انتحاري من مجموعة الأزهر يفجر نفسه وسط القاهرة وشقيقته وخطيبته المنقبتان تفتحان النار على حافلة سياحية

مقتل المهاجمين الثلاثة وإصابة 8 والشرطة المصرية تعتقل اثنين من منفذي اعتداء الأزهر

TT

شهدت العاصمة المصرية وقتا عصيبا امس بعد وقوع عمليتين إرهابيتين استهدفتا سائحين أجانب، حيث هاجم انتحاري سائحين في ميدان عبد المنعم رياض، بينما حاولت شقيقته وخطيبته اطلاق النار على حافلة سياحية فى منطقة السيدة عائشة السياحية المكتظة. ووقعت العملية الأولى في الثالثة والربع من بعد ظهر أمس بالتوقيت المحلي للقاهرة، حيث فجر انتحاري نفسه في مجموعة من السائحين بميدان عبد المنعم رياض، أحد أكبر ميادين القاهرة، مما أدى إلى مصرع المهاجم وإصابة سبعة أشخاص، من بينهم إسرائيليان وسويدي وإيطالية، اضافة الى ثلاثة مصريين نقلوا الى المشافي وأجريت عمليات جراحية لبعضهم. وقالت وزارة الداخلية المصرية، إن منفذ الهجوم هو ايهاب يسري ياسين، أحد ثلاثة اتهمتهم أجهزة الأمن المصرية بالضلوع في تفجير الازهر الذي وقع في السابع من ابريل (نيسان) الماضي وأوقع ثلاثة سائحين ومنفذ العملية.

وأوضحت الداخلية أنها ألقت القبض امس على اثنين من أعضاء خلية الأزهر هما، أشرف سعيد يوسف وجمال احمد عبد العال، مشيرة في بيان صدر بعد ثلاث ساعات من الحادث إلى أن اجهزة الأمن كانت تطارد الهارب الثالث ايهاب ياسين حينما قفز من فوق جسر كوبري 6 اكتوبر فوق ميدان عبد المنعم رياض، مما أدى الى انفجار عبوة ناسفة كان يحملها. وبعد ساعة ونصف من الحادث، هاجمت منقبتان حافلة سياحية على مقربة من جسر السيدة عائشة بالقاهرة أيضا وتصدى لهما رجال الأمن المرافقين للسائحين، مما أسفر عن مصرع احدى المهاجمتين واتضح أنها يسرية ياسين، شقيقة منفذ عملية عبد المنعم رياض، أما الثانية التي أصيبت في نفس الحادث فتدعى إيمان ابراهيم خميس، وهي خطيبته فتوفيت بالمستشفى.

ويعد هذا الحادث الأول من نوعه الذي تقوم فيه منقبات بتنفيذ عمليات إرهابية في مصر، حيث لم تشهد المواجهات التي دارت بين أجهزة الأمن والجماعات الأصولية في التسعينات أية مشاركة نسائية.

وقال شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن منقبتين نزلتا من سيارة «شاهين» حمراء، وحاولتا مهاجمة حافلة سياحية في مطلع جسر السيدة عائشة. وقالت مصادر أمن إنه عثر على مسدس 9 مللي وآخر محلي الصنع يرجح انهما يخصان المهاجمتين.

وقالت احدى الروايات إن السيدتين أطلقتا النيران على بعضهما بعد معرفتهما بمصرع ايهاب ياسين، خاصة وأن التلفزيون المصري نقل الحادث بعد دقائق معدودة من وقوعه، حيث ظهرت جثة الجاني مقطوعة الرأس فيما تعرف والده بعد ذلك عليه.

وحسب وزير الصحة المصري، الدكتور عوض تاج الدين، فإن الاصابات في هجوم عبد المنعم رياض جاءت بسبب اختراق مسامير مناطق متفرقة من أجساد المصابين وهي نفس الاصابات التي حدثت في عملية الأزهر، مما يرجح أن العبوة الناسفة في الحالتين متشابهة وهي من البارود والمسامير وهي متفجرات بدائية لا تحدث دمارا واسعا، لكنها تؤدي إلى كثرة الاصابات بسبب تطاير المسامير.

ورغم الوصول السريع لأجهزة الأمن المصرية لمكان الحادث فور وقوعه، فإن مكانه وتوقيته وضعا علامات الاستفهام حول خطط تأمين العاصمة المصرية، خاصة وأن الهجوم وقع في قلب القاهرة وفي أحد أهم ميادينها، حيث يقع فندق هيلتون رمسيس، والمقر الرئيس للحزب الوطني الحاكم ومتحف الآثار المصرية، كما يقع على بعد أمتار قليلة من الحادث مقر جامعة الدول العربية ومبنى التلفزيون المصري وعدد من السفارات الأجنبية من أهمها السفارة الأميركية التي تبعد نحو 500 متر عن مكان الحادث وتتميز هذه المنطقة بكثافة أمنية شديدة.

أما الحادث الثاني فقد وقع في منطقة سياحية مهمة وعلى بعد أمتار قليلة من أحد أهم المزارات السياحية الإسلامية في القاهرة وهي قلعة صلاح الدين. وبسبب الحادثين عاشت القاهرة حالة من التوتر حيث راجت شائعات عن انفجارات أخرى في ضواحي الهرم ومصر الجديدة، فيما تم الابلاغ عن وجود قنبلة في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا وانتقل خبراء المرفقعات ولم يجدوا شيئا. وغاب عدد كبير من الاقباط المصريين عن حضور قداس عيد القيامة الذي أقيم ليلة أمس بسبب هذا الجو المشحون بالشائعات. كما صدرت تعليمات للكهنة باختصار وقت القداس.