أميركا تبيع لأول مرة إسرائيل قنابل ضد التحصينات الأرضية قد تستخدم ضد المنشآت النووية في إيران

TT

أعلنت الولايات المتحدة عن صفقة اسلحة كبيرة لإسرائيل تشمل ولأول مرة قنابل قادرة على اختراق التحصينات الأسمنتية والمخابئ الأرضية، قال عنها مراقبون في الكونغرس لـ«الشرق الأوسط» ان المستهدف بها ايران في خطوة ضد برامج ومنشآت ايران النووية التي يعتقد انها تحت الأرض.

ويأتي الإعلان عن الصفقة بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الى واشنطن مطلع الشهر الحالي طغت عليها المخاوف الاسرائيلية من البرامج العسكرية الايرانية. يذكر ان «وكالة تعاون أمن الدفاع الأميركية « تضطر للإعلان عن صفقات بيع الاسلحة الاجنبية بموجب قانون أميركي يلزمها بذلك، وهي التي اعلنت في بيان اطلعت عليه «الشرق الاوسط» عن الصفقة. ووفق نص البيان ستبيع أميركا 100 قنبلة «جي بي يو ـ 28» المتطورة والتي تسميها أميركا «الأسلحة والقنابل الذكية»، والتي استخدمت في افغانستان والعراق في حروب 1991و2001 و2003. كما قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل كل المعدات والخدمات اللازمة لاستخدام هذه القنابل ضمن الصفقة التي بلغت قيمتها 30 مليون دولار. وأمام الكونغرس الأميركي 30 يوما فقط لإبداء اعتراضات على الصفقة وهو امر غير منتظر. وتشمل الصفقة رؤؤس اختراق التحصينات والأرض علاوة على انظمة الارشاد والتوجيه المتقدمة تقنيا. كما تشمل قطع غيار ايضا وأجهزة اختبار وحتى المعلومات الفنية والمنشورات المصاحبة للاسلحة الذكية.

وقال البيان: «ان الصفقة المقترحة سوف تساعد الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة عن طريق مساعدة وتحسين الأمن لدولة صديقة كانت وما زالت قوة تسهم في التقدم الاقتصادي للشرق الأوسط».

وهذه القنبلة قادرة على اختراق المباني الخرسانية التي سمكها ستة امتار قبل ان تنفجر. كما انها تستخدم خصيصا ضد المنشآت التي يشتبه في احتوائها على اسلحة نووية او كيماوية وتتكلف القنبلة الواحدة حوالي 145 الف دولار وتصنعها شركة «لوكهيد مارتن» وتسقطها طائرات اف 15 وطائرات اف 111. كما تستطيع القنبلة اختراق الارض.

وقال البيان ان القوات الجوية الاسرائيلية ستستخدم هذه القنابل على طائرات اف 15. وقال البيان: «ان اسرائيل ستحافظ على تفوقها النوعي عن طريق طلبات اسلحة جديدة ورفع مستوى الاجهزة الداعمة». وأضاف البيان الأميركي: «ان اسرائيل لن تواجه اية مشاكل في استيعاب تلك الأسلحة في قواتها المسلحة».

وجاء في البيان ان بيع هذا النوع من الاسلحة، على الرغم من تهديدات اسرائيلية بضرب منشآت ايران النووية، «لن يؤثر على التوازن العسكري الاساسي في المنطقة». غير ان تيري ولتز من منظمة «مجلس المصلحة القومية» الذي يراقب شؤون الكونغرس قال لـ«لشرق الاوسط» في مقابلة هاتفية: «ان الاسرائيليين قد يستخدمونها لضرب وتفجير المنشآت النووية والمفاعلات الايرانية، وخصوصا ان هذه هي اول مرة تبيع فيها أميركا هذه الاسلحة». وأضاف: «ان الإفصاح عن بيع هذا السلاح الخطير له صلة قوية بزيارة شارون الأخيرة مع وزير دفاعه شاؤول موفاز».