أميركا تفكر في إجراء تغييرات تقنية على جوازاتها لدواع أمنية

TT

تعتزم وزارة الخارجية الاميركية تحسين التقنيات الموجودة في جوازات السفر الاميركية الجديدة، وذلك بعد ان كشفت الاختبارات الشهر الماضي ان المعلومات المضمنة في الجواز معرضة للسرقة.

وقال فرانك موس نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون خدمات الجوازات، ان الجواز الجديد سيتضمن صفات امنية متقدمة للغاية تقلل مخاطر سرقة الهوية، حتى اذا كان التغيير يؤخر خطة لبداية اصدار الجوازات الى اواخر العام الحالي.

ويعتبر القرار نصراً بسيطاً للمدافعين عن الحريات المدنية الذين ظلوا لسنوات يحذرون وزارة الخارجية من ان خطتها لاستخدام تقنية التعرف عن طريق موجات الراديو خاطئة. كما حذرت الدول الاوروبية، بما في ذلك المانيا من نقاط ضعف هذه التقنية، وتلقت الخارجية الاميركية اكثر من 2400 تعليق من الرأي العام، معظمها تنتقد تلك التقنية.

يشار الى ان أجهزة التعرف على الهوية عبر موجات الراديو، والمعروفة باسم «البطاقات الذكية غير الموصولة» تستخدم في العديد من بطاقات الهوية للعاملين وبطاقات مترو الأنفاق الذكية التي يجري تمريرها عبر قارئ الكتروني لدخول مبنى او نفق المترو. وستحتفظ شريحة الجواز بمعلومات حول حامل الجواز وصورته المدعومة بتقنية التعرف على الوجه. والشريحة رقيقة الى درجة انها لن تغير مظهر الجوازات الاميركية. وستنقل شرائح موجات الراديو معلومات من الجواز الى قارئ الكتروني في المطارات الاميركية ونقاط عبور الحدود. والمشكلة، كما تشير بعض المنظمات المدافعة عن الخصوصية الفردية، ان الجماعات التي تسرق الهويات يمكنها استخدام قارئ الكتروني تجاري متوفر في الاسواق للاطلاع على المعلومات الموجودة في الجوازات، وبالتالي التعرف على الاميركيين في الخارج وسرقة معلوماتهم الخاصة.

وقال موس، مطلع الشهر الماضي، ان هناك فرصة بسيطة للغاية لاحتمال قراءة المعلومات الواردة في الجوازات من مسافة اربع بوصات. لكن الاختبارات التي اجراها المعهد القومي للقياسات والتقنية اثبتت خطأ ما قاله موس.

وتعتزم الوزارة الآن وضع معدن داخل غلاف الجواز، مما يساهم في منع أي شخص من الاطلاع على الشريحة عدا عناصر الجمارك وحرس الحدود. كما سيتم تشفير المعلومات في الجواز، مما يعني انه يجب مسحها عبر قارئ في مطار او نقطة حدود، ولا يمكن عرضها امام القارئ الالكتروني. وليس من المتوقع ان تؤدي تلك الإجراءات الأمنية الاضافية الى اية تكلفة مادية اضافية. وسيتم تمويل النظام الجديد عبر الرسم المدفوع لاستخراج الجواز. ويفضل العديد من المنتقدين، ومن بينهم اتحاد الحريات المدنية الاميركية ألا تستخدم الحكومة تلك التقنية على الاطلاق. وقالت وزارة الخارجية انها تريد استخدامها لأنها ستصبح قياسية حول العالم. واكد موس الشهر الماضي ان التقنية ستساعد على فحص جوازات الزوار بطريقة أسرع.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»