل».

واكد بوتين حق روسيا في المشاركة في تجارة السلاح التي يبلغ حجمها في منطقة الشرق الاوسط ما يقرب من تسعة مليارات دولار تختص الولايات المتحدة منها بما قيمته 6,8 مليار دولار في ما لا تتعدى حصة روسيا في هذه الاسواق الـ 500 مليون دولار.

ووقع بوتين وقصاب إعلان نوايا مشتركا بين إسرائيل وروسيا بشأن محاربة الدولتين «للإرهاب والمظاهر اللاسامية». ودعا بوتين إلى تعزيز العلاقات بين الدولتين، خاصة في ما يتصل بمحاربة ما اسماه الإرهاب الدولي. وقال إن «العلاقات بين البلدين تتطور بشكل جيد. فهذه الزيارة لم يكن بالامكان التفكير بها إلى ما قبل فترة من الزمن، ويسرني أنه تم اخراجها إلى حيز التنفيذ».

وقال قصاب «لروسيا مكانة دولية كبيرة ، ولإسرائيل وروسيا مصالح مشتركة»، مشيرا إلى الدور الذي لعبته روسيا إبان الحرب العالمية الثانية في الانتصار على ألمانيا النازية وتأييدها لإقامة دولة إسرائيل، والتزام روسيا بمحاربة اللاسامية. واضاف ان «إسرائيل معنية بشكل كبير بتطوير العلاقات مع روسيا في مجالات مختلفة».

ولم تشر المصادر الى ما اذا كان الرئيس بوتين قد اثار قضية ايواء اسرائيل لعدد من اليهود الروس الهاربين بسبب تورطهم في قضايا نصب واحتيال وتهرب ضريبي، الى جانب اتهامات اخرى مثل فلاديمير جوسينسكي رئيس المؤتمر اليهودي الروسي الاسبق وخلفه ليونيد نيفزلين المتهم ايضا في قضية «يوكوس» النفطية مع ميخائيل برودنو وفلاديمير دوبوف. وكان واضحا ان الرئيس الروسي لم يصطحب معه الى اسرائيل من الوفد الذي رافقه في زيارته الى القاهرة إلا سيرغي لافروف وزير الخارجية ويفغيني بريماكوف رئيس الغرفة التجارية الصناعية.