زيارة ميقاتي لدمشق تسفر عن تفاهم لبناني ـ سوري على إعادة تقويم كل الاتفاقات الموقعة بين البلدين

قال إنه سيتم اتخاذ «القرار المناسب في الوقت المناسب» بشأن التبادل الدبلوماسي بين البلدين

TT

اعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس، في ختام لقائه في دمشق مع الرئيس السوري بشار الاسد، عن تشكيل لجنة مشتركة سورية ـ لبنانية «للقيام بتحقيق اضافي» حول قضية المعتقلين اللبنانيين في سورية. واضاف ميقاتي في مؤتمر صحافي انه تم ايضا «الاتفاق على تأليف لجنة مشتركة فورية للنظر بكل الاتفاقات والبروتوكولات الموقعة بين البلدين على ان يكون كل ما ورد فيها من بنود لمصلحة كل من البلدين مع احترام سيادة واستقلال كل من البلدين».

واضاف ميقاتي «هذا ما اكد عليه الرئيس الاسد وهذا ما سنقوم به». وكان ميقاتي قد أجرى فور وصوله إلى دمشق صباح أمس محادثات مع نظيره السوري محمد ناجي عطري حول علاقات التعاون وأواصر الاخوة بين البلدين واليات دعمها وتطويرها وتوسيع افاقها المستقبلية بما يحقق تطلعاتهما المشتركة وذلك بحضور الامين العام للمجلس الاعلى السوري اللبنانى نصري خوري. وأكد عطرى وميقاتي على ضرورة تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وإزالة جميع العوائق التي تعترض تنفيذها.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع العطري ورداً على سؤال حول وجود عسكري سوري في منطقة دير العشائر قال ميقاتي «لقد بينت هذا الموضوع بالأمس بموجب بيان صدر عن مكتبي واعتقد أن الموضوع واضح بالنسبة لنا وأنه تبين بعد التحقيق والنتائج الأولية التي قامت بها الجهات الأمنية المختصة أن القوات السورية أصبحت داخل الأراضي السورية مع معرفة عدد الأمتار داخل الأراضي السورية، وإن هذا الموضوع موجود بأيدي اللجان الأمنية التي ستصدر البيانات اللازمة بشأنه». وعن وجود تشابكات وتداخلات في المناطق الحدودية بين البلدين أضاف ميقاتي «هناك لجان أمنية عسكرية مشتركة ستنظر بكل هذه المواضيع وأنا متأكد أنه بعد هذه الزيارة وكما كان في السابق ودائماً أن أي أمر بين البلدين سيتم حله بنية طيبة وهذا ما لمسته من الرئيس الأسد ودولة العطري».

وقال رئيس الوزراء اللبناني «لقد بحثنا الوضع العام في المنطقة وموضوع القرار 1559 وزيارتي المرتقبة إلى نيويورك للاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وتطرقنا إلى اللجنة الدولية للتحقق من الانسحاب السوري من لبنان».

وأوضح ميقاتي أنه بحث مع الرئيس الأسد ونظيره العطري في الرسالة التي حملها من أهالي المفقودين اللبنانيين، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة لبنانية سورية مشتركة للقيام بتحقيق إضافي، لافتاً إلى أن نتائج التحقيقات التي أجرتها في الماضي لجنة لبنانية برئاسة الوزير فؤاد السعد بشأن الإفراج عن المعتقلين اللبنانيين ستسلم للمجلس الأعلى اللبناني السوري لكي يتابع هذا الموضوع مع اللجنة اللبنانية السورية المشتركة.

وعما يتعلق بعودة العماد ميشال عون إلى لبنان قال ميقاتي «لم نبحث هذا الموضوع لأنه شأن داخلي لبناني وصدقاً أقول تحدثت عن العلاقة المشتركة السورية اللبنانية ولم أتحدث عن أي شأن لبناني لا من قريب ولا من بعيد، وكانت لدي بعض النقاط المشتركة للارتقاء بهذه العلاقات، وقد نلت في الواقع كل الدفع والدعم اللازمين من سيادة الرئيس لتنمية هذه العلاقات والارتقاء بها إلى ما يتمناه الشعبان اللبناني والسوري». وعما يتردد من طروحات بشأن إقامة سفارات في دمشق وبيروت قال ميقاتي «إن الدكتور بشار الأسد كان أول من تحدث عن هذا الموضوع منذ زمن واعتقد أنه سيعلن القرار المناسب في الوقت المناسب».

وأشار ميقاتى إلى أن زيارته لدمشق تندرج في إطار متابعة الجهود من اجل تعزيز وتمتين العلاقات بين البلدين، مشيراً الى انه والعطري أطلعا الرئيس الاسد على نتائج محادثاتهما والنقاط الاساسية التي تناولاها مؤكدا انها نالت كل الثقة والمباركة من سيادته، وقال ان هذه المباحثات تناولت موضوع الاتفاقات والبروتوكولات الموقعة بين البلدين وموضوع العمالة السورية في لبنان وكيفية تنظيمها حيث تم الاتفاق على عقد اجتماع قبل نهاية هذا الاسبوع بين وزيري العمل في البلدين لدراسة ماورد في الاتفاقيات المشتركة وانشاء مكتب مشترك للعمالة على الحدود بين البلدين، اضافة الى موضوع الطلاب السوريين الدارسين في الجامعات اللبنانية،وتم ايضا بحث موضوع النقل البرى بين البلدين وتنظيم عمليات الترانزيت ونقاط المراقبة على الحدود.

من جهته اكد العطري أهمية زيارة ميقاتي لدمشق والنتائج التي أسفرت عنها معرباً عن امله في ان تلى هذه الزيارة زيارات اخرى لتتبع تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين.

وفى ختام زيارة ميقاتى صدر بيان مشترك يشير إلى اهمية تطوير وتعميق العلاقات بين البلدين انطلاقا مما نصت عليه معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق.وأكد البيان على دور سورية في المحافظة على وحدة لبنان ومنع تقسيمه والدعم الذي قدمته لاعادة بناء مؤسسات الدولة السياسية والأمنية والعسكرية لافتاً إلى أن الجانبين كان رأيهما متفقا على تفعيل عملية تنفيذ هذه الاتفاقيات بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين وان تطلب الامر اعادة تقويم للاتفاقات المعقودة، وتم الاتفاق على إعادة تقوم الاتفاقيات بما يكفل ازالة اى غبن يشعر به اى طرف في حال وجوده، على ان يقوم كل جانب باعداد ورقة عمل تقويمية لكافة الاتفاقيات وكافة القطاعات ويصار الى مناقشتها من قبل لجنة مشتركة تشكل لهذه الغاية بالتعاون مع الامانة العامة للمجلس الاعلى السورى اللبنانى بهدف التوصل الى خلاصات وصياغة رؤية مستقبلية مشتركة للعلاقات.

وتم بحث ما يثار حول موضوع العمالة السورية واللبنانية في كلا البلدين وتم الاتفاق على ان تسرع اللجنة الوزارية المشتركة لشؤون العمل عملها في وضع الية تنفيذ لاتفاقية العمل الموقعة بين الجانبين تنفيذا للقرار الذي اتخذه المجلس الاعلى خلال اجتماعه بتاريخ 7/ 3/ 2005 وتم الاتفاق على ان يصار الى اجراء تحقيق في ما تعرض له بعض المواطنين السوريين من اعتداءات أخيرا في لبنان وعلى ان تقوم الحكومة اللبنانية بملاحقة الفاعلين قضائيا والبحث بإمكانية التعويض عن الضحايا والأضرار.

وأكد البيان أنه حرصا من الجانبين على استمرار الطلبة السوريين المسجلين في الجامعات اللبنانية على متابعة دراستهم في لبنان بأجور مريحة تم الاتفاق على ان يصار الى فتح مكتب في رئاسة مجلس الوزراء في لبنان لتلقي الشكاوى ومعالجتها بالطرق المناسبة بما يكفل سبل متابعة دراستهم كما تم تأكيد ضرورة الاستمرار في تنفيذ جميع الاتفاقيات التربوية والثقافية المتعلقة بتبادل الطلاب بين الجامعات اللبنانية والسورية.

وبشأن ما يثار حول موضوع بعض اللبنانيين المفقودين تم الاتفاق على ان تقوم الحكومة اللبنانية بتزويد الحكومة السورية بما لديها من معلومات ليصار الى بحثها من قبل لجنة مشتركة تشكل من الجانبين بعد مراجعتها من الجهات المعنية السورية.

وتم أيضاً الاتفاق على ان تتخذ الحكومة اللبنانية اجراءات سريعة لإعادة فتح قناتي الري الجوسية وزيتا على العاصى، كما تم الاتفاق على تسريع تطوير المراكز الحدودية الراهنة واقامة المراكز المشتركة المتفق عليها تسهيلا لعملية انتقال المواطنين والبضائع بين البلدين والقيام بشكل عاجل بإنشاء نقطة جمركية مشتركة في مركزى العبودية ـ الدبوسية والمصنع ـ الجديدة مزودة بكاشف لتسهيل تنقل البضائع بين البلدين او بالعبور الترانزيت.