المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في الضفة والقطاع تجري وسط أجواء من التوتر غير المسبوق بين حماس وفتح

TT

وسط حالة من التوتر غير المسبوق بين حركتي فتح وحماس، تجرى اليوم الجولة الثانية من الانتخابات المحلية في اربع وثمانين مدينة وبلدة ومخيما وقرية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتنحصر المنافسة بشكل أساسي بين الحركتين على اعتبار أن نتائج هذه الانتخابات تمثل مؤشراً واضحاً لموازين القوى بين هذه الفصيلين عشية الانتخابات التشريعية المزمعة في 17 يوليو (تموز) المقبل.

ففي قطاع غزة تتجه الأنظار الى مدينة رفح التي تعتبر ثالث أكبر مدينة في القطاع، ستجرى فيها الانتخابات، وتبذل كل من فتح وحماس «جهودا كبيرة جداً للفوز فيها». ويعمل نشطاء التنظيمين, كل ما في وسعهما من اجل اقناع اكبر عدد من الناس للتصويت لقائمتيهما. وقال أحد قادة حماس المحليين في المدينة لـ «الشرق الاوسط» أن نشطاء الحركة قاموا بطرق أبواب جميع الأسر في المدينة، حتى تلك التي تعود لقادة فتح من أجل اقناعهم بالتصويت لصالح قائمة حماس. في المقابل تجند كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية واعضاء اللجنة المركزية لفتح في الحملة الانتخابية للحركة في المدينة. فقد شارك وزير الداخلية اللواء نصر يوسف في الكثير من الفعاليات الانتخابية في المنطقة، ووصل الامر الى حد مشاركة قادة الاجهزة الأمنية بدور في هذه الحملات، واحتجت حماس على اعتبار أن القانون لا يتيح لهم التدخل في الشؤون السياسية. في المقابل لم يستطع قادة حماس التوجه الى مناطق في جنوب القطاع ستجرى فيها الانتخابات للمشاركة في الحملات الانتخابية لمرشحيها، بسبب المخاوف الأمنية. فالذي ينتقل من غزة الى رفح مثلاً سيمر بحاجزين من حواجز جيش الاحتلال. ولا تغري التهدئة قادة حماس بالمخاطرة بالسفر الى هذه المناطق.

ويبدو أن فتح واثقة من الفوز في القرى ذات الكثافة السكانية الضئيلة، مثل جحر الديك والمغراقة. وتبدو الامور اكثر تعقيدا في الضفة الغربية، رغم ان الكثير من المناطق التي ستجرى فيها الانتخابات هناك تعتبر معاقل تقليدية لفتح، الا ان التحدي الذي يواجه الحركة هو من داخلها. فالعديد من كبار كوادرها من ذوي الحضور القوى يتنافسون كمستقلين. ويعصف الخوف بقيادة الحركة من أن يؤدي هذا التنافس الى إضعاف التأييد لقوائمها الرسمية، الامر الذي قد يفتح المجال امام حماس لتحقيق نتائج قوية. فمثلاً لا يساور أحدا شك في ان حماس ليس بإمكانها الفوز في الانتخابات المحلية في مدينة بيت لحم، لكن وجود عدد من كوادر فتح كمرشحين مستقلين سيؤثر سلباً على فرص قائمتها الرسمية.

وأكد الدكتور محمد غزال، احد ابرز قادة حماس في الضفة الغربية، ان الحركة تشارك بقوائم كاملة في جميع المناطق. وبخلاف ما هي عليه الاوضاع في القطاع، فأن قيادة حماس في الضفة تشارك بشكل حثيث ومتواصل في الحملة الانتخابية. واستعانت الحركة بخدمات عدد من الدعاة من ذوي الحضور القوي، من امثال الشيخ حامد البيتاوي خطيب المسجد الاقصى السابق، ورئيس المحكمة الشرعية في طولكرم، والشيخ احمد الحاج علي وغيرهما. ورغم ان القانون يوجب وقف جميع اشكال الدعاية الانتخابية منذ الليلة قبل الماضية، الا ان الجميع عازمون على استنفاد كل الجهود في هذه الدعاية حتى اغلاق صناديق الاقتراع في الساعة السابعة من مساء اليوم.