استمرار الخلاف بين القدومي والقدوة حول الصلاحيات وأبو ردينة الأوفر حظا للانتقال إلى لندن وهاني الحسن إلى عمان

دعوا إلى اجتماعين منفصلين لسفراء وممثلي المنظمة يعقدان في تونس ورام الله

TT

رغم محاولة المجلس الثوري لحركة فتح التدخل لحسم الامر، لا يزال الخلاف قائما حول من يحتل منصب وزير خارجية فلسطين، منذ استحداث هذا المنصب في حكومة محمود عباس (ابو مازن) في ابريل (نيسان) 2003، الذي احتله نبيل شعث.

وظل شعث محتفظا بهذه الحقيبة في حكومة احمد قريع (ابو علاء) ما بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2003، وحتى تشكيل اول حكومة في عهد رئاسة ابو مازن، حيث انتقلت هذه الحقيبة الى ناصر القدوة مندوب فلسطين في الامم المتحدة.

والدليل على استمرار هذا الخلاف حسب ما قاله مصدر فلسطيني، طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، الدعوتان الصادرتان عن كل من فاروق القدومي (ابو اللطف) رئيس الدائرة الفلسطينية لمنظمة التحرير ووزير دولة فلسطين، وناصر القدوة، الى سفراء منظمة التحرير وممثليها في الخارج، لحضور اجتماعين منفصلين برئاسة كل منهما. فالاجتماع مع ابو اللطف يفترض ان يعقد في تونس مقر الدائرة السياسية للمنظمة، ولكن لم يحدد موعده بعد، اما الاجتماع الثاني برئاسة القدوة فسيعقد في رام الله في 4 مايو (ايار) الجاري.

ويتوقع ان يجري القدوة سلسلة من التنقلات في صفوف السفراء وربما يحيل عددا منهم، لا سيما من تجاوز الستين من العمر، الى التقاعد. وسيحدد فترة خدمة السفير في بلد واحد باربع سنوات فقط خلافا لما هو معمول به حاليا، اذ ان بعض السفراء موجودون في نفس المكان لاكثر من عشرين عاما.

يذكر أن ابو اللطف انتقد القدوة بشدة على خطته لإحالة عدد من السفراء إلى التقاعد، من دون الرجوع إلى الدائرة السياسيّة المسؤولة عن السلك الدبلوماسيّ الفلسطينيّ. وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بابو اللطف في مقر الدائرة السياسية في تونس الا انه لم يكن متوفرا للتعليق. وأكد سفير فلسطين في المملكة المتحدة عفيف صافية، الموجود في لندن منذ حوالي 15 عاما، لـ«الشرق الأوسط»، انه سيتسلم منصب رئيس وفد فلسطين في الامم المتحدة خلفا للقدوة في اواسط يوليو (تموز) المقبل. ولكن ليس مؤكدا من سيخلف صافية في هذا المنصب. غير ان مصدرا مقربا من وزير الخارجية طلب عدم ذكر اسمه قال لـ«الشرق الأوسط»، ان نبيل ابو ردينة المتحدث الاعلامي باسم الرئاسة، هو المرشح الاوفر حظا لاحتلال هذا المنصب.

وتحدث مصدر فلسطيني اخر عن احتمال تعيين هاني الحسن عضو مركزية فتح سفيرا للسلطة في العاصمة الاردنية عمان. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، ان هاني الحسن الذي يتعرض للانتقاد الشديد من كوادر فتح في الداخل والمطالبة للاطاحة به في المؤتمر الحركي الذي سيعقد في 4 أغسطس (آب) المقبل، لا يشعر بالارتياح، وانه عبر منذ اكثر من شهرين وفي غير مناسبة عن رغبته، في الخروج واحتلال منصب ما.

ولكن وزير الخارجية الفلسطيني رفض في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»، نفي او تأكيد هذه الانباء. ولكن إن تحقق للحسن طلبه، فإنه سيخلف في هذا المنصب عمر الخطيب (ابو شامخ)، الذي ترك المنصب لاسباب مرضية، ويدير السفارة الآن بالانابة عطا خيري القائم بالاعمال. يذكر ان الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة كان اول من احتل هذا المنصب في العاصمة الاردنية. ونسب الموقع الإلكتروني للمركز الفلسطيني للاعلام الى مصادر فلسطينية وصفها بالمقربة من رئاسة السلطة، القول إن من المتوقع أن يصدر أبو مازن، خلال هذا الاسبوع، قراراً رئاسياً بتعيين أبو ردينة سفيراً في لندن.

بدأ الخلاف مع ابو اللطف حول الصلاحيات في صيف عام 2003، عندما وجه ابو مازن كتابا الى امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى طلب منه التعامل مع شعث كوزير للخارجية وليس مع القدومي الذي رد بحدة في حينه على هذا الكتاب، مؤكدا انه هو الممثل الشرعي والوحيد لفلسطين في المحافل الدولية.

ووجد ابو اللطف في حينه الدعم من الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي سرب الكتاب، الى ابو اللطف وغيره. وبقي الامر على ما هو عليه، ورضي به شعث الذي قبل ان يكون الرجل الثاني في قيادة الشؤون الخارجية الفلسطينية. وظل القدومي وشعث يمثلان فلسطين في المؤتمرات الدولية والعربية.

وبرز الخلاف الى السطح مجددا مع رحيل عرفات وانتخاب ابو مازن رئيسا للسلطة وتعيين القدوة وزيرا للخارجية. فقد اعلن القدوة لدى تسلمه هذه الحقيبة، وبصراحة رفضه لهذا المنطق ولهذه الازدواجية في العمل. وطالب علانية بحسم القضية بشكل او بآخر. واتخذ المجلس الثوري لحركة فتح قرارا في هذا الشأن في مارس (اذار) الماضي، وشكل لجنة من اجل ايجاد حل لهذا المأزق.

والتقت هذه اللجنة كما قال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» مع ابو اللطف في مارس المقبل، للوقوف على رأيه في هذا الشأن ومحاولة ايجاد حل وسط للازمة، يحفظ لابو اللطف موقعه التاريخي في قيادة فتح. لكن اللجنة التي تضم في عضويتها اعضاء امانة سر المجلس الثوري، وهم حمدان عاشور وعدنان سمارة وصخر بسيسو، عادت من اجتماعها مع ابو اللطف بخفي حنين وبقيت الازمة قائمة، كما اكد ذلك المصدر. وحسب المصدر فان ابو اللطف رفض الدخول في أي تفاصيل في هذه المسألة قبل الاجتماع الذي كان مقررا ان تعقده اللجنة المركزية لحركة فتح في الخارج، وربما في عمان في مارس الماضي، لكن ولأسباب غير معروفة، يماطل ابو مازن حسب المصدر في عقد هذا الاجتماع، الذي ان تم فانه سيكون الاول من نوعه الذي يحضره جميع اعضاء مركزية فتح منذ أواخر التسعينات.