بوتين يعد الفلسطينيين بطائرتي هليكوبتر و50 مدرعة والمساعدة في حفظ النظام وبناء البنى التحتية في غزة

استقبال شعبي حافل للرئيس الروسي خلال زيارته التاريخية لرام الله

TT

اختتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ظهر امس، زيارته التاريخية للاراضي الفلسطينية واسرائيل، باجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) استغرق ساعة ونصف الساعة بدلا من نصف الساعة التي كانت محددة له. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين عقد في مقر الرئاسة في رام الله بعد الاجتماع، أكد ابو مازن تمسكه بخطة خريطة الطريق والتزامه بتنفيذها ورحب بعقد مؤتمر سلام دولي. وقال ابو مازن «إننا نرحب بعقد مؤتمر دولي. لقد أصبحت الظرف مواتية لفعل ذلك. إننا ملتزمون بالسلام مع جيراننا الإسرائيليين ولا نريد تضييع فرصة تاريخية تتيح تدخلاً دوليًا في العملية السلمية». واشار ابو مازن إلى أن «القيادة الفلسطينية اتخذت عدة خطوات وبدأنا العمل على خلق أجواء من بناء الثقة. لقد بدأنا بتطبيق تفاهمات شرم الشيخ في محاولة لفرض الهدوء بين جميع الفصائل الفلسطينية».

من جانبه اعرب بوتين عن عزمه دعم السلطة الفلسطينية. وقال الرئيس الروسي، إن بلاده ستساهم في إعادة بناء البنى الأساسية في قطاع غزة. وألمح بوتين إلى أن روسيا يمكنها أن تلعب دورًا في الحفاظ على النظام ومنح خدمات أخرى للفلسطينيين بعد انسحاب إسرائيل.

ووعد بوتين بتسليح الاجهزة الأمنية الفلسطينية مبررا ذلك بقوله إنه لا يمكن لابو مازن أن يواجه ما اسماه بالإرهاب بما تملكه قوات الأمن حاليًا. واضاف «سوف تقدم روسيا للفلسطينيين طائرات هليكوبتر ومعدات اتصال وستشارك في تدريب قوات الشرطة».

وكان قد ذكر امس ان روسيا ستقدم لاجهزة الأمن الفلسطينية 50 آلية مدرعة من طراز «برامز 2» التي سحبت من ترسانة الجيش الروسي، وطائرتي هليكوبتر من طراز «أم 17»، بدلاً من الطائرات التي دمرتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في اواخر ديسمبر (كانون الاول) من عام 2001 ، كجزء من حملتها للحد من تحركات الرئيس الراحل ياسر عرفات، في مقدمة عدوانها الشامل على الاراضي الفلسطينية في مطلع عام 2002 .

يذكر ان السلطة الفلسطينية كانت تمتلك 45 من هذا النوع من الآليات المدرعة في قطاع غزة. لكن قوات الاحتلال دمرتها خلال عمليات الاجتياح الاسرائيلية المتواصلة منذ بدء انتفاضة الاقصى في 28 سبتمبر (ايلول) 2000 . ووفق مجلة عسكرية بريطانية متخصصة، فان العرض الروسي جاء بعد زيارة، أبو مازن لموسكو، في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي. وكما قال خيري العريدي السفير الفلسطيني في موسكو فإن هذا العرض «يشكل دعماً ملموساً لأبي مازن والسلطة الفلسطينية». وستستخدم طائرتا الهليكوبتر لتنقلات ابو مازن والمسؤولين الفلسطينيين بين غزة والضفة الغربية والأردن، الذين ظلوا حتى هذه اللحظة يستعينون بطائرات اردنية او مصرية. وطالبت السلطة بطيارين روس وطواقم صيانة للطائرات.

لكن مصدرا اسرائيليا قال في وقت سابق انه يستبعد ان تصادق اسرائيل على خطة بوتين. واضاف المصدر حسب صحيفة «هآرتس» ان اسرائيل لن تسمح بدخول حاملات جند الى الاراضي الفلسطينية، واستطرد «لنرى اولا بعض الخطوات تجاه السلام، عندئذ سيكون ممكنا تعزيز قوى الأمن الفلسطينية، التي تشارك الان في القتال ضدنا».

وفي هذا الاطار ذكرت صحيفة «هآرتس» ان اسرائيل رفضت اقتراحا اميركيا بتزويد قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية بالسلاح الذي سياعدها في أداء واجباتها. وقالت الصحيفة ان مسؤولين اميركيين ابلغوا نظراء اسرائيليين في غضون الايام القليلة الماضية ان قوات الأمن الفلسطينية بحاجة الى السلاح للحفاظ على النظام في الاراضي الفلسطينية. وجاء الرد الاسرائيلي على الطلب الاميركي كالرد على العرض الروسي وهو «دعهم اولا يسحبون اسلحة الارهابيين». وكان الرئيس بوتين قد وصل الى مقر الرئاسة في رام الله قبل ظهر امس على متن طائرة هليكوبتر وسط ترحيب شعبي فلسطيني كبير. وكان على رأس مستقبليه ابو مازن وأحمد قريع (أبو علاء) رئيس الوزراء. واستعرض الرئيسان حرس الشرف، وعزف السلامان الوطنيان الفلسطيني والروسي. وتوجه الرئيس بوتين إلى قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي يقع في الجانب الايسر من المقاطعة، ووضع عليه إكليلاً من الزهور. ثم بدأ الرئيسان ابو مازن وبوتين جلسة مباحثات، بحضور كبار الشخصيات من الجانبين، استغرقت ساعة ونصف الساعة بدلا من نصف الساعة التي كانت مقررة لها.