مخاوف من تراجع السياحة.. البعض يأمل في أن يتوافد السائحون «لأنهم اعتادوا المخاطر»

TT

تضاربت ردود الفعل في الأوساط السياحية تجاه الحادثين الإرهابيين امس، وأكد الهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية المصرية أنه تلقى اتصالا من عدد من السفراء الأجانب بالقاهرة للاطمئنان على الأوضاع في مصر. وأضاف انه رد بأن هذه الحوادث داخلية وليست موجهة إلى السياحة أو السياح، وأنه لا توجد حتى الآن تحذيرات رسمية صدرت من دول أجنبية لرعاياها بمغادرة أو تقييد التحرك أو القدوم إلى مصر.

وقال الزيات لـ«الشرق الأوسط» امس «لا أستطيع أن أحدد بدقة انعكاس الحادثين على حركة السياحة في هذه اللحظة، حيث البيانات عن الحادثين لا تزال غير دقيقة وغير وافية، كما أن ردود الفعل يغلب عليها الترقب». وكشف الزيات عن أنه أبلغ السفراء الاجانب بأن واقعة ميدان عبد المنعم رياض تكشف عدم استهداف السائحين لان المنطقة مكتظة بالمصريين الراغبين في ركوب اتوبيسات النقل العام، معتبرا أن اصابة السائحين ربما جاءت بالمصادفة.

من جانبه، قال الخبير السياحي الدكتور محمود القيسوني عضو مجلس ادارة غرفة المنشآت السياحية، إنه لا يظن أن الحادثين سيؤثران على السياحة في المدى البعيد، معتبرا ان تأثيرهما سيكون وقتيا، وأضاف أن مثل هذه العمليات الإرهابية في العالم المعاصر اصبحت جزءا من حركة الحياة في الدول، موضحا أن ايرلندا كانت تعج بحوادث إرهابية شبه يومية ومع ذلك تضاعفت حركة السياحة فيها 4 مرات خلال عام واحد. وقال إن اسبانيا أيضا تتعرض لموجات من الإرهاب لكن عدد السياح يقارب عدد السكان. وتابع القيسوني «إن السائحين الآن في مصر وغيرها أصبحوا واعين بأبعاد مثل هذا الحادث، وبصفة خاصة الذين عرفوا مصر من قبل»، مشيرا الى أن مصر ليست القاهرة وحدها فهناك الشواطئ الطويلة والمدن السياحية الكبيرة وحوادث الأمس لن تؤثر على مصر باتساعها هذا.

أما خالد المناوي عضو مجلس ادارة اتحاد الغرف السياحية فقال «إن الامر خطير وانه لا ينكر عاقل أن الحادثين سيتركان اثارا سلبية على السياحة». واضاف انه تلقى اتصالات من عدة شركات اوروبية ولاحظ ان هناك قلقا، وأشار الى انه ربما سيتم البحث عن مخارج من الازمة وسبل مواجهتها في اجتماع يجمع المسؤولين واتحاد الغرف حتى يكون التحرك بشكل مدروس.

من جانبه التزم وزير السياحة الدكتور احمد المغربي الصمت مفضلا - كما قالت المصادر ـ ان يكون تعليقه بعد اتضاح الصورة. وأشارت المصادر الى أن الوزير سيعقد اجتماعا مع المعنيين في تمام الثامنة مساء (أمس) لبحث جوانب الحادثين وتأثيراتهما وكيفية الحفاظ على صورة مصر السياحية، التي ترسخت في العامين الماضيين. وقال مجدي حنين صاحب احدى الشركات السياحية إن هذه الحوادث ذات الطابع الفردي لن تؤثر على الانطلاقة السياحية التي شهدتها مصر أخيرا، موضحا ان «هناك مصالح مشتركة مع شركات السياحة العالمية في تنظيم رحلاتها الى مصر وهم يدركون جيدا ان هذه الحوادث هي اوضاع شاذة»، مشيرا الى ان عملاء في روسيا واوروبا قالوا له امس إن الاوضاع في مصر ستظل مطمئنة بالنسبة لهم.

وذكر عبد الرحمن انور رئيس شعبة الفنادق العائمة بغرفة الفنادق أن غياب بيانات واضحة يجعل من الصعب الحكم الآن، مشيرا الى احتمال عقد اجتماع طارئ لغرفة الفنادق لمناقشة كافة الاحتمالات. ومن ناحيته صرح انطونيو باديني سفير ايطاليا لدى مصر بأن اصابة السائح الايطالي في حادث انفجار عبد المنعم رياض اصابة سطحية وليست خطيرة طبقا للمعلومات التي تلقاها حتى الآن. وقال السفير في تصريح خاص إن هذا الحادث ليس له تأثير على السياحة الايطالية المقبلة الى مصر.