اعتقال محلل بالبنتاغون بتهمة إفشاء أسرار عسكرية إلى أكبر جماعة ضغط تعمل لصالح إسرائيل

لورانس فرانكلين متهم بتسريب معلومات إلى لجنة «إيباك»

TT

قالت وزارة العدل الأميركية ان محللا وموظفا بارزا بوزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» اعتقل أمس ووجهت اليه تهمة كشف معلومات سرية تتعلق بهجمات محتملة على القوات الأميركية في العراق. واستسلم لورانس فرانكلين، 58 عاما، لضباط مكتب المباحث الفيدرالي ويواجه اتهامات بكشف معلومات سرية تتعلق بالدفاع القومي الأميركي لاشخاص لا يحق لهم الحصول عليها.

وأكد «البنتاغون» من جهته الاعتقال وقال في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه ان مكتب المباحث الفيدرالي اعتقل فرانكلين بتهم «تتعلق بتمرير معلومات ذات صلة بهجمات محتملة ضد القوات الأميركية في العراق الى اشخاص لا يحق لهم تلقي تلك المعلومات».

وتم اعتقال فرانكلين، صباح أمس ووجهت له تهمة الكشف عن معلومات سرية تتعلق بالأمن الدفاعي الأميركي. وتحمل التهم عقوبة قصوى تبلغ عشر سنوات سجنا.

وتقول المباحث الفيدرالية في لائحة الاتهام انه في يوم 26 يونيو (حزيران) عام 2003 تناول فرانكلين الغداء مع شخصين ومرر اليهما معلومات عن هجمات محتملة على القوات الأميركية في العراق وقال لهما في المقابلة ان المعلومات «سرية للغاية» وإنه يجب عليهما ان «لا يستخدماها».

ووفق الاتهامات التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» فان التحقيقات الفيدرالية اثبتت ان فرانكلين قد نقل ما يقرب من 83 وثيقة عسكرية سرية الى منزله على الرغم من انه لم يكن مصرحا له القيام بذلك وانه مرر هذه المعلومات تباعا لدولة اجنبية، هي اسرائيل، واشخاص آخرين وان هذه الوثائق يتراوح عمرها من 30 الى عام واحد. وقال البيان ان التحقيق ما زال مستمرا.

ومن بين الوثائق التي ورد ان فرانكلين نقلها مسودة وثيقة رئاسية حول السياسة الأميركية تجاه إيران، إلى اللجنة الأميركية الاسرائيلية للشؤون العامة التي تعرف اختصارا بـ«ايباك»، وهي أكبر مجموعة ضغط تعمل لصالح إسرائيل، وربما تكون قد نقلت المعلومات إلى إسرائيل. لكن اللجنة وإسرائيل تنفيان هذه الإدعاءات.

وعمل فرانكلين كولونيلا في احتياطي القوات الجوية الأميركية وقضى واحدة من دورياته السنوية في مكتب الملحق العسكري الأميركي في السفارة الأميركية بتل ابيب. وكان فرانكلين، المعروف عنه تدينه اليميني المسيحي، قد كتب في جريدة «وول ستريت جورنال» مؤيدا اسرائيل بشدة ومنتقدا حكومة الرئس الايراني محمد خاتمي. وقال ان خاتمي يخدع الغرب حتى تبني ايران سلاحها النووي. ويعرف فرانكلين بقربه الشديد أيضا من المعارضة الايرانية في المنفى وخصوصا تلك التي في أميركا.

وكانت لجنة «ايباك» قد اعلنت الشهر الماضي عن فصلها لموظفين قيد التحقيق الأميركي لشكوك في عملهما بالتجسس لصالح اسرائيل وتمرير معلومات حساسة للدولة العبرية في ما بدا كمحاولة اخيرة لاحتواء تداعيات الفضيحة الأمنية. وقالت «ايباك» انها اتخذت قرار الفصل بعد ان ورد اليها معلومات اضافية وجديدة عن القضية بدون ان تحدد ماهية تلك المعلومات. والرجلان المفصولان هما مدير السياسة في المنظمة ستيف روزن والمحلل السياسي والمعلوماتي كيث وايسمان، وهو ايضا خبير متخصص في الشؤون الايرانية.

وكانت اسرائيل قد حذرت الولايات المتحدة في اكثر من مرة انها تخشى من اقتراب ايران من امتلاك سلاح نووي وطالبتها باتخاذ اجراءات للحيلولة دون وصول طهران الى السلاح النووي. يذكر ان أميركا واسرائيل عقدتا صفقة الشهر الماضي لامداد الدولة اليهودية بقنابل مدمرة للتحصينات تحت الارض يعتقد في واشنطن ان المستهدف بها سيكون البرنامج النووي الايراني.