كرامي يرفض العفو عن قائد «القوات اللبنانية» ويعتبره اغتيالا ثانيا لشقيقه رشيد

TT

لم تؤد زيارة وفد النواب الموقعين على عريضة اقرار عفو عام يشمل قائد «القوات اللبنانية» المنحلة، سمير جعجع، الموجود في السجن منذ احدى عشرة سنة، الى أي تغيير في موقف شقيقه رئيس الحكومة السابق عمر كرامي الذي دعا النواب الى «عدم تجاوز الاحكام القضائية والمحرمات كي لا يقتلوا مرة اخرى الرشيد (الرئيس الراحل رشيد كرامي) ومحبيه وطرابلس ولبنان»، محذرا من الوصول في الايام المقبلة الى «طلب العفو عن قتلة الرئيس رفيق الحريري وسائر الجرائم التي تناولت رموز الوطن».

وكان وفد من النواب الذين وقعوا على عريضة العفو ضم: فارس سعيد، اكرم شهيب، نعمة الله ابي نصر وجورج قصارجي قد زار الرئيس كرامي بعد ظهر امس في منزله في طرابلس واختلى به لنحو اربعين دقيقة تحدث بعدها سعيد باسم الوفد مشيرا الى ان الزيارة هي بصورة شخصية وهم غير مكلفين من أي جهة او موقع سياسي، موضحا ان النواب الذين وقعوا على عريضة العفو سيحاولون غدا (اليوم) طرح الموضوع على الجلسة النيابية التي ستعقد من اجل الاستماع الى رسالة رئيس الجمهورية اذا ما تحولت الجلسة الى جلسة تشريعية.

اما الرئيس عمر كرامي فأشار الى ان قضية الرئيس رشيد كرامي لا تتعلق بشخص او بعائلة بل انها تتعلق بتيار كبير ليس في طرابلس ولا في الشمال بل في كل لبنان، لافتا الى انه التقى في مكتبه صباح امس وفودا شعبية كثيرة وبدون أي سؤال منه كانت هي تطرح الموضوع وكان هناك اجماع على الرفض. ثم تلا الرئيس كرامي بيانا تناول فيه موضوع العفو عن جعجع وموقفه منه وتحدث عن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومحاولة اغتيال النائب مروان حمادة وقال: «عندما اتخذنا صفة الادعاء الشخصي بحق من ارتكب الجريمة الارهابية بامتياز والمتمثلة باغتيال الشهيد رشيد كرامي، لم نكن على الاطلاق بوارد ان نُحاكم الاحداث من خلال محاكمة القتلة، بدليل اننا ارتضينا بسمير جعجع وزيرا في حكومة نرأسها قبل ان يكشف التحقيق بسنوات عن مسؤولية جعجع عن تلك الجريمة البربرية».

واضاف: «لقد جاءت جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري والتي اصابت عميق مشاعرنا لتؤكد، للاسف، صوابية ما طالبنا به، فجريمة اغتياله كان وقعها علينا كبيرا وأليما. فنحن الادرى كما عائلة الشهيد الحريري بمعاني هذا الالم ومرارته لاننا تجرعنا واياهم كأس اغتيال اعز الناس. فجلاء حقيقة استشهاد الرئيس الحريري والاقتصاص من قتلته اكثر من ضرورة، من اجل وحدة وعروبة لبنان ـ كل لبنان».

وقال كرامي: «اذا كان البعض يحاول الآن استباحة دم «الرشيد» وبالتزامن مع المطالبة بكشف حقيقة اغتيال «الرفيق» فان في ذلك هدراً لدم كل من الرئيسين كرامي والحريري معا، وطعنة دامية تتجدد في قلب كل منهما». وتساءل: «هل يُعقل ان يطالب احد عائلة الشهيد الرئيس رفيق الحريري بان تُحجب الحقيقة وان تتغاضى عن قتلته وعن جريمة اغتياله.. وهل يرضى نواب كتلة بيروت (التي كان يرأسها الحريري) ان يتم تجاوز دم الشهيدين رفيق الحريري وباسل فليحان وان يُنحرا مرة ثانية بالعفو عن قتلتهما.. وهل من الحكمة ان يكون هدر دم «الرشيد» مقدمة لاستباحة دم «الرفيق» وتحت ستار مقولات سياسية لا تمت الى الواقع بصلة..».

وتوجه كرامي الى النائب مروان حمادة الذي يعد احد ابرز المطالبين بالعفو عن جعجع قائلا: «اما عن معالي الصديق الوزير مروان حمادة الذي حمدنا ونحمد الله على نجاته من الجريمة فاننا اذ نقف معه بما يطالب به حول ضرورة جلاء حقيقة محاولة اغتياله والاقتصاص من المجرمين، فاننا نعلم بالتأكيد ان دم «الرشيد» عزيز عليه بعد ان اعلن تكرارا ان الارادة التي صممت عملية الاغتيال هدفت الى اكثر من اسقاط الراحل الكبير ـ الى القضاء على الوطن ووحدة ابنائه..». واكد كرامي: «ان جريمة اغتيال الشهيد «الرشيد» حقيقة مكشوفة ولا تستطيع اي جهة تغييبها، فلا تزكوا الانتخابات بدماء الشهداء ولا ترووها بالافراج عن قتلتهم».