الزوايا القرآنية الجزائرية تستجيب لطلب بوتفليقة وتعبر عن دعمها لمشروع «المصالحة»

TT

أعلن فقهاء وشيوخ الزوايا القرآنية في الجزائر دعمهم لمشروع «المصالحة والعفو الشامل» الذي يسعى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى تحقيقه لمعالجة الأزمة الأمنية. وكان الرئيس قد وجه «نداء استغاثة» إلى علماء الدين هؤلاء مشتكيا من عراقيل تحول دون تجسيد مشروع المصالحة.

واجتمع أبرز شيوخ الدين المعروفين في الأوساط الرسمية، ورؤساء الزوايا الذين يحظون باحترام كبير في المجتمع، مساء أول من أمس بالضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية بمناسبة اختتام ملتقى لحفظ القرآن الكريم، وخرجوا في نهاية الاجتماع بتوصيات تدعو إلى الانخراط الميداني في ديناميكية المصالحة والعفو الشامل، عن طريق إقناع الجزائريين بـ «ضرورة الصفح عن المتورطين في جرائم القتل والاغتصاب والاختطاف».

وأشرف على لقاء الفقهاء والمشايخ الذين يمثلون 140 زاوية قرآنية، وزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله وبحضور سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين في الجزائر. وقال الوزير غلام الله لـ «الشرق الأوسط» في حديث جانبي: «يرى المشايخ أن المصالحة أمر رباني منصوص عليه في القرآن الكريم». وأضاف أن لدى كل شيخ زاوية أتباعا كثيرين سيشرعون قريبا في حملة تحسيسية لدفع الجزائريين لقبول فكرة العفو والصفح عن المتورطين في الأزمة الأمنية، وسيكون ذلك حسب ذات المصدر، عن طريق ندوات وحفلات دينية وعمليات اتصال مباشر مع الناس. ووصف غلام الله الزوايا القرآنية ومشايخ الدين بـ «قاعدة المجتمع»، وأشار إلى استعداد أكبر الزوايا لتفعيل المصالحة والعفو، مثل الطرق «التيجانية» و«الرحمانية» و«القادرية». ونفى وزير الشؤون الدينية في حديثه لـ «الشرق الأوسط» أن تكون السلطات أعطت توجيهات الى أئمة المساجد للترويج لمشروع المصالحة في خطب الجمعة والدروس التي يلقونها بين الصلوات الخمس.

ودعا الفقهاء وشيوخ الزوايا في بيان إلى «غرس ثقافة التسامح سواء في المنظومة التربوية أو الإعلامية أو في دور الشباب» والى «ضرورة إبراز دواعي المصالحة والوئام». وطلب البيان من «العلماء والمفكرين والمثقفين الإسهام في تحقيق المصالحة». وأشار البيان الى أن الترويج للمشروع سيكون بـ «الملتقيات التحسيسية ليتمكن كل جزائري وجزائرية من القيام بدوره في تحقيق المصالحة».

ودعا غلام الله من جهته إلى «العفو عند المقدرة»، قائلا ان «ما عند الله أحسن»، في رسالة واضحة إلى قطاع من المتضررين من الأزمة الذين يرفضون مبدأ «عفا الله عما سلف» ويتمسكون بالمطالبة بمعاقبة الضالعين في قتل وخطف ذويهم.

ومن جهته، دعا رئيس «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين» الشيخ عبد الرحمن شيبان «عقلاء البلاد إلى ترقية المصالحة وحماية وحدة الشعب الجزائري». وقال في تجمع بجنوب البلاد أول من أمس، ان مشروع بوتفليقة «فرصة لبناء مجتمع قوي».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر رسمي، أن أعضاء حكومة أحمد أويحيى سيخرجون قريبا إلى الميدان بهدف الترويج لمشروع المصالحة، تمهيداً لعملية الاستفتاء حول العفو الشامل الذي لم يعلن عن موعده بعد.

وكان الرئيس بوتفليقة قد عبر، في افتتاح ملتقى حفظ القرآن يوم الاثنين الماضي، عن تذمره من عرقلة مشروع المصالحة، لكن من دون ان يكشف عن الجهات التي تعترض المشروع. وكان الرئيس بوتفليقة قد حصل على دعم كبير من الزوايا الدينية في الانتخابات الرئاسية التي جرت عامي 1999 و2004 .