إسرائيل تخصص 4 رجال شرطة لإجلاء كل مستوطن في حالة المقاومة

TT

رغم استمرار النشاطات الاحتجاجية على خطة الفصل القاضية بالانسحاب من قطاع غزة وتفكيك جميع مستوطناته، إضافة إلى 4 مستوطنات نائية في شمال الضفة الغربية، والتهديد بمقاومة الإخلاء جسديا، بدأ قادة المستوطنين التفاوض مع ممثلي الحكومة الإسرائيلية حول تطبيق تلك الخطة وحجم التعويضات التي سيحصل عليها المستوطنون.

وقال شاهد عيان حضر جلسة المفاوضات الأولى التي عقدت مساء أول من أمس، إن المستوطنين تصرفوا من خلال قناعتهم بأن الخطة أصبحت أمرا واقعا لا مجال للتراجع عنه، وأن ممثلي الحكومة تصرفوا بثقة عالية في النفس، فأوضحوا للمستوطنين أنهم مضطرون للتعاطي مع الخطة، وإلا فإنهم سيخسرون الكثير من الامتيازات التي توفرها لهم حاليا. وعلى سبيل المثال، فإنهم عرضوا على المستوطنين الانتقال إلى منطقة «نيتسانيم»، الواقعة على شاطئ البحر المتوسط ما بين عسقلان واسدود، التي تعتبر منطقة استجمام، وأسعار الأرض فيها تبلغ خمسة أضعاف الأرض في مستوطنات قطاع غزة. لكنهم اشترطوا على قادة المستوطنين أولا ألا يقاوموا الإخلاء، وأن يقدموا للحكومة قائمة بأسماء المستوطنين الذين يوافقون على الانتقال إلى هذه المنطقة بلا مقاومة، فمن يخرق الاتفاق ويقاوم سيخسر هذا الامتياز ويتم إخلاؤه بالقوة إلى منطقة أخرى ذات مكانة اقتصادية منخفضة.

واللافت للنظر أن قادة المستوطنين وافقوا على الشروط وبدأوا في توزيع النماذج على المستوطنين حتى يقرروا موقفهم النهائي من الموضوع. وأكدوا أن هذه المفاوضات تتم من دون التنازل عن الحق في استمرار الاحتجاج.

وقال أحد ممثلي الحكومة الذين شاركوا في الاجتماع، انه «لا توجد لدى الحكومة مشكلة مع الاحتجاج إذا كان في إطار القانون، لكن من يريد أن يحظى بالامتيازات عليه أن يتخلى عن هذا الاحتجاج».

من جهة أخرى واصل الجيش الإسرائيلي والشرطة الاستعداد لمرحلة تطبيق الخطة بشكل عملي، على عدة أصعدة. وكشف النقاب، أمس، عن سلسلة مغريات تعدها قيادة الجيش للجنود والضباط الذين سيشاركون في إخلاء المستوطنين، ومنها إرسالهم للاستجمام في الفنادق لعدة أيام قبيل بدء الإخلاء، وإقامة مركز رياضة بدنية وقاعات لمشاهدة التلفزيون وغيرها من التسالي في الفترة التي يتم فيها الإخلاء، وتقديم هدايا مختلفة لكل واحد منهم.

أما الشرطة فقد أعلنت أمس الخطة التفصيلية للإخلاء، واتضح منها أن 10000 شرطي سيشاركون في العملية، بينهم 1000 شرطية، وسيعملون بشكل تدريجي، بحيث يخصص 4 رجال شرطة لكل مستوطن، في حالة وجود مقاومة.

وقال مدير قسم العمليات في الشرطة ان قواته ستنفذ الاخلاء، بداية بواسطة اقناع المستوطنين بمغادرة منازلهم عن طيب خاطر، فاذا لم يرضخوا فإن قوات الشرطة ستخليهم بالقوة المعتدلة، أي من دون استخدام العنف أو السلاح، فاذا استخدموا السلاح، فإن القوات الخاصة المعروفة باسم «يسام» ستتدخل وتعالج الموضوع كما تعرف وتتقن.

وقررت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن تقيم مدينة كرفانات (أي بيوت موقتة) قرب عسقلان، تضم 300 ـ 600 وحدة، مساحة كل منها 94 مترا مربعا، وتضم 4 غرف ستمنح لكل عائلة بغض النظر عن عدد أفرادها. وستبقى هذه البيوت تحت تصرف المستوطنين لمدة سنتين، على أن تكون قد بنيت لهم بيوت جديدة. وستتكفل الوزارة بنفقات البنى التحتية بالكامل، بما في ذلك الماء والكهرباء، أي انهم سيعيشون على حساب الوزارة طيلة سنتين، وهذه المصاريف لا تحسب ضمن التعويضات التي ستحصل عليها كل عائلة، وهي عالية جدا، إذ أنها تصل بالمعدل إلى 300 ألف دولار، في حين تحصل بعض العائلات على مبالغ أكبر.