إيران تهدد باستئناف عمليات تخصيب اليورانيوم خلال أسبوع

خلافات بين طهران والأوروبيين على الجدول الزمني وخرازى ينفي وجود علاقة بين الملف النووي والانتخابات الرئاسية بعد فشل مفاوضاتها الأوروبية

TT

حذرت إيران من أنها قد تستأنف عمليات تخصيب اليورانيوم هذا الأسبوع بعد فشل محادثاتها مع الاتحاد الأوروبي والمتعلقة بمنح طهران حوافز اقتصادية وتجارية وسياسية مقابل وقف تخصيب اليورانيوم نهائيا لطمأنة المجتمع الدولي بشأن نواياها النووية. ومن شأن استئناف طهران لتخصيب اليورانيوم ان يؤدي لتفاقم الخلاف بينها وبين الغرب حول برنامجها النووي، كما يرجح ان يؤدي إلى تكثيف الضغوط الأميركية لعرض ملف طهران على مجلس الأمن واحتمال فرض عقوبات. ويأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي ان طريقة إدارة المحادثات النووية لا علاقة لها بالانتخابات الرئاسية المزمعة في البلاد في يونيو (حزيران) المقبل. وفيما قال دبلوماسيون بريطانيون ان مفاوضات لندن التي انتهت ليل أول من أمس لم تتوصل إلى نتائج بسبب رفض الإيرانيين للجدول الزمني الطويل الذي وضعه الأوروبيون، أشاروا إلى ان مفاوضات غير رسمية ستتواصل غدا في نيويورك على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لمنع الانتشار النووي. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين حسن روحاني قوله أمس «سوف تقرر إيران ما اذا كانت ستستأنف برنامجها لتخصيب اليورانيوم هذا الأسبوع في طهران»، موضحا انه من غير المرجح ان تبدأ إيران بتخصيب اليورانيوم في منشأة «ناتنز»، لكن بعض الأنشطة قد تستأنف الأسبوع المقبل في مجمع منشأة تحويل اليورانيوم في «أصفهان». كما هدد روحاني باتخاذ تدابير أخرى قائلا «لا يمكن للعملية الحالية ان تستمر كما يريد الأوروبيون ويمكن لإيران ان تتخذ قرارات جديدة». غير ان الجانب الإيراني أعطى إشارة صريحة حول ان استئناف اليورانيوم لن يوقف المحادثات النووية مع الأوروبيين، وقال روحاني في هذا الصدد «ستكون إيران مستعدة لمواصلة المفاوضات مع الأوروبيين إذا استأنفت جزءا من أنشطة التخصيب». ويستخدم اليورانيوم مخفض التخصيب كوقود للمفاعلات النووية، ويمكن استخدام اليورانيوم عالي التخصيب لإنتاج قنبلة نووية. وحذر ثلاثي الاتحاد الأوروبي طهران من انه سيدعم المطالب الأميركية بعرض ملف إيران النووي على مجلس الأمن اذا استأنفت التخصيب. غير ان روحاني استبعد احتمال تحويل الملف الى مجلس الأمن، وقال «لا اعتقد ان خيار رفع قضية إيران لمجلس الأمن مطروح». وقال روحاني ان الخلافات بين الإيرانيين والأوروبيين تتمحور حول طلب الأوروبيين مزيدا من الوقت لدراسة الاقتراح الإيراني بشأن كيفية التأكيد أنها لا تطور أسلحة نووية، موضحا ان هذا يجعل المهلة الزمنية لوقف طهران لتخصيب اليورانيوم تطول من دون ان تحصل على شيء بالمقابل من الاتحاد الأوروبي. وقلل دبلوماسيون من شأن التهديدات الإيرانية، مشيرين الى أنها ربما تعمل على استئناف بعض الأنشطة المثيرة للجدل، بدون ان تتمادى للدرجة التي تؤدى لرفع ملفها الى مجلس الأمن او وقف مفاوضاتها مع الأوروبيين. كما أشاروا الى ان طهران اقترحت مواصلة عمليات دورة الوقود النووي بما في ذلك التخصيب ولكن بشكل تدريجي وتحت رقابة دولية مشددة. الا أن الاتحاد الأوروبي وواشنطن يقولان ان الضمان الوحيد المقبول لعدم تطوير إيران قنابل نووية سيكون إلغاء أنشطة الوقود النووي ككل. وقال روحاني «بناء على الاقتراح الإيراني ستكون جميع عمليات دورة الوقود النووي في إيران سلمية وسيقدم الاقتراح ضمانات من النواحي القانونية والسياسية». ويعتبر استئناف عمليات تحويل اليورانيوم خروجا على «اتفاق باريس» الذي وافقت إيران بموجبه في نوفمبر (تشرين الثاني) على تعليق كل انشطتها المتعلقة بالتخصيب مقابل بدء مفاوضات حول اتفاق تعاون تقني وتجاري وسياسي مع الاتحاد الأوروبي. وقد جاء في نص هذا الاتفاق «قررت ايران طوعا، وبهدف تعزيز الثقة، المضي في تعليق كل الانشطة المتعلقة بالتخصيب والتحويل وتوسيعه». ويهدف هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد الكشف عن اخفاء ايران لسنوات طويلة لأنشطتها النووية، الى الحصول على «ضمانات موضوعية» لعدم تصنيعها قنبلة ذرية. وسيعطي الأوروبيون مقابل ذلك «ضمانات اكيدة» بالتعاون مع ايران. ويتفاوض الإيرانيون والأوروبيون منذ ديسمبر (كانون الاول). وفيما قال علي اغا محمدي احد أعضاء الفريق النووي الإيراني ان بلاده «غير راضية عن نتيجة هذا الاجتماع في ما يتعلق بالبرنامج الزمني»، اعلن المفاوض الإيراني سايروس ناصري من جهته في لندن ان ايران والاتحاد الأوروبي «حققا بعض التقدم» خلال محادثاتهما امس، الا انهما لم يتوصلا الى اتفاق. وكان متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قد قال ان «المحادثات غير الرسمية اختتمت. ولم يتم التوصل الى نتائج واتفق الجانبان على المغادرة والتفكير فيما نوقش ومواصلة المباحثات في المستقبل». على صعيد ذى صلة، قال خرازي انه لا علاقة بين المحادثات النووية مع الأوروبيين وبين الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 يوينو (حزيران) المقبل والتي تشتد فيها المنافسة بين الاصلاحيين والمحافظين. وقال خرازي في تصريحات للصحافيين قبل بدء اجتماع دول الجوار العراقي في اسطنبول ان «هدفنا من المباحثات مع الدول الأوروبية هو التوصل الى اتفاق محدد لمواصلة تخصيب اليورانيوم». وقال الوزير الإيراني ان فوز الاصلاحيين او المحافظين لن يؤثر على مسار المفاوضات، موضحا ان المسألة النووية لا علاقة لها بالتنافس بين الأحزاب السياسية في البلاد، مشددا في الوقت ذاته على ان طهران لا تخطط لإنتاج أسلحة نووية.