مسؤول «الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة»: سلاحنا في لبنان سابق للوجود السوري ولن ندخل الصراعات

TT

بعد إنجاز القوات السورية انسحابها الكامل من لبنان في 26 الشهر الحالي تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1559، وبعد بروز مواقف لبنانية شبه اجماعية على اعتبار قضية سلاح «حزب الله» شأناً داخلياً والتأكيد على ان الحزب هو مقاومة وليس ميليشيا، تحولت الانظار الدولية والاميركية والفرنسية الى البند الثالث من القرار 1559 المتعلق بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية.

وبالفعل منذ خروج آخر جندي سوري من لبنان فتح ملف السلاح الفلسطيني المتحالف مع سورية والمتمثل بـ«الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» التي يتزعمها احمد جبريل.

وكانت البداية في البقاع حيث يوجد معسكر رئيسي لهذه الجبهة بمحاذاة الحدود السورية ـ اللبنانية على مسافة كيلومتر واحد من بلدتي سرغايا والزبداني السوريتين، و8 كلم شرقي مدينة رياق اللبنانية في الهضاب والوديان المتاخمة لبلدات كفرزبد وقوسايا ودير الغزال ورعيت (قضاء زحلة) وصولاً الى ماسة والشعرا عند حدود قرى قضاء بعلبك حيث تتمركز قوة من «الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» على مساحة 2000 دونم من الاراضي الحرجية المحاطة بحقل الغام مضادة للافراد والآليات. وقد تسببت هذه الالغام بسقوط جرحى من سكان القرى المجاورة ( لبنانيين وسوريين).

ويضم هذا المعسكر حوالي 300 عنصر بين مقاتل وخبير عسكري واداري وحارس. ويعيش القسم الاكبر منهم في انفاق حفرت في الجبال. ويتنقلون بسيارات جيب «تويوتا» و«رانج روفر» و «كرايزلر ـ GMC » تحمل لوحات سورية.

وقد تعرض المعسكر لقصف اسرائيلي عام 1996، كما قصف في العام 2000 من دون ان يؤدي ذلك الى تدمير الانفاق الجبلية او التأثير على الحركة داخلها. واقتصرت الاضرار على تدمير عدد من الآليات العسكرية ومخزن للذخيرة واقفل باب النفق الرئيسي في كفرزبد بالردم.

وكانت الجبهة قد اخلت عدداً من المراكز كانت تشغلها في السلسلة الشرقية لجبال لبنان في حام والنبي سباط وسنورة بعدما تعرضت لغارات اسرائيلية عام 1979 سقط بنتيجتها مقاتلون فلسطينيون ولبنانيون. وعلمت «الشرق الأوسط» انه بعد الانسحابات السورية من لبنان صدرت تشكيلات ومناقلات جديدة في صفوف «الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» قضت بتكليف انور رجا الذي يعمل في اذاعة القدس، مسؤولية الساحة اللبنانية للجبهة، وهو عضو في مكتبها السياسي.

وقد اتهم رجا، في اتصال اجرته معه «الشرق الأوسط» بعض وسائل الاعلام بلعب دور استخباراتي «ينطلق من غايات مشبوهة». وقال:«من الواضح تماماً ان هناك حملة منظمة تستهدف سلاح المقاومة الاسلامية الوطنية والفلسطينية، على اعتبار ان لهذا السلاح هوية واحدة في الجوهر هي مواجهة العدو الصهيوني، وذلك لتفكيك العلاقة الاستراتيجية بين السلاحين لتهميش القضية الفلسطينية وشطب حق العودة. لهذا السبب هناك حملة منظمة وحملة افتراءات لا تمت الى الحقيقة بأي شكل. ونؤكد ان سلاحنا سابق للوجود السوري ووجودنا في لبنان، ونقول ونؤكد اننا لم ولن نشارك في معادلة الصراع السياسي اللبناني. وبالعكس لنا المصلحة المطلقة باستقرار لبنان. ولنا مصلحة بحضور لبنان ودوره الفاعل في محيطه العربي». وتحدث رجا عن نية لدى بعض الاطراف «لربط الانسحاب السوري بالوجود الفلسطيني. وهدف اميركا تجاه سورية معروف. ونحن حلفاء بالموقع الاستراتيجي لسورية. ومحاولة الربط هي للاساءة الى مصداقية الوجود السوري وانهاء وجودنا العسكري والسياسي والاعلامي بين جماهيرنا وابناء شعبنا».

وشدد على ان «مواقعنا هي مواقع ذات بعد اداري وانساني وامتداد طبيعي لوجودنا في المخيمات. وهذه المواقع الادارية لم تكن اساساً موجودة في اطار الوجود الأمني والعسكري السوري. وهي على كل حال بعيدة عن المناطق السكنية. وما ينطبق على المخيمات ينطبق علينا». وردا على سؤال قال رجا: «نتطلع بإيجابية الى اي استقرار في لبنان. ولا علاقة لنا بالشأن اللبناني. ونطمح لأرقى العلاقات مع السلطة والشعب في لبنان». ورأى «ان التشهير بالسلاح الفلسطيني والقول انه يشكل عقبة بوجه الاستقرار يعبران عن نوايا سيئة ومخطط كبير يبدأ بموضوع سحب سلاح المخيمات والسلاح الفلسطيني لينتهي بسلاح حزب الله الذي يدرك هذه الابعاد. ولنا ملء الثقة بالدولة اللبنانية. ولنا حلفاء وطنيون في الساحة اللبنانية لمواجهة هذه المؤامرة الدنيئة».