السلطات السودانية تنقل الترابي من سجن كوبر للإقامة الجبرية بمنزل في الخرطوم

في خطوة لإطلاق سراحه

TT

نقلت السلطات السودانية الدكتور حسن عبد الله الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض من معتقله الانفرادي في سجن كوبر بالخرطوم بحري الى منزل حكومي في ضاحية كافوري الفاخرة في اقامة جبرية، في خطوة وصفها مقربون من الدوائر الحكومية بأنها تمهيد للإفراج عنه قريبا.

وينتظر ان تفرج السلطات عن 70 من عناصر الحزب المعارض في المعتقلات بالخرطوم والولايات، حسب مصادر مطلعة تحدثت الى «الشرق الاوسط». ورحب «الشعبي» بالخطوة ووصفها بأنها ايجابية.

وامضى الترابي نحو أكثر من عامين مترددا على المعتقلات (بين سجن كوبر ـ ومنزل كافوري). وسمحت السلطات لزوجته وصال المهدي بزيارته في محبسه الجديد، ووعدت بأن تسمح لباقي الأسرة بزيارته اليوم او غدا.

واعتبر عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، نقل الترابي من كوبر الى كافوري خطوة ايجابية، معربا عن أمله في ان تتوج بالإفراج عنه وبقية المعتقلين السياسيين ورفع الحظر عن نشاط الحزب والسماح بصدور صحيفته ورفع الحراسة عن دوره.

ولم يستبعد أحمد ان تكون الخطوة بمثابة تمهيد للإفراج عنه. وطالب الحكومة باتخاذ خطوات اخرى بمناسبة بدء إعداد دستور البلاد الانتقالي، وقال ان تلك الخطوات تدفع بالحزب الى التفاعل السياسي والمشاركة السياسية في القضايا الوطنية.

ونقل عن مسؤول سياسي رفيع، القول ان وضع الترابي قيد الإقامة الجبرية في كافوري رسالة سياسية وبادرة حسن نية من الحكومة تجاه المؤتمر الشعبي والقوى السياسية الاخرى، خصوصا انها تجيء قبل يوم من بدء أعمال لجنة الدستور المثيرة للجدل في البلاد. ودعا المسؤول السياسي، الذي رفض الافصاح عن اسمه، المؤتمر الشعبي الى رد التحية بالمشاركة في لجنة الدستور. وأضاف «لو فعل ذلك فسيشجع الحكومة على اتخاذ خطوات اخرى لتعزيز الثقة وتطبيع العلاقات بما يؤدي الى تنقية الأجواء السياسية في البلاد من التوتر».

وجاء اعتقال الترابي الأخير في نهاية مارس (آذار) الماضي عندما اتهمته الحكومة مع أكثر من 100 من أنصاره بتدبير محاولة انقلابية مزعومة، وكانت المرة الاولى لاعتقال الترابي في فبراير (شباط) عام 2001 بعد المفاصلة التي وقعت بينه وبين الرئيس البشير. وقضى الترابي في كوبر أشهرا طويلة لينقل منه الى كافوري قبل الإفراج عنه.

الي ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان السلطات ستفرج خلال الساعات المقبلة على نحو 70 من عناصر «الشعبي» المعتقلين في الخرطوم والولايات. وقالت ان المعتقلين الذين يتوقع الافراج عنهم هم من الكوادر الوسيطة والقاعدية الناشطة في «الشعبي».

من ناحية اخرى، اعتدت مجموعة من المصلين على صحيفة «الوفاق» لصاحبها ورئيس تحريرها الصحافي محمد طه محمد احمد، احتجاجا على ما وصفوه بنقل الصحيفة لأقوال من كتاب «المجهول في حياة الرسول» للدكتور المقريزي، والذي طعن في نسب الرسول صلى لله عليه وسلم. وقال شهود عيان ان نحو 7 من المصلين في أحد المساجد المجاورة لمبنى الصحيفة في قلب الخرطوم تجمعوا بعد أداء الصلاة أمام مبنى الصحيفة ورشقوا مبناها بالحجارة، لكن الشرطة تدخلت في الحال وفرقتهم. وقال مسؤول في الصحيفة ان كل الذي جرى ان طه رد على المقريزي. واضاف ان رد رئيس التحرير على المقريزي كان صحيحا وتصديا له. ووصف المسؤول في «الوفاق» المعتدين بأنهم خصوم للصحيفة.