جنبلاط يرفض «الإملاءات» الأميركية وتشكيل الحكومات واللوائح في السفارات

افتتح حملته الانتخابية مؤكدا على حفظ الشريك المسيحي... و«حزب الله» و«أمل»

TT

افتتح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط المعركة الانتخابية «الصعبة» امس باعلانه اسماء مرشحي الحزب في قضاءي عاليه وبعبدا وفي البقاع الغربي، مؤكداً على ضرورة «حفظ الشريك المسيحي (في المعارضة) رغم عدم التوصل الى لوائح مشتركة»، مشدداً في المقابل على التنسيق مع القوى الشيعية الرئيسية.

ورفض جنبلاط انتقال «الوصاية» من عنجر (حيث كان المقر السابق للاستخبارات السورية) الى السفارات الاجنبية «حيث يجري تشكيل الحكومات واللوائح الانتخابية اليوم»، مؤكداً تمسكه بـ«الوصاية العربية» عبر اتفاق الطائف، رافضاً بشدة نزع سلاح «حزب الله» الآن، ومشدداً على «اننا سنتحاور مع الحزب حول التسوية التي ترضيهم وترضينا ولن نقبل بالاملاءات الاميركية».

وذكَّر جنبلاط في لقاء عقده امس مع حشد من رجال الدين الدروز بـ «المصالحة الكبرى التي جرت في المختارة مع البطريرك (الماروني نصر الله) صفير في انهاء رواسب عشرات السنين ان لم نقل المئات (بين المسيحيين والدروز)» وقال: «على قاعدة (اتفاق) الطائف سأتحدث، لقد تصالحنا على اساس الطائف، والطائف هو اعادة هيكلة النظام السياسي بين المسلمين والمسيحيين، والطائف هو تثبيت هوية لبنان العربية... اليوم خرج السوري الجندي العربي السوري، وكنا نتمنى ان يخرج بكرامة لا مذلولاً، ولو احترموا الطائف آنذاك لما حصل ذلك. واتت ظروف هائلة على البلاد، لقد قُتل المشروع العربي باغتيال الرئيس رفيق الحريري، واذا لم نذكر هذه الحادثة الرهيبة نكون نخرج عن الثوابت، لقد قتلوا الحريري يعني قتلوا مشروع الطائف، والهوية العربية، ودستور لبنان ومن خلال ذلك جرت تلك الثورة الشعبية الهائلة التي اوصلتنا الى لبنان جديد، لكن هذا لا يعني ان نتخلى عن الثوابت العربية، والعلاقات المميزة مع سورية والتي لم تحترمها سورية مع الاسف ورفض الوصاية. ماذا يجري اليوم، لقد خرجت عنجر (المخابرات السورية) واصبحت الوصاية في غير لبنان انما عند السفير الفلاني وعند (موفد الامين العام للامم المتحدة تيري رود) لارسن والموظفين من الامم المتحدة وغيرهم. نريد وصاية عربية نحن نمليها من خلال الطائف، لا نريد وصايات اجنبية اميركية، او غير اميركية او وصاية الامم المتحدة»، واضاف: «القرار 1559 في شقه المتضمن الانسحاب السوري تحقق، لكن نرفض القبول بشقه الداخلي وتجريد «حزب الله» من السلاح. نحن و«حزب الله» نتحاور حول التسوية التي ترضيهم وترضينا هذا امر لبناني داخلي، اما ان نقبل بالاملاءات الاميركية ومن خلالها الاسرائيلية فهذا مرفوض ولا نريد ان تشكل الحكومات او اللوائح الانتخابية في السفارات الفلانية او الفلانية... لذلك احببت ان اقول هذه الامور امامكم من اجل مواجهة الانتخابات، والانتخابات ستكون صعبة جداً وقاسية جداً... منعاً لأي تطرف، ومن اجل خط الطائف، اي الهوية العربية، لذلك الانتخابات وخاصة في الجبل ستكون اقسى بكثير مما تتصورون». واعلن جنبلاط ان الحزب «سيتقدم بنخب جديدة بعضها في البقاع الغربي عبر ترشيح وائل ابو فاعور، وفي الجبل (محافظ الجنوب السابق) فيصل الصايغ، وبنفس الوقت ومن حقنا ان نطمئن المسيحي الذي مشى معنا في كل هذه المرحلة، فلماذا نستبدل هذا الشريك الذي مشى معنا بالسراء والضراء بشركاء آخرين لماذا؟! ربما هناك بعض الثغرات ولا بد من معالجتها، لكن لماذا سنستغني عن الشريك المسيحي الذي شاركنا المصالحة هنا. ومن ثم ندخل في المجهول، هذا امر جداً مهم كي نحافظ على خط الاعتدال والتوازن والعيش المشترك».

واشار جنبلاط الى انه عندما يدعو الى الغاء الطائفية السياسية فإنه لا يدعو الى الغاء الطوائف ابداً وعلى العكس ورد في الطائف بند بتشكيل لجنة لإلغاء الطائفية السياسية وبعد الغاء الطائفية السياسية هناك مجلس شيوخ وآنذاك اتفقنا بأن تتمثل في هذا المجلس الطوائف بشكل متساو يقرر الامور المصيرية في الاحوال الشخصية، في الحرب والسلم وامور تتعلق بخصوصيات الطوائف ويكون مجلس نواب لا طائفي للجميع وهذا افضل، لذلك اعتقد هذا هو المستقبل... والا اذا بقينا في هذا النظام السياسي الطائفي المقفل نعود الى الوراء... وفي منطقة حاصبيا (جنوب لبنان) سنحاول ان نجد ممثلاً، (نائباً) او لائحة وطنية وفق التسوية، لانه يوجد في النهاية فريق آخر، ولبنان ليس فقط المعارضة هناك فريق آخر (رئيس مجلس النواب) الاستاذ نبيه بري، وحركة امل، و«حزب الله»، ولا بد من تسوية من اجل الحفاظ على الثوابت وهم لهم تاريخ كبير نحن واياهم في تحرير لبنان من الوجود الاسرائيلي، لأنه في النهاية هذا انجاز، تحرير الارض العربية من دون قيد او شرط من دون التوقيع على اي اتفاق سلم او استسلام، ولاحقاً نكتفي بالهدنة (مع اسرائيل)، لا نريد صلحاً مع اسرائيل وعندما تقوم دولة فلسطينية قابلة للحياة وهذا امر طويل جداً، وعندما يعود الجولان المحتل وعندما يطلق الاسرى من السجون الاسرائيلية الاسرى اللبنانيون والاسرى الفلسطينيون ربما نفكر بسلم، وعلى العكس نحن واياكم لا بد من الاستمرار في حلقة التواصل الوطني والقومي مع المعروفيين الاحرار (الدروز) في فلسطين المحتلة من اجل تثبيت الخط الوطني في فلسطين المحتلة، الى لبنان وسورية ومن اجل ازالة هذه الوصمة، وصمة العار التي وقعت على البعض من خلال تعامل البعض في الداخل مع الجيش الاسرائيلي».

وتمنى جنبلاط ان «تكون هناك لائحة موحدة للمعارضة في الانتخابات» وقال «سأحاول في بعض المناطق ان استطيع ايجاد تسوية معينة، لكن في الوقت نفسه هناك شريك مشى معنا، في هذه المسيرة الطويلة في العيش المشترك وعودة المهجرين لا نستطيع ان نتخلى عنه من اجل حسابات انتخابية ضيقة لا اكثر ولا اقل».