«فتح» تقلل من شأن الفروق الآيديولوجية مع «حماس» عشية المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في غزة

TT

كل من يمر في الميدان الرئيسي الذي يتوسط مخيم النصيرات أكبر معسكرات اللاجئين في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، تلفت نظره اللوحة الكبيرة في منتصف الميدان التي يظهر فيها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهو يسقي الشيخ أحمد ياسين مؤسس وزعيم حركة حماس الذي اغتالته اسرائيل العام الماضي, كوباً من الماء. ومن وضعوا هذه اللوحة حرصوا على كتابة شعار «عاشا من أجل فلسطين، واستشهدا في سبيل الله».

هذه واحدة من اللوحات التي قامت «فتح» أخيرا بتثبيتها في مناطق القطاع التي تشهد المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية يوم الخميس المقبل. اضافة الى ذلك وعشية اجراء الانتخابات تحرص «فتح» على التقليل من شأن الفروق الأيديولوجية بينها وبين «حماس». ومن أجل ابراز الطابع الديني لها، وزعت ملابس للصلاة على النساء في بعض المناطق.

وتنظر «فتح» ببالغ الأهمية لهذه المرحلة من الانتخابات، وهي تبذل كل جهد ممكن من أجل عدم تكرار تجربة المرحلة الأولى التي حققت فيها «حماس» فوزاً كبيراً. فالفوز في هذه المرحلة يعني تحسين فرص «حماس» بالفوز في الانتخابات التشريعية المزمعة في 17 يوليو (تموز) المقبل. وضرب القائمون على حملة «فتح» الانتخابية بعرض الحائط توصيات المجلس الثوري للحركة، التي دعت الى ابراز الطابع العلماني الليبرالي للحركة وتمييزها عن «حماس». فهذه التوصيات لم تصمد في اختبار الواقع، فقد تبين بسرعة أن المجتمع الفلسطيني يولي احتراماً كبيراً للرموز والطقوس الدينية، وأن اغفال التوجهات الدينية قد يكون اسوأ وصفة للقوى التي ترغب بتحقيق نتائج قوية خلال الانتخابات المقبلة. لم تكن هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها «فتح» للرموز الدينية في الانتخابات، فعشية انتخابات الرئاسة وزعت الاف من الصور التي يظهر فيها محمود عباس (ابو مازن) وهو يؤدي مناسك الحج. «فتح» ومن أجل الحصول على نتائج قوية في هذه الانتخابات تلافت ما اعتبرته اخطاء قاتلة في المرحلة الاولى. فقد استقطبت في بعض المناطق شخصيات تحظى بقبول جماهيري واسع وضمتها لقوائم الحركة علما بأنها ليست من الشخصيات المحسوبة تنظيمياً على «فتح». نفس التكتيك اتبعته حماس في الانتخابات الماضية وتتبعه في هذه المرحلة.

في نفس الوقت اجرت «فتح» انتخابات تمهيدية داخل صفوفها لاختيار مرشحيها للانتخابات المحلية. هذه الخطوة جاءت من أجل اقناع الأعضاء بالتجند لصالح قوائم الحركة والتفافهم حولها.

في هذه الأثناء تحتدم حرب المهرجانات الانتخابية، وكل من الحركتين الكبيرتين تحاولان دفع أكبر عدد من المناصرين لحضورها للتدليل على مدى شعبيتها. وتلعب الاذاعات الخاصة دوراً في الحملة، لكن امكانات «فتح» اكبر بكثير من حماس، فهناك اكثر من محطة اذاعة تذيع اعلانات قوائم فتح فقط، في حين لا تملك حماس الا اذاعة «صوت الأقصى». ويتنافس نشطاء الحركتين في الوصول لكل بيت في المناطق التي ستجرى فيها انتخابات، مستغلين شبكة العلاقات العائلية من اجل اقناع اكبر عدد من المواطنين للتصويت لقوائمهما.