باكستان مستعدة لإرسال أجهزة طرد مركزي إلى الوكالة الذرية في إطار التحقيقات حول إيران

سيروس ناصري: علينا أن نهيئ أنفسنا لمواجهة أوقات صعبة

TT

أعلن رئيس الوزراء الباكستاني، شوكت عزيز، ان بلاده سترسل بشروط محددة قطع أجهزة للطرد المركزي الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى تقوم باختبارات للتحقق مما اذا كانت ايران سعت سرا لصنع قنبلة ذرية. ويأتي ذلك فيما قال سيروس ناصري، أحد أبرز المسؤولين عن الملف النووي، ان على طهران أن تهيئ نفسها لمواجهة «أوقات صعبة» لأنها لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، إلا أنه أكد أن بلاده مستعدة للرد فورا على أي تهديد غربي.

وقال عزيز ان القطع سترسل الى مقر وكالة الطاقة الذرية في فيينا لتمكينها من تحديد مصدر التلوث باليورانيوم المخصب الذي تم العثور عليه في ايران. وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية ولمجموعة صغيرة من الصحافيين خلال قيامه بزيارة الى ماليزيا «سنرسل هذه القطع وفق شروط معينة». واضاف: «اننا نجري محادثات حاليا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار العملية المرتبطة بالوضع بين ايران وعدد من الدول واننا مستعدون للتعاون معهم للتوصل الى حل موثوق للمشكلة».

ولم يوضح عزيز الشروط التي تفرضها باكستان، لكنه بدا اكثر استعدادا للتعاون مما عبر عنه الرئيس برويز مشرف في مارس (اذار) حين اعلن ان بلاده «ستبحث» امكانية ارسال قطع الى فيينا. واضاف: «لقد زرت اخيرا ايران، وتعتقد باكستان ان موقف ايران الحالي بشأن المسألة النووية يجب تسويته بالسبل السلمية». وقال: «ان المبادرة الاوروبية هي طريقة جيدة لحل هذه المسألة ونعتقد ان التحرك العسكري ليس بالتأكيد المقاربة المناسبة».

وكانت باكستان أعلنت في وقت سابق انها لن تقدم القطع مع اعترافها بأن مهندس القنبلة الذرية الباكستانية، عبد القدير خان، زود طهران بأجهزة طرد مركزي. وأقر عبد القدير خان العام الماضي بمشاركته في شبكة لتصدير تكنولوجيا نووية بصورة غير شرعية الى ايران وليبيا وكوريا الشمالية. وفرضت الاقامة الجبرية على العالم الباكستاني، غير ان مشرف عفا عنه رافضا ان تقوم دول اجنبية او الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستجوابه. وطلب مدير عام الوكالة، محمد البرادعي، من باكستان والدول المعنية الاخرى التعاون تجاوبا مع الولايات المتحدة التي تتهم ايران بالسعي سرا لامتلاك السلاح النووي.

إلى ذلك، نقلت وكالة «ايسنا» الطلابية الايرانية عن مسؤول ايراني رفيع المستوى في الملف النووي الايراني قوله ان على ايران ان تهيئ نفسها لمواجهة «أوقات صعبة» لأنها لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، إلا انه أكد أن بلاده مستعدة للرد فورا على أي تهديد غربي.

وقال سيروس ناصري، في وقت يشكل فيه موضوع معاودة ايران نشاطاتها في مجال تخصيب اليورانيوم محور النقاشات في مؤتمر تنظمه الامم المتحدة في نيويورك للبحث في واقع معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، «ان تعليق التخصيب لمدة طويلة او التخلي عنه هو أمر غبي سيىء وغير منطقي». واضاف ناصري انه اذا استعمل الاوروبيون «أسلوب التهديد، فنحن جاهزون تماما للرد بأسلوب التهديد»، وتابع: «إذا رأينا ان التوافق مع الاوروبيين الثلاثة أمر غير ممكن، سوف نسرع نشاطاتنا النووية».

ويرأس ناصري الفريق الايراني الذي يخوض مع الاوروبيين مفاوضات شائكة تهدف الى تقديم ضمانات حول حصرية الطبيعة المدنية للبرنامج النووي الايراني. وقال ناصري: «إذا لم يفعل الاوروبيون شيئا، سوف ننتقل بسرعة الى المرحلة المقبلة»، في اشارة الى اعلان الايرانيين عن عزمهم معاودة نشاطات «تحويل» اليورانيوم في محطة اصفهان بوسط البلاد. لكنه قال: «لن نكون نحن من يبدأ بتوجيه التهديدات، هنالك حل مطروح على طاولة المفاوضات ونحن مستعدون لحل المشكلة»، واضاف: «لكننا لا نملك الكثير من الوقت للأوروبيين».

ويضغط قسم كبير من المجتمع الدولي على ايران للتخلي نهائيا عن تخصيب اليورانيوم اثر الشكوك الكبيرة التي أثارها إبقاء ايران نشاطاتها النووية تحت سرية تامة لسنوات طويلة.

وارتضت طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) اثر مفاوضات مع فرنسا والمانيا وبريطانيا، بأن تتخلى مؤقتا عن تخصيب اليورانيوم مقابل فتح مفاوضات للتوصل الى اتفاق تعاون تكنولوجي وسياسي وتجاري مع الاتحاد الاوروبي عبر الاوروبيين الثلاثة الكبار. ومنذ ديسمبر (كانون الاول)، يحاول الأوروبيون إقناع الايرانيين بالتخلي عن نشاطات التخصيب اذ انهم يرون في ذلك ضمانة اكيدة لكي لا تطور ايران اسلحة نووية. ويرفض الايرانيون فكرة التخلي نهائيا عن التخصيب، وبعد جولة مفاوضات غير ناجحة في لندن في 29 ابريل (نيسان)، أعلنوا انهم قد يعاودون نشاطات «تحويل» اليورانيوم في اصفهان، لكنهم أكدوا أن «التحويل» لا يعني «التخصيب»، إلا أنه مرحلة سابقة للتخصيب بحد ذاته.