باكستان تعتقل الرجل الثالث في «القاعدة» أبو فرج الليبي المرصودة لرأسه 5 ملايين دولار

في عملية ساعد فيها الأميركيون وأسفرت عن اعتقال 5 آخرين من تنظيم بن لادن

TT

أعلنت باكستان أمس أنها اعتقلت أبو فرج الليبي، وكنيته (الدكتور توفيق)، المسؤول الثالث في تنظيم «القاعدة»، فيما اعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش العملية «انتصاراً مهماً في الحرب على الإرهاب».

وأكد وزير الإعلام الباكستاني، شيخ رشيد، أمس أنه تم إلقاء القبض على أبو فرج الليبي، 41 سنة، في باكستان، مضيفاً انه تم القبض على هذا المسؤول المتحدر من ليبيا، مع خمسة أجانب آخرين أعضاء في تنطيم «القاعدة»، في منطقة القبائل التي ينعدم فيها القانون. وقال: «لقد اعتقلنا أبو فرج الليبي، إنه نجاح هائل».

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» الأميركية عن مسؤولين أمنيين باكستانيين قولهما إن أبو فرج ورجلا آخر بعد معركة دارت يوم الاثنين في مدينة مردان، الواقعة على بعد 50 كيلومتراً شمال بيشاور، المحاذية لافغانستان. غير أن مسؤولين استخباراتيين باكستانيين آخرين قالوا إن أبو فرج اعتقل في منطقة وزيرستان القبلية الجنوبية، حيث تحدث مواجهات متقطعة منذ مطلع عام 2004 بين قوات الأمن الباكستانية والمئات من عناصر «القاعدة» وأنصارهم من سكان المنطقة.

وكانت السلطات الباكستانية رصدت مكافأة قدرها 20 مليون روبية (نحو 333 ألف دولار) لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى القبض على أبو فرج الليبي، بينما رصدت الولايات المتحدة 5 ملايين دولار لاعتقاله. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف حمل أبو فرج الليبي مسؤولية محاولتين فاشلتين لقتله في ديسمبر (كانون الأول) 2003، قتل فيهما 17 شخصاً.

ومن جانبه، علق الرئيس بوش أمس على عملية الاعتقال قائلاً: «إن اعتقال المسؤول الكبير في «القاعدة» أبو فرج الليبي يشكل انتصارا مهما في الحرب على الإرهاب»، مضيفاً ان «الليبي كان مسؤولا اساسيا لدى بن لادن وأحد المدبرين الرئيسيين لتنظيم القاعدة». وتابع الرئيس الاميركي «ان اعتقاله ازال عدوا خطرا وتهديدا مباشرا لاميركا ولكل أولئك المولعين بالحرية. انني أهنئ الحكومة الباكستانية على تعاونها الفاعل في الحرب على الإرهاب». وأكد الرئيس بوش أن «المعركة مستمرة، وسنبقى على حملتنا إلى حين هزيمة تنظيم القاعدة».

كذلك، رحب مسؤول في أجهزة مكافحة الإرهاب الأميركية أمس بالقبض في باكستان على أبو فرج الليبي. وأشار هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته إلى أن الاستخبارات الأميركية لعبت دورا مهما أدى إلى توصل السلطات الباكستانية إلى القبض على أبو فرج في منطقة شمال وزيرستان المتاخمة لأفغانستان مع خمسة من معاونيه. وقال هذا المسؤول «إنه الرجل الثالث في القاعدة بعد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري»، واعتبر أن هذا الاعتقال هو أقسى ضربة يتلقاها التنظيم منذ إلقاء القبض على خالد شيخ محمد في مارس (آذار) 2003 .

ويعد إلقاء القبض على أبو فرج أحدث حلقة في سلسلة اعتقالات مسؤولين بارزين من القاعدة في باكستان منذ تحالف الرئيس مشرف مع الولايات المتحدة قبل ثلاث سنوات. ويعتقد أن أبو فرج تولي قيادة القاعدة في باكستان عقب القبض على خالد شيخ محمد، العقل المدبر المفترض لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، في مدينة روالبندي القريبة من إسلام آباد.

كذلك، اعتقلت السلطات الباكستانية العام الماضي التنزاني أحمد خلفان جيلاني، الذي كان مطلوباً للولايات المتحدة بشبهة تورطه في تفجير سفارتيها في شرق أفريقيا عام 1998، ثم سلمته إلى السلطات الأميركية.

وأفادت مصادر أصولية «الشرق الأوسط» بأن أبو فرج مصاب بنوع من البرص في وجهه وربما ساعده هذا الأمر في الابتعاد عن الأضواء ومنعه من مخالطة الآخرين.

ويعتقد مسؤولون غربيون أن أبو فرج كان حتى اعتقاله، المسؤول عن عمليات «القاعدة» في باكستان، والمشرف على الخلايا النائمة التابعة للقاعدة في بلدان أخرى. وقال مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية إن أبو فرج الليبي (كنيته الدكتور توفيق) تولى الإشراف على الخلايا النائمة في بريطانيا وأميركا، وأنه أصبح المخطط الرئيسي لأحدث مؤامرات تنظيم أسامة بن لادن ضد البلدين. وأشارت تقارير إلى أنه بعث خلال الأشهر العشرة الماضية برسائل إلكترونية مشفرة إلى عدد من المشتبه فيهم في بريطانيا، بينهم اثنان احتجزتهما السلطات البريطانية ضمن حملة مداهمات نفذت في سبتمبر. وقد كان أبو فرج الليبي على لائحة أهم المطلوبين إلى جانب أمجد فاروقي، الذي قتل في اشتباك مع القوات الباكستانية في جنوب باكستان في سبتمبر الماضي. وكانت السلطات تشتبه ايضاً في أن فاروقي متورط في محاولتي اغتيال مشرف.

واعتقلت سلطات الأمن الباكستانية في عمليات مختلفة العام الماضي حوالي 30 من المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة بينهم أحمد خلفان جيلاني التنزاني المولد، ونور نعيم خان، مهندس الكومبيوتر الباكستاني. وسلمت باكستان ما يزيد عن 700 شخص من المشتبه في انتمائهم للقاعدة إلى السلطات الأميركية.