البرادعي يدعو زعماء العالم للضغط على كوريا الشمالية لمنعها من إجراء تفجير نووي

تقارير أميركية تؤكد استعدادات لتجربة نووية

TT

الامم المتحدة ـ كيوتو ـ واشنطن ـ الوكالات: قال محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس انه على زعماء العالم ان يضغطوا على كوريا الشمالية كي لا تجري اختبارا لاسلحة نووية محذرا من ان العواقب السياسية والبيئية قد تنطوي على كارثة.

وسئل عن اثار تجربة نووية كورية شمالية فقال محمد البرادعي مدير الوكالة للصحافيين «ستكون هناك عواقب سياسية بالغة الخطورة في آسيا وفي بقية العالم. وأعتقد انه قد تكون هناك اثار بيئية خطيرة يمكن ان تؤدي الى انتشار اشعاعي في المنطقة».

وقال البرادعي الذي كان يتحدث على هامش مؤتمر ترعاه الامم المتحدة حول نزع الاسلحة النووية ان الوضع في كوريا الشمالية ملح خاصة في ضوء تقارير اخيرة لاجهزة مخابرات تفيد ان بيونجيانج ربما تعد لاجراء اختبار نووي من شأنه ان يؤكد انضمامها لنادي الدول النووية.

وقال «يحدوني الامل ان يكون كل زعيم له اتصالات بكوريا الشمالية على الهاتف اليوم مع السلطات الكورية الشمالية لاقناعها بعدم اجراء تجربة».

وحث البرادعي كوريا الشمالية على العودة الى مائدة المفاوضات والتوقف عن ابتزاز العالم بالتهديدات.

وقال «اظن ان هذا سيزيد الامور سوءا. لست واثقا من ان كوريا الشمالية ستجني أي شيء من مواصلة... تصعيد الوضع ومواصلة الابتزاز النووي».

وتوقفت محادثات سداسية تضم الولايات المتحدة وشطري كوريا والصين واليابان وروسيا حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية منذ عام تقريبا ولم تسفر جهود اخيرة لاستئنافها عن نتائج تذكر.

وفي كيوتو قال وزير الخارجية الياباني نوبوتاكا ماتشيمورا أمس انه أبلغ نظيره الكوري الجنوبي بأنه سيكون من الضروري بحث احالة ملف كوريا الشمالية النووي الى مجلس الأمن التابع للامم المتحدة اذا لم يحدث تقدم خلال المحادثات السداسية.

وقال ماتشيمورا بعد لقاء مع وزير خارجية كوريا الجنوبية بان كي مون على هامش اجتماع آسيا ـ أوروبا بمدينة كيوتو اليابانية «اتفقنا تماما على أهمية الاستئناف المبكر للمحادثات السداسية».

وقال ماتشيمورا انه اذا لم تستأنف المحادثات أو اذا لم يحدث تقدم رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة فسيكون من الضروري التفكير في خيارات أخرى. وقال «على سبيل المثال نحتاج الى التفكير في مجلس الأمن كخيار تال».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قالت في تقرير لها أمس ان مسؤولين أميركيين يتابعون صورا حديثة التقطتها الاقمار الصناعية لكوريا الشمالية يبدو أنها تظهر استعدادات مكثفة لتجربة سلاح نووي.

وتأتي الروايات عن النشاط المريب من مسؤولين أميركيين اطلعوا اما على الصور أو تقارير المخابرات التي تفسرها. وقال التقرير ان اثنين من المسؤولين الاجانب اطلعهما الأميركيون على هذه المعلومات اكدا ذلك من دون ان تتوفر لهما وسيلة لتفسيرها بصورة مستقلة.

وعند سؤالهم عن النشاط المفاجئ في موقع التجربة المشتبه فيه بشمال شرقي كوريا الشمالية نبه مسؤولو البيت الابيض الى ان الاقمار الصناعية لا يمكنها أن تحدد نوايا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل.

وقالت الصحيفة ان المسؤولين الأميركيين رغم ذلك يأخذون الامر بجدية كافية حتى انهم ابلغوه لحلفائهم اليابانيين والكوريين الجنوبيين.

وقال عدة مسؤولين انهم لم يلحظوا من قبل استعدادات كورية بمثل تلك الدرجة المتقدمة التي رصدت في الايام الاخيرة وشملت حفر نفق يشبه ذلك الذي استخدمته باكستان لاجراء تجاربها النووية عام 1998.

وأظهرت الصور التي التقطتها الاقمار الصناعية أيضا عملية بناء منصة عرض يفترض أن تكون لكبار الشخصيات.

لكن خبير مخابرات أميركيا قال للصحيفة ان وكالات المخابرات لم تلحظ أي اثر لوجود معدات إلكترونية تستخدم عادة في مراقبة حجم ونجاح التجربة النووية وهو ما يؤدي الى «بعض الجدال حول ما اذا كانت هناك تجربة حقا».