50 قتيلا و100 جريح في مجزرة جديدة تستهدف متطوعي الشرطة العراقية في أربيل تتبناها «أنصار السنة»

أحد المصابين: كان حادثا مروعا.. رؤوس وأياد وأعين تناثرت في كل مكان.. هذا كله ضد الإسلام

TT

قتل نحو 50 عراقيا واصيب نحو 100 اخرين بجروح في هجوم انتحاري على جمع من المتطوعين كانوا امام احد مراكز التطوع في الشرطة في وسط مدينة اربيل عاصمة الاقليم الكردي العراقي، واعلنت منظمة «انصار السنة» الاصولية المتطرفة مسؤوليتها عن الهجوم.

وأكد نوزاد هادي محافظ اربيل وقوع هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى، وقال ان «مثل هذه الاعمال الجبانة لن تخيفنا او ترهبنا ابدا».

وتعهد هادي اثناء تفقده الجرحى في مستشفى المدينة «بمواصلة العمل من اجل محاربة الارهاب حتى اقتلاعه من جذوره».

وقال حراس أمن وشهود ان حشدا من الناس كان يتجمع خارج مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يستخدم ايضا مركزا لتجنيد الشرطة عندما اندس المهاجم وسط الحشد وفجر نفسه.

وهذا ثاني أكبر هجوم منفرد منذ 28 فبراير (شباط) الماضي عندما فجر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة مما أسفر عن سقوط 125 قتيلا في مدينة الحلة جنوب بغداد.

وفي بيان نشر في موقع على الإنترنت قال «جيش انصار السنة» انه مسؤول عن العملية التي قال انها تأتي ردا على ما وصفه بالتعذيب في السجون العراقية وعلى قوات البيشمركة «التي سلمت نفسها للصليبيين وصارت شوكة في جنب المسلمين».

ولم يتسن على الفور التأكد من صحة البيان.

وكان مصدر في شرطة المدينة الواقعة على بعد 350 كلم الى الشمال من بغداد، اعلن ان انتحاريا فجر نفسه وسط جموع من الشبان كانوا يراجعون احد مراكز التطوع للانخراط في الشرطة. وأوضح المصدر ان الحادث وقع عند الساعة التاسعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي بالتوقيت المحلي (05.30 توقيت غرينتش) في مركز تطوع خلف فندق الشيراتون وسط المدينة الكردية العراقية.

وقال مصدر طبي في مستشفى رزكاري الذي يعد من اكبر مستشفيات اربيل، ان «معظم القتلى والجرحى هم من المتطوعين الشبان».

وقال عبد الرزاق سارماب، 17عاما، وهو سريره بالمستشفى حيث يعالج من جروح أصيب بها من جراء الشظايا «كنت أقف في طابور لتسجيل اسمي في قوة الشرطة. كل ما يمكنني أن اتذكره هو صوت انفجار هائل من خلفي رفعني من على الارض».

ومضى يقول «كان المسرح شبيها بمجزرة، حيث الاشلاء في كل مكان.. رؤوس وأياد وأعين. كان مروعا. اولئك الذين يفعلون هذا حيوانات لان هذا كله ضد الاسلام».

وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عشرات العوائل تهرع الى المستشفى الذي ساده حال من الفوضى بسبب العدد الهائل من القتلى والجرحى فيما قام احد عناصر الشرطة بقراءة اسماء القتلى من الذين تم التعرف عليهم عبر مكبر صوت على العوائل التي حضرت الى المستشفى.

وفي مكان الانفجار الذي لا يبعد سوى امتار عن احد مقار الحزب الديمقراطي الكردستاني تحولت بركة صغيرة من المياه الى اللون الاحمر بسبب الدماء الكثيرة التي سالت من القتلى والجرحى.

واكتظ المكان بعد دقائق من وقوع الانفجار بمئات الناس وقوات الأمن والشرطة وسيارات الاطفاء والاسعاف، حيث بدت على وجوه معظمهم علامات الحزن والغضب.

وقال كروان احمد، وهو طالب مدرسة حضر الى مكان الانفجار بدافع الفضول، ان «القتلة والمجرمين ومصاصي الدماء يريدون بفعلتهم هذه ان ينقلوا حربهم الارهابية الى ربوع كردستان الآمنة».

وأضاف احمد وهو يتابع عملية نقل القتلى والجرحى الى سيارات الاسعاف «لا شيء يفسر فعلتهم هذه سوى انهم يريدون تحويل كل البلاد الى ساحة حرب حتى يعيثوا فيها فسادا ودمارا».

وتساءل حاجي عمر، وهو رجل مسن بدت عليه علامات الحزن الشديد، «لماذا وبأي حق يموت كل هؤلاء الابرياء؟ ما الذنب الذي اقترفوه؟ كل ما ارادوه هو خدمة بلدهم وشعبهم بصورة مشرفة». وقال ان «القتلة الذين فعلوا هذا لن ينجوا بفعلتهم هذه وسيقعون في قبضة العدالة عاجلا ام آجلا».

وأصيب سالم عبد الرحمن، 30 عاما، بالصمم في احدى أذنيه من جراء الانفجار. وقال «لم أر الشخص الذي فجر نفسه لكنه كان تفجيرا قويا أحرق كل ملابسي. كل من حولي قتلوا. كان مشهدا مروعا من الاشلاء والجثث المبتورة الاطراف».

وتعرضت اربيل لخسائر فادحة في العام الماضي عندما شهدت تفجيرين انتحاريين في مكاتب الحزبين الكرديين الرئيسيين قتل فيهما 117 شخصا.

وقتل 25 شخصا واصيب اكثر من 30 اخرين بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة مساء الاحد الماضي في تلعفر، 80 كلم غرب الموصل (شمال العراق)، عندما فجر انتحاري سيارته وسط اشخاص مجتمعين لتشييع مسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني اغتيل السبت في الموصل.

وفي الموصل اصيب عراقيان بجروح في انفجار سيارة مفخخة امس لدى مرور دورية عسكرية اميركية في الموصل (370 كلم شمال بغداد)، حسبما افادت مصادر طبية ومصادر في الشرطة.

وقال الضابط باسل سعد من شرطة المدينة ان «سيارة مفخخة انفجرت في حي الحدباء شمال المدينة لدى مرور رتل عسكري اميركي». واوضح ان «الحادث ادى الى اصابة شخصين بجروح واعطاب آلية عسكرية اميركية».

وأضاف سعد ان «السيارة المفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق ولم يكن في داخلها اي انتحاري».

ولم يكن باستطاعة المصدر تحديد ما اذا وقعت اصابات في صفوف الجنود الاميركيين.

من جانبه، اكد الطبيب رياض محمد من شعبة طوارئ مستشفى مدينة الطب ان «المستشفى استقبل جريحين; اصيب الاول بطلق ناري بينما اصيب الثاني بشظايا».