سبع قرى خرجت برجالها ونسائها لوداعه وسط دوي الطبول والرصاص

الخرطوم استقبلت جثمان الخاتم عدلان بالأعلام

TT

شيع موكب كبير شارك فيه أكثر من 1500 شخص الزميل الخاتم عدلان الكاتب والمترجم في جريدة «الشرق الأوسط» والسياسي السوداني. ومنذ الصباح الباكر ظلت مجموعات من مواطني سبع قرى مجاورة، تربطها وشائج القربى والتاريخ الاجتماعي المشترك مع قرية أم دكة الجعليين (مسقط رأس عدلان)، منذ الهجرات الأولى لقرويي شمال السودان، هربا من عنت الاستعمار ومنعه زراعة القطن في شمال السودان، لاجبار الفلاحين المتمرسين على ترك ديارهم والهجرة إلى مشروعه «مشروع الجزيرة» لزراعة القطن، تنتظر النعش الذي وصل إلى مطار الخرطوم في الخامسة من فجر الاربعاء، وكان في استقباله عدة مئات من الطلاب المنتمين لحركته السياسية والأكاديميين والصحافيين والكتاب وأصدقاء الفقيد وقادة سياسيين، من بينهم محمد ابراهيم نفد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، الذي عمل عدلان معه في هيئات الحزب القيادية قبل خروجه من البلاد وانتقاده للنظرية والتجربة الاشتراكية وانشائه حركة سياسية جديدة.

وفي المطار علت دقات طبول العشيرة (طبول النحاس المدوية المخصصة للاحتفالات الضخمة) وارتفع علم البلاد. وسرت اشاعات عن تدخل أجهزة الأمن لمنع التجمع الذي كان من المفترض أن يقام في الخرطوم ويخطب فيه قادة من حركة «حق»، التي أسسها الفقيد عقب خروجه من الحزب الشيوعي السوداني عام 1994 بعد 30 سنة من الانتماء لعضويته والعمل في قيادته.

واتضح أن ذوي الفقيد، نظرا لسخونة الطقس وطول مدة السفر إلى الجزيرة ورغبتهم في مواراته الثرى بسرعة عملا بالسنة النبوية الكريمة، قرروا نقل الجثمان إلى الجزيرة. وقبل مغادرة موكب العاصمة، الذي رافق الجثمان في الحافلات الكبيرة والمتوسطة والسيارات الخاصة، خطب الكاتب الباقر العفيف بالجمع في احدى ساحات حي أركويت شمال الخرطوم. وتحرك موكب من حوالي 25 حافلة وعدد من السيارات الخاصة صوب أم دكة الجعليين التي وصلها بعد ثلاث ساعات شاقا طرقا متربة وغير معبدة. وفي أم دكة الجعليين اصطفت أكثر من 1000 امرأة أمام بيت والد الفقيد. ومر الموكب بصعوبة بالغة إلى مقابر المنطقة بعد أن ودعه والد الفقيد وترحم عليه.

وفي المقابر، التي ارتفع فيها دوي النحاس مصحوبا بعشرات الطلقات النارية من البنادق، خاطب المشيعين عدد من السياسيين منهم غازي سليمان المحامي الناشط في حركة حقوق الانسان وحسن عثمان عن الحزب الشيوعي في العاصمة القومية وممثل لوالي الجزيرة والباقر العفيف الذي عدد مناقب الفقيد وثمن انتاجه الفكري والثقافي ودوره في حركة الاستنارة في السودان. وفي الختام تحدث كاتب هذا الخبر (المهدي عبد الوهاب) الذي نقل لذوي الفقيد وأهله والمشيعين تعازي أسرة «الشرق الأوسط» وزملاء الفقيد وأبلغهم عددا من الرسائل التي حملها من زملاء الفقيد في حقلي الكتابة والابداع والمجال السياسي والثقافي.