جدل إسباني حول «هدية أسلحة» زعمت صحيفة إسبانية أن مدريد قدمتها للمغرب

TT

نفى مندوب الحكومة الاسبانية في مدينة مليلية التي تحتلها اسبانيا، في شمال المغرب، الاخبار التي تناقلتها بعض الصحف وخاصة صحيفة «لاراثون» والقائلة بان اسبانيا اهدت المغرب الدبابات التي كانت بحوزة القوات المسلحة الاسبانية المرابطة في مدينتي سبتة ومليلية بعد ان اقتنت دبابات جديدة من نوع «ليوبارد» لتحل محلها، وان المغرب التزم لاسبانيا بعدم استعمال السلاح المحصل عليه مقابل ثمن رمزي، ضد الوجود الاسباني في المدينتين المغربيتين المحتلتين منذ أكثر من خمسة قرون. وأشار مندوب الحكومة الاسبانية الى انه اعتمد في نفيه على معلومات استقاها من وزارة الدفاع في بلده. وكانت «لاراثون» المعروفة بخطها المناوئ للمغرب، والذي يتجلى في ترويج اخبار زائفة لا اساس لها من الصحة تتسم غالبا بطابع التهويل والمبالغة، قد نشرت الخبر قبل يومين وبتفصيل مثير للانتباه، بقلم مراسلها في الرباط الذي استنتج ما سمح من كون العتاد المذكور سيوجه ضد الأعداء الافتراضيين: إسبانيا الجزائر وجبهة البوليساريو.

ولوحظ ان المراسل اشار في ذات الخبر الى ان وزارة الدفاع الاسبانية لم تؤكد مزاعمه، لكنه عاد الى الموضوع بنفس النية في عدد لاحق من «لاراثون». لكن اليومية الاسبانية، ضمنت عدد أمس ما يشبه التكذيب لما رواه مراسلها في الرباط عن الصفقة المزعومة. فقد نقلت عن القائد العام للقوات المسلحة الاسبانية المرابطة في سبتة، لويس غوميث اورتيغيلا، قوله ان الاسلحة التي يحصل عليها المغرب لا توجه ضد اسبانيا عبر سبتة ومليلية، وانما تقتنى لضرورات استعمالها عند الاقتضاء في الصحراء، مضيفا انه لم يتوصل بأية معلومات حول الموضوع عن طريق قناة وزارة الدفاع في بلده، موضحا انه حتى في حالة احتمال حصول المغرب على دبابات (م. 60)، فانها في نظر القائد العسكري الاسباني عتيقة جدا، يريد الجيش الاسباني التخلص منها، مشيرا الى ان التسليم اذا حصل، فلن يسمى صفقة سلاح وانما تخل عن عتاد عسكري قديم. موضحا كذلك ان عملية التسليم لن تتم الا في غضون مدى متوسط قدره القائد العسكري الاسباني في اربع او خمس سنوات.

ودخل الحزب الشعبي المعارض على الخط، واستغل القضية المثارة في سياق خلافاته مع الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم، اذ صرح نائبه البرلماني عن مدينة مليلية انه سيسائل وزير الدفاع خوصي بونو، في البرلمان عن ملابسات الهدية التي يقول ان حكومة بلاده بصدد تقديمها الى المغرب، غير ان رئيس الحكومة المستقلة لمدينة سبتة المنتمي الى الحزب الشعبي، استعمل خطابا مغايرا، حينما عبر عن مخاوف الحكومة المحلية التي يرأسها، وطالب من الحكومة المركزية في مدريد التزام الحذر، عندما تقدم على قرار مثل الذي تداولته الانباء، مطمئنا في نفس الوقت سكان سبتة المحتلة التي توجد بها هيئة اركان، قال انها مثار فخر كافة الاسبان، كما ان المدينة محمية بشبكة دفاع قوية.

يذكر ان علاقات التعاون قائمة في المجال العسكري بين المغرب وجارته الشمالية. اذ يجري البلدان مناورات عسكرية مشتركة وخاصة سلاحي البحرية والطيران، كما ان وحدة مشتركة تشارك في عمليات حفظ السلام في هايتي في اطار قوات الامم المتحدة.

وتحدثت تقارير عن ان التنسيق تام بين عناصر الوحدة الاسبان والمغاربة، يصبح معه قيام حالة عداء بين البلدين الجارين من قبيل المستحيلات، على الرغم من ان سياسيين محسوبين على الحزب الشعبي، لا يريدون نسيان ازمة جزيرة ليلى، ويصورون المغرب كطرف معتد مستعد لتكرار «العدوان» على بلادهم، لذلك يجب عدم الاطمئنان اليه والثقة في نواياه.

الى ذلك، لم تشر المصادر المغربية الى الجدل القائم بين المعارضة والحكومة في اسبانيا بخصوص «صفقة الدبابات» المذكورة.