قالت مصادر اصولية ان ابو فرج الليبي الذي اعلنت باكستان اعتقاله كان من ابرز قيادات الجيل الثاني في «القاعدة»، مضيفة انه شخصية عسكرية في الاساس عرف بانتمائه الى تنظيم اسامة بن لادن منذ بدايات تأسيسه. وافاد اصولي ليبي طلب عدم نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط» بأن ابو فرج كان يعرف بين رفقائه في التنظيم بـ«كتلة الثلج» لهدوئه الشديد الذي جنبه فترة طويلة الوقوع بأيدي قوات الأمن الباكستانية. ويعتقد ان ابو فرج الليبي اصبح مقربا من اسامة بن لادن اثناء وجودهما في السودان، وتولى في مرحلة لاحقة توفير جوازات سفر مزورة أتاحت لعناصر «القاعدة» السفر الى افغانستان. ويعتقد ايضاً ان ابو فرج عمل مساعدا لخالد شيخ محمد وتولى حينها الاشراف على العمليات المرتبطة بمنطقة شمال أفريقيا الى ان حل محله في قيادة عمليات التنظيم بعد اعتقاله. ويبلغ ابو فرج الليبي الآن 41 عاما، وهو متزوج من سيدة باكستانية ويتحدث اللغتين العربية والاوردو، ويعاني من بثور جلدية في الوجه. وتعتقد مصادر غربية ان ابو فرج الليبي ربما يكون واحدا من الذين يعرفون مكان وجود بن لادن ومساعده أيمن الظواهري. لكن هذه القضية تثير جدالاً وسط الاصوليين الذين يستبعد بعضهم ان يقوم ابو فرج بكشف مكان وجود بن لادن. وقال الدكتور هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان مثل هذه التصريحات تكررت سابقاً عندما اعتقل خالد شيخ محمد وعندما اعتقل رمزي بن الشيبة وابو زبيدة وابن الشيخ الليبي وجميعهم من قيادات «القاعدة». ووصف مثل هذه التعليقات بأنها من باب الاستهلاك لاستمرار الحرب على الارهاب. ويرى السباعي ان اعتقال ابو الفرج الليبي لن يؤثر على «القاعدة» لأنه كتنظيم سري لا يؤثر فيه اعتقال عضو مهما كانت منزلته، اضافة الى ان بقية عناصر التنظيم موجودون في الشريط الحدودي الباكستاني الافغاني في حماية القبائل، وهناك منهم من يخوض عمليات مع حركة طالبان ضد القوات الافغانية.