مصادر أمنية: الجزائري المشتبه فيه سعيد عارف اعترف بالتخطيط لمهاجمة قاعدة أميركية في إسبانيا

بعد اعتقاله في سورية وإعادته إلى فرنسا

TT

أفادت مصادر امنية اسبانية ان اصولياً جزائرياً معتقلاً لدى السلطات الفرنسية اعترف أمام القضاء الفرنسي بالتخطيط مع بعض مساعديه لتنفيذ هجوم كيماوي ضد القاعدة العسكرية الاميركية «روتا» الموجودة في قادش بجنوب اسبانيا. واضافت المصادر ان الاعتراف جاء ليؤكد شكوك السلطات الاسبانية والفرنسية في ان الخلية التي يتزعمها الاصولي سعيد عارف خططت للقيام بهجوم من هذا النوع. لكن المصادر اشارت الى عدم تقديم المشتبه فيه تفاصيل عن التخطيط للاعتداء. واعترف عارف بهذه الاقوال اثناء التحقيق معه في فرنسا حيث يتهم بالتخطيط لهجوم لم ينفذ ضد السفارة الروسية في باريس بالتعاون من عناصر اخرى ألقي القبض عليها عام 2002 .

وكانت السلطات الاسبانية قد رصدت ثلاثة عناصر قدمت من جورجيا وبدأت الاتصال بعناصر اصولية في اسبانيا بهدف البدء بجمع معلومات بخصوص التخطيط للهجوم المفترض على القاعدة العسكرية المذكورة. وادت مراقبة السلطات لهذه العناصر الى اعتقال عدد من المشتبه فيهم في فرنسا عام 2002 اثر معلومات قدمها المحققون الإسبان. وبعد ذلك بسنة زود المحققون الفرنسيون نظراءهم الإسبان بمعلومات أدت الى القبض على باقي عناصر الخلية في مدينة جيرونا الواقعة في إقليم كاتالونيا الشمالي.

يشار الى ان عارف، المعروف ايضا باسم عبد الرحمن، ولد في الجزائر عام 1965، ثم توجه الى افغانستان حيث تلقى تدريبات لدى معسكرات تنظيم «القاعدة». وتعتبره بعض الاجهزة الامنية من أمهر وأخطر العناصر الاصولية التي واجهتها السلطات الفرنسية في السنوات الاخيرة. وكان عارف قد هرب من فرنسا، في ديسمبر (كانون الاول) 2002 بعد مداهمة نفذتها السلطات وأدت الى اعتقال عدد من رفاقه.

ولجأ عارف هذه المرة الى سورية حيث القي القبض عليه وبقي في السجن هناك لمدة سنة تقريبا الى حين أعادته سورية الى فرنسا في 17 يونيو (حزيران) 2004 في عملية أشرف عليها شخصيا وزير الداخلية الفرنسي آنذاك دومينيك دو فيلبان.

وتعتقد الشرطة الفرنسية ان عارف كان ينتمي الى ما يسمى «مجموعة فرانكفورت» التي خططت عام 2000 لتنفيذ اعتداءات في مدينة ستراسبورغ بشمال شرقي فرنسا. وتقول مصادر أمنية ان اسمه ظهر ايضا في ملف التحقيق بخصوص «خلية الشيشان» التي تم تفكيكها عام 2002 في ضواحي باريس عندما كانت تخطط لتنفيذ اعتداء في فرنسا.

وتعتقد السلطات الفرنسية والإسبانية ان عارف كان على علاقة بالأصولي الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي يفترض انه يقود حالياً العمليات العسكرية ضد الأميركيين في العراق. كما تعتقد نفس السلطات ان جميع العناصر الأصولية التي وصلت الى اوروبا بهدف التخطيط لهجمات كيماوية قدمت من جورجيا، وتحديداً من وادي بنكيسي التي كان عناصر «القاعدة» يتدربون فيها.

وتشير مصادر أمنية الى ان زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن قرر نقل جزء من معسكرات التدريب من منطقة هراة الأفغانية الى وادي بنكيسي في جورجيا نتيجة الهزيمة العسكرية التي لحقت بنظام طالبان إثر الهجوم الذي شنته القوات الاميركية أواخر عام 2001 .