السفير اليمني في دمشق طلب اللجوء السياسي في بريطانيا

يعقد مؤتمرا صحافيا بلندن الأربعاء يعلن فيه عن تشكيل جبهة جديدة للمعارضة

TT

كشف احمد عبد الله الحسني، السفير اليمني في العاصمة السورية دمشق، انه طلب اللجوء السياسي في بريطانيا. وقال في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» أمس انه وصل الى لندن مع جميع افراد عائلته يوم الثلاثاء الماضي، وسيعقد مؤتمرا صحافيا يوم الاربعاء المقبل بوسط لندن يعلن فيه عن اشهار «جبهة جديدة للمعارضة اليمنية» في العاصمة البريطانية. وقال الحسني، السفير اليمني في دمشق القائد السابق للبحرية اليمنية حتى عام 2001 ان تخليه عن منصبه الدبلوماسي: «ليس من اجل تحقيق «مصالح شخصية»، ولكن: «لان العلاقة مع الحكومة اليمنية وصلت الى طريق مسدود من اجل التفاهم حول مستقبل افضل للبلاد منذ قيام الوحدة طوال الـ15 عاما الماضية. وقال الحسني وهو من اهل اليمن الجنوبي: «منذ انتهاء الحرب في اليمن صيف عام 1994 والامور تتدهور من اسوأ الى اسوأ. واضاف ان حكومة صنعاء ما زالت تنظر الى انها خرجت من الحرب «منتصرة» و«الجنوب منهزم».

وأوضح انه سيكشف في مؤتمر الاربعاء المقبل عن الكثير من الانتهاكات ضد اهل الجنوب، وسيركز على ملايين الدولارات التي اهدرت في قضايا الفساد. وافاد السفير اليمني ان صنعاء ما زالت تعتبر: «ان الجنوب فرع عاد الى الاصل»، وبالتالي عمدت انطلاقا من هذا المفهوم الى اعتبار: «ان الجنوب اليمني غنيمة حرب». وقال الحسني ان خلافه مع الحكومة اليمنية يأتي اساسا بسبب الاحتجاج على ممارسات ضد اليمنيين الجنوبيين، حيث يرى هؤلاء انهم لم يأخذوا حقهم في الحياة بعد اقامة الوحدة بين شطري اليمن». وقال الحسني ان حكومة صنعاء عملت بشكل منهجي على تدمير البناء المؤسسي للدولة في الجنوب، بدلا من الاستفادة منه لإقامة مشروع حضاري». كما اتهم السفير اليمني حكومة بلاده التي عملت على تكريس الارث القبلي في ما يتعلق بالتعامل مع أهل الجنوب». الى ذلك قال المعارض اليمني الشيخ حسين العجمي العواضي المقيم في العاصمة دمشق ان قرار الحسني اللجوء الى بريطانيا تم على خلفية الخلاف القائم بينه وبين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حول بعض التعيينات في سلاح البحرية باعتباره كان قائدا لهذا السلاح، قبل ان يقيله الرئيس صالح ويعينه سفيرا في دمشق. واشار العواضي وهو ايضا كان ضابطا برتبة عقيد في الجيش اليمني قبل ان يعلن معارضته للرئيس صالح ان خلاف الحسني مع الرئيس صالح استمر رغم تعيينه سفيرا في دمشق، حيث كان يطالب باستمرار باجراء اصلاحات سياسية في اليمن، وافساح المجال امام ابناء الجنوب للمشاركة بصورة فعلية في السلطة. وكانت له مبادرات عدة مع بعض القوى اليمنية داخل البلاد وخارجها لاصلاح الاوضاع وعقد مؤتمر وطني، انه لم يتم الاستجابة لهذه المبادرات.

وقال العواضي «ان السفير الحسيني فوض قبل مغادرته دمشق القائم بالاعمال اليمني ياسين القباطي بادارة السفارة بدلا عنه».

واعرب العواجي عن اعتقاده بأن الحسيني سيعمل على حشد قوى يمنية لتشكيل جبهة معارضة لحكم الرئيس صالح مكونة من معارضين داخل البلاد وخارجها، مؤكدا انه يتمتع بثقل وطني في الاوساط اليمنية وبمصداقية عالية، ولا سيما في المحافظات الجنوبية، وبالذات محافظته التي ينتمي اليها (محافظة أبين)، حيث كان احد قادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني وذا دور كبير ومعروف في هذا الميدان.

وأشار العواضي الى ان السفير الحسني سبق له ان تولى قيادة سلاح البحرية في اليمن الموحد حتى وصل الى رتبة اللواء، وكان قبلها قائدا لسلاح البحرية في الجنوب وأحد مؤسسيه، وغادر الشطر الجنوبي مع الرئيس السابق علي ناصر محمد عقب احداث 1986، وبقي في صنعاء ولعب دورا كبيرا في أزمة 1994، لدى محاولة علي سالم البيض الانفصال عن الشمال، حيث ساهم بفعالية في تثبيت الوحدة اليمنية، مما جعل الرئيس صالح يعينه قائدا لسلاح البحرية.