النواب العرب في الكنيست يطالبون بإقالة القادة العسكريين المسؤولين عن الاعتداء عليهم

TT

تقدم ثلاثة من النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، أمس، إلى رئيس الوزراء، أرييل شارون، يطالبونه بإقالة ومحاكمة قادة الجيش والشرطة وحرس الحدود الذين نظموا الاعتداء الدموي عليهم، أول من أمس، لدى اشتراكهم في مظاهرة ضد الجدار العازل في قرية بلعين قرب رام الله، مما أسفر عن إصابة النائب محمد بركة بجراح متوسطة، جراء إلقاء قنبلة عليه.

وقال النائبان عبد المالك دهامشة، من الحركة الإسلامية، وجمال زحالقة، من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، إن الجنود الذين اعتدوا عرفوا أنهم نواب في البرلمان ويتمتعون بحصانة برلمانية، وقالوا ذلك لهم بشكل صريح ووقح أنهم سيلقنونهم درسا في ما يحق لهم عمله وما لا يجوز لهم التعامل معه.

وكان النواب المذكورون، يرافقهم عدد من المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، وحوالي خمسمائة رجل سلام يهودي ومثل هذا العدد من سكان قرية بلعين، الواقعة غرب رام الله، قد نظموا مظاهرة ضد الجدار أعلنوا سلفا أنها ستكون سلمية. وقالوا إن إقامة الجدار في مساره الحالي يلحق ظلما عنيفا بأهالي هذه القرية، البالغ عددهم 1500 نسمة. فالمعيلون منهم طردوا من أعمالهم في إسرائيل مع اندلاع الانتفاضة. وراحوا يستصلحون الأرض ويزرعونها، فتحولت غلى مصدر رزقهم الأساسي. لكن الجدار يصادر هذه الأراضي ويمنعهم من الوصول إليها ويقضي عمليا على دخولهم الاقتصادية. ولهذا فإنهم يتظاهرون في كل يوم ضده، وفي أحيان كثيرة يدمرون أجزاء من الجدار ويمنعون قوات الحفر من الاستمرار في عملها.

وخصصت المظاهرة لان تكون سلمية ولغرس شتلات الزيتون. لكن وقبل ان يصل المتظاهرون إلى مناطق الغرس، اندس بين صفوفهم عدد من الأشخاص غير المعروفين، وكانوا يرتدون لباسا عربيا. ثم راح هؤلاء الغرباء يقذفون الحجارة من داخل المظاهرة باتجاه رجال الجيش. فقام رجال النظام في المظاهرة بلجمهم. وطلبوا منهم ان يحجموا عن قذف الحجارة لأن هذا التصرف يلحق الضرر بأهداف المظاهرة. فما كان منهم إلا أن خلعوا الملابس الخارجية العربية وظهروا بملابس إسرائيلية عادية، وإذا بهم من قوات المستعربين (جنود يهود يتخفون بلباس عربي ويتقنون تكلم اللغة العربية العامية، حسب اللهجة المحلية في كل بلدة وأخرى)، التابعة لمصلحة السجون في إسرائيل. وراح المستعربون، ومعهم عدد كبير من أفراد قوات الجيش، يعتدون بالضرب على المتظاهرين، خصوصا العرب منهم، وأطلقوا عليهم الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع. والقوا بقنبلة صوتية على النائب محمد بركة، من مسافة أمتار قليلة، مما يوحي بأن الأمر مخطط.