بوش: تنظيم «القاعدة» أضعف بشكل كبير وهزيمة الإرهاب تمر عبر نشر الديمقراطية

دعا الجعفري لزيارة واشنطن وشكر موسكو لموقفها من طهران ودافع عن سياسته الداخلية

TT

اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش ان تنظيم «القاعدة» وتشعباته ضعف بشكل كبير وان الولايات المتحدة سجلت نقاطا ايجابية في حربها ضد الإرهاب، معربا في الوقت نفسه عن ترحيب بلاده بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، غير انه اعترف بخطورة التحديات التي ستواجهها حكومة إبراهيم الجعفري، واعدا بان تبقى واشنطن ملتزمة بالعراق. وفيما اشاد باقتراح موسكو اقرار خطة تتيح لإيران استخدام اليورانيوم المخصب تحت المراقبة الدولية، قال ان التفاوض يبقى الطريق الامثل للجم البرنامج النووي الكوري الشمالي، وان تحركا اكثر صرامة ضد هذا البلد يحتاج الى توافق بين الحلفاء في المنطقة. كما دافع بوش عن سجله الداخلي، خاصة إصلاح نظام التقاعد. وقال الرئيس الاميركي ليل أول من أمس في مؤتمر صحافي «اننا نحرز تقدما جيدا. شبكة «القاعدة» التي هاجمت الولايات المتحدة أضعفت بشكل كبير. نحن نفكك هذا التنظيم ببطء لكن بخطى ثابتة». ومضى يقول «الاميركيون وحلفاؤهم لن يضعفوا». واضاف «اننا ندرك الرهان وهو عال جدا ولا يزال ثمة اشخاص يريدون مهاجمة الشعب الاميركي. استراتيجيتنا تنص على البقاء في موقع هجومي وابقاء الضغط على هؤلاء الاشخاص ومنع وصول الاموال اليهم وتبادل المعلومات الاستخباراتية والعثور عليهم اينما يختبئون». وأوضح بوش «على المدى الطويل يمر هزم الارهاب عبر نشر الحرية والديمقراطية. هذه هي الطريقة الوحيدة فعلا»، مضيفا «اما على المدى القصير سنواصل استخدام قواتنا المسلحة وعملائنا للعثور على هؤلاء الاشخاص وحماية اميركا. لكن على المدى الطويل يجب ان نهزم اليأس الذي يسمح لهم بتجنيد» عناصر.

وحول العراق، قال بوش «انضم الى جميع الاميركيين لتهنئة القادة العراقيين الجدد ولأعبر لهم عن تمنياتي بالتوفيق وهم يباشرون خدمة بلادهم داخل الحكومة الجديدة». ورأى بوش ان هذه الحكومة «ستمثل الوحدة والتنوع في البلاد خلال الاشهر المقبلة». واعتبر ان الحكومة العراقية تواجه «تحديات كبيرة» من بينها تعزيز قوات الأمن وسط أجواء أمنية متوترة وتحسين مستوى الخدمات للسكان وإعداد الدستور الجديد للبلاد.

وقال الرئيس الأميركي إنه تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي عقب تشكيل الحكومة ودعاه لزيارة واشنطن، معربا له عن تقديره لأولئك الذين وافقوا على تولي المناصب الوزارية لخدمة بلادهم. وقال بوش إن الجعفري أقر بأهمية انتهاء الجمعية الوطنية العراقية من صياغة الدستور كي يتم تقديمه إلى الشعب العراقي لإقراره في الوقت المحدد.

وردا على سؤال عن متى ستخرج القوات الأميركية من العراق، قال «إن هناك إغراءات للإعلان عن جدول معين للانسحاب ولكني أعتقد أنه ليس من الحكمة إتاحة المجال للعدو أن يرتب نفسه وفقا لمثل هذا الجدول، ولهذا فإن إجابتي عن الانسحاب هي أنه سيتم في أقرب وقت ممكن».

وحول روسيا، شكر الرئيس الاميركي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين اقتراحه خطة تتيح لإيران استخدام اليورانيوم المخصب تحت المراقبة لاستثماره في المفاعلات المدنية. وقال ان «ما وافقت روسيا على القيام به مع إيران، هو ارسال اليورانيوم العالي التخصيب الى مفاعل نووي مدني ثم استعادة هذا الوقود بعد استخدامه لإنتاج الكهرباء». وأضاف «هذا ما قرروا (الروس) القيام به واقدر هذه المبادرة»، مذكرا بمعارضته تمكين ايران من تخصيب اليورانيوم بنفسها.

وعلى صعيد كوريا الشمالية، اعتبر بوش ان التفاوض يبقى الطريق الأمثل للجم البرنامج النووي الكوري الشمالي وان تحركا اكثر صرامة ضد هذا البلد يحتاج الى توافق بين الحلفاء في المنطقة. وقال «الطريقة الفضلى لحل هذه المشكلة بدبلوماسية هو العمل مع الدول الاربع الاخرى (كوريا الجنوبية واليابان وروسيا والصين) المتفقة جميعها على الهدف نفسه، اي ان تكون شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية»، معتبرا ان مقاربة سلفه بيل كلينتون الثنائية «لم تنجح ابدا».

وفيما يتعلق بالقضايا الداخلية، دافع بوش طويلا عن ضرورة اصلاح نظام التقاعد، وهو امر يشكك فيه ثلثا الاميركيين. وأكد ان «نظام التقاعد شكل شبكة امان وفرت الكرامة والطمأنينة لملايين الأميركيين، لكن ثمة ثقبا في شبكة الامان هذه لان الكونغرس قطع وعودا لا يمكنه تحقيقها تجاه الاجيال المقبلة». وقال ان النظام الحالي سيفلس بحلول عام 2041 في حال عدم الانتقال من نظام المساهمة الإلزامي الى نظام حسابات خاصة فردية.

ومع اقترابه من عتبة المائة يوم في ولايته الرئاسية الثانية حاول بوش الاستفادة من فرصة عقد المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض لتحسين شعبيته التي تراجعت الى ادنى مستوى لها (47%)، فوعد بالطلب من الدول النفطية رفع انتاجها لخفض اسعار الوقود التي تؤثر كثيرا على الاميركيين. وشدد ايضا على مسؤولية أعضاء البرلمان الاميركي في هذا الإطار وحث مجلس الشيوخ على إقرار مشروع اصلاح قطاع الطاقة الذي عرضه، مشددا على نيته التصديق عليه اعتبارا من هذا الصيف.

من جهة أخرى، دافع بوش بقوة عن تعيين جون بولتون المسؤول السابق عن ملف نزع الأسلحة، سفيرا في الأمم المتحدة، وهو أمر أثار جدلا كبيرا. وقال بوش «جون بولتون رجل صريح ومباشر اذا أردنا إصلاح الأمم المتحدة كما أريد، من المنطقي إرسال شخص يتمتع بالخبرة ولا يخشى قول ما يفكر فيه».