الفريق الدولي للتحقق من الانسحاب السوري يتعرض لإطلاق نار «تحذيري» من عناصر من «القيادة العامة»

TT

تعرض الفريق الدولي للتحقق من الانسحاب السوري من لبنان لاطلاق نار من موقع فلسطيني شرق سهل البقاع، الامر الذي حمل اعضاء الفريق برئاسة ضابط سنغالي على الانكفاء نحو مدينة زحلة مع مرافقيهم من ضباط الجيش اللبناني. وافادت المعلومات ان الفريق الدولي، يرافقه وفد من قيادة الجيش اللبناني، انطلق عند السابعة والنصف صباح امس من مدينة زحلة تواكبه مجموعة من مراسلي التلفزة والصحافة، حيث تفقد عدداً من المواقع في زحلة والبقاع الاوسط ورياق ومدرسة الاباء البيض حيث كانت تتمركز القوات السورية ومخابراتها قبل نهاية ابريل (نيسان) الماضي. ثم توجه الفريق الى بلدة قوسايا ـ رعيت وتربل حيث كان يوجد موقع للجيش السوري، وهناك تعرض لاطلاق نار «تحذيري» من قبل مسلحين تابعين لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة» بزعامة احمد جبريل، الامر الذي جعل فريق التحقق ينكفئ مع مرافقيه العسكريين اللبنانيين ويعود ادراجه نحو بلدة عنجر حيث عاين موقع المخابرات السورية الذي كان مركزاً لرئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العميد الركن رستم غزالي.

واوضح مسؤول الساحة اللبنانية في «الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» انور رجا ان ما حصل من اطلاق نار «كان مجرد اشكال عرضي وسوء تفاهم عارض نتج عن عدم التنسيق بين لجنة التحقق الدولية وبين عناصر القيادة العامة في موقع قوسايا الذين فوجئوا بقوة من الجيش اللبناني وعدد من الآليات تصل الى امام هذه المواقع مما خلق هذا الاشكال». وقال: «تأكيداً على انه مجرد حادث عارض، تؤكد القيادة العامة استعدادها لاستقبال لجنة التحقق الدولية في موقع قوسايا والمواقع الاخرى في لبنان التابعة للقيادة العامة».

وتعليقا على حادثة اطلاق النار على فريق التحقق الدولي، قال السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان ان الحادثة «خطيرة جدا» وتمنى على الحكومتين اللبنانية والسورية تسهيل مهمة الفريق «بشكل كامل بما في ذلك تأمين الحماية اللازمة له لانجاز مهمته». وكان رئيس الفريق الدولي الجنرال السنغالي الحاجي كنجي قد ادلى قبل الانطلاق في الجولة التفقدية بتصريح قال فيه: «اريد بكل بساطة ان احدد الغرض من مهمتنا. نحن هنا في بعثة من الامم المتحدة لنتثبت من ان القوات السورية قد اخلت لبنان نهائياً». واضاف: «لقد جبنا البلاد من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب. وسوف نذهب الى اي مكان نعتقد ان القوات السورية قد انسحبت منه والتأكد من انها لم تعد اليه. وهذه مهمتنا وهي واضحة ولا يوجد اي تفسير آخر لها... لقد عاينا مواقع عدة ونحن مسرورون حتى الآن بما نقوم به. وان كل المواقع المعروفة والتي كانت تشغلها المخابرات قد تم تفتيشها ولم يبق فيها احد». من جهة اخرى، عمدت المفارز الأمنية السورية المنتشرة على الحدود السورية ـ اللبنانية شمال سهل البقاع الى اقفال جميع المعابر البرية ونقاط العبور غير الشرعية امتداداً من بلدة القاع في اقصى الشمال الشرقي وحتى الدبوسية شمالاً مروراً ببلدات وقرى الجوسية، المشرفة، حوش السيد علي، العميرية، المعيصرة، مطربة، القصر، عيون معيان، فيسان وقرى جرود الهرمل وصولاً الى بلدات وقرى جرود عكار شمالاً.

وانحصر التنقل عبر نقطة الحدود الرسمية على طريق عام بعلبك ـ حمص في منطقة الجوسية ـ القاع. كما اوقف العمل بكل تصاريح المرور التي كانت تسهل عبور بعض اللبنانيين الى سورية عن طريق نقطة الحدود في الجوسية. ولم يصدر تفسير لهذه الخطوة، علماً ان للاهالي المنتشرين على طرفي الحدود مصالح مشتركة زراعية وعائلية.