حرب ملصقات دعائية بين مسلمي بريطانيا قبل الانتخابات

شعارات.. نعم لـ«الصوت الحلال».. وطالبة خاضت معركة الحجاب تتصدر ملصقات «حزب التحرير».. و«الغرباء» تتوعد المعتدلين

TT

مع اقتراب العد التنازلي للانتخابات البريطانية يوم 5 مايو (ايار) المقبل، غلبت الملصقات الدعائية في شوارع لندن على اختلاف وجهات النظر بين أبناء الجالية المسلمة حول طريقة التصويت في تلك الانتخابات. فبينما ترى الجماعات الاصولية المتطرفة في لغة خطابها الذي رفعته في العاصمة البريطانية ان «السيادة للشرع والسلطان للأمة»، حثت الجماعات الاسلامية المعتدلة أبناء الجاليات الاسلامية على الاقتراع في انتخابات الخميس المقبل التي يشارك فيها نحو 64 مرشحا مسلما.

وعادت الطالبة المسلمة شابينا بيجوم، 15 عاما، وأصلها من بنغلاديش، الى واجهة الأحداث بتصدرها ملصقات «حزب التحرير» الاصولي في بريطانيا بعد كسبها حكما قضائيا تاريخيا من محكمة الاستئناف البريطانية في مارس (آذار) الماضي يمنحها حق ارتداء الجلباب الطويل في الفصول التعليمية. وقال مصدر من «حزب التحرير» لـ«الشرق الأوسط»، ان الهدف من الرسالة الإعلانية للحزب هو «ان الطالبة شابينا وقفت خلال عامين وحيدة من دون دعم أي من المرشحين الرئيسيين الثلاثة في الانتخابات، بعد ان فصلتها المدرسة البريطانية، وهي تبحث وتسعى الى كسب حقها المشروع في المحاكم البريطانية، ولم تقف معها إلا الجماعات الاسلامية». وكانت مصادر إعلامية قد ربطت بين شابينا بيجوم و«حزب التحرير»، بعدما كشفت أن شقيقها هو أحد المنتمين إلى الحزب الأصولي، إضافة إلى أنه كان قوة دافعة وراء تمسكها بالقضية التي خسرتها في المحكمة الابتدائية.

وحثت حركة «الغرباء» الأصولية المسلمين على عدم المشاركة في الانتخابات بإعلانات ملونة براقة على ملصقات تدعو لعدم التصويت، بينما ظهرت جماعة إسلامية جديدة من «الإخوان البنغال» تقول في إعلاناتها ان «التصويت حلال» وحق على كل نفس، على غرار شعار «اللحم الحلال» الذي يتصدر متاجر ابناء الجالية الآسيوية المسلمة في لندن والمدن الداخلية. وقال عمر بكري، الاصولي السوري مؤسس «المهاجرون»، التي حلت نفسها العام الماضي والمرشد العام لحركة «الغرباء» لـ«الشرق الأوسط»: «إن الله أوجب على المسلمين اجتناب الشرك والكفر وأهله، وحرم عليهم الانتخاب. وأقل ما نقول لمن يحثون الناس على المشاركة في الانتخابات التشريعية، إن التشريع وسن الأحكام من حقوق الله عز وجل التي لا يحل لأحد أن يصرفها لنفسه ولا حتى لغيره كائنا من كان». وأضاف: «التشريع لمن رشح نفسه من المسلمين أو بالتصويت لهم مخالف لشرع الله وتحميلهم مسؤولية التشريع مضاهاة لله عز وجل من أجل جلب مصلحة». وقال ملصق حركة «الغرباء» الأصولية الذي وزعه ابناء الحركة امس على المصلين في مساجد لندن «ابقوا مسلمين ولا تصوتوا».

الا ان المعتدلين من المسلمين، وهم الأغلبية يقولون: «صار للمسلمين تأثير متزايد في الانتخابات العامة البريطانية، جعل الأحزاب تقدم على ترشيح مسلمين في صفوفها، وتحرص على استقطاب الصوت المسلم لقدرته على حسم نتائج 40 دائرة انتخابية». من جهته، حث إقبال سكراني، الامين العام للمجلس الاسلامي البريطاني، قبل 48 ساعة من الانتخابات البريطانية، المسلمين على عدم التخاذل والاستماع الى صوت العقل والمشاركة في الانتخابات البريطانية. وقال أنس التكريتي، الناطق الرسمي باسم «الرابطة الإسلامية» في بريطانيا في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»، إن «المسلمين في المملكة المتحدة هم جزء من نسيج المجتمع البريطاني». واعتبر أن «مشاركتهم في الانتخابات العامة البريطانية أمانة وواجب لا بد من الوعي به لأن من حق المسلمين البريطانيين أن يساهموا في صياغة القوانين، والمشاركة في اختيار المرشحين الذين يعكسون تطلعات ومشاغل الجالية المسلمة».

وكانت مجموعة من الأصوليين اقتحمت اجتماعا انتخابيا عقده المجلس الاسلامي في بريطانيا الأسبوع الماضي، وهو الجماعة الاسلامية الرئيسية في البلاد، مرددين هتاف «لا إله إلا الله»، وداعين المسلمين للامتناع عن التصويت في الانتخابات. وكان الاجتماع قد بدأ لتوه في مسجد بلندن عندما اقتحمه نحو 20 محتجا. وشجب المحتجون الذين كان غالبيتهم ملثمين المجلس، واعتبروه «خائنا للاسلام»، ورددوا هتافات متعلقة بأفغانستان والعراق وغوانتانامو.

وأظهر الاحتجاج التوتر القائم بين أفراد الجالية المسلمة في بريطانيا والتي يبلغ عددها نحو 1.6 مليون، والتي تحقق قلة متطرفة من أفرادها الشهرة بسبب آرائها المتطرفة، بما فيها الإشادة بأسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة». وبعد نحو 20 دقيقة، غادر المحتجون، وجميعهم من الشبان، المكان طواعية. وعرفوا أنفسهم بأنهم ينتمون الى جماعة تطلق على نفسها اسم «الفرقة الناجية».