باكستان: إحباط مخطط جديد لاغتيال مشرف والكشف عن عربي «مهم» اعتقل مع المسؤول الثالث في «القاعدة»

أميركيون يشاركون في التحقيق مع أبو الفرج الليبي ورفيقه المرصودة لرأسه ملايين الدولارات

TT

اعلنت مصادر امنية باكستانية عن احباط مخطط جديد لتنظيم «القاعدة» لاغتيال الرئيس الباكستاني برويز مشرف، في وقت افيد فيه ان عنصراً عربياً مهماً في تنظيم «القاعدة» اعتقل ايضاً مع ابو الفرج الليبي، المسؤول الثالث في شبكة اسامة بن لادن، والذي القي القبض عليه الاثنين الماضي ويشارك في التحقيق معه الآن أميركيون.

وقال مسؤولون أمنيون انه تم توقيف سبعة اشخاص في عمليات دهم في وسط ولاية البنجاب في نهاية ابريل (نيسان) الماضي قبل اسبوع من اعتقال ابو الفرج في شمال غربي البلاد. واوضحوا ان من بين من القي القبض عليهم الباكستاني مشتاق احمد، ضابط سلاح الجو الباكستاني الذي فر من السجن في نهاية السنة الماضية بعد الحكم عليه بالإعدام لضلوعه في محاولة قتل مشرف عام 2003. وقال مسؤول في الاستخبارات: «في البدء قبضنا على العصابة التي كانت تخطط لهجوم جديد على مشرف، ثم بعد اسبوع قبضنا على عربيين; أحدهما الليبي»، مشيراً الى ان المجموعة كانت بقيادة باكستاني مرتبط بـ«القاعدة» حدد اسمه بمحمد إرشاد، وهو مقرب من ابو الفرج.

وقال المسؤول الكبير في اجهزة الاستخبارات ان «المجموعة خططت لاعتداء جديد على الرئيس مشرف في اسلام آباد او روالبندي (حيث مقر الجيش ومقر الجنرال مشرف)، وقد جمعوا متفجرات وبعض المواد وكانوا سيستخدمون طريقة جديدة». وتابع ان «مشتاق احمد كان عنصرا اساسيا في المجموعة ونحن نعلم ان قائد المجموعة كان على اتصال مع ابو الفرج». و«بناء على هذه المعلومات تم ضبط المتفجرات وكل المواد التي كانوا يعتزمون استخدامها». وكان إرشاد مقاتلا سابقا في افغانستان وقد اعتقل لدى سقوط نظام طالبان في خريف عام 2001، وافرج عنه عام 2003 فانتقل الى باكستان، بحسب ما تقول اجهزة الاستخبارات الباكستانية. وقد حكم غيابيا بالإعدام على مشتاق احمد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتهمة المشاركة في عملية تفجير في ديسمبر(كانون الأول) 2003 استهدفت الرئيس مشرف في روالبندي. ويُعتقد ان الضابط السابق في سلاح الجو الباكستاني كان عضواً في مجموعة «جيش محمد» المحظورة والمتخصصة في القتال ضد الوجود الهندي في اقليم كشمير المقسم والمتنازع عليه بين باكستان والهند.

وقد فر مشتاق احمد، 26 عاما، من السجن بعد ايام من صدور الحكم عليه. واعلنت السلطات الباكستانية اول من امس انها القت القبض عليه مجددا الاسبوع الماضي اثناء توجهه في حافلة من لاهور (شرق) الى اسلام آباد. واشار مسؤولون باكستانيون الى ان توقيف مشتاق احمد قد يكون قدم خيوطا سمحت بتوقيف ابو الفرج بعد بضعة ايام، من دون ان يؤكدوا ذلك.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز امس ان التحقيقات مع ابو الفرج الليبي «تسير بشكل جيد»، وذلك في رده على سؤال طرح عليه حول مدى تجاوب قيادي «القاعدة» مع المحققين. واضاف عزيز من كوالالمبور التي يزورها: «انه مسؤول مهم في القاعدة وسنتخذ تدابير اضافية لتوقيف مزيد من الاشخاص عبر المعلومات التي سنحصل عليها منه». واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني انه من «المبكر» القول ما اذا كان ابو الفرج سيسلم الى الولايات المتحدة بينما يلاحقه القضاء الباكستاني بتهمة محاولة اغتيال الرئيس مشرف في ديسمبر (كانون الاول) 2003. واضاف: «عندما تنتهي التحقيقات سنقرر ما سنفعله. وكل ما سنكتشفه في هذه التحقيقات سنتقاسمه مع أصدقائنا». ولدى سؤاله عما اذا كانت المعلومات المحتمل ان يقدمها ابو الفرج ستقود الى بن لادن، قال عزيز: «ليست لدينا أي فكرة عن بن لادن، لكن بالتأكيد السيد الليبي عضو كبير في القاعدة وكنا نبحث عنه منذ فترة والتحقيقات في تقدم». ولم يحدد عزيز ما اذا كان ابو الفرج سيحال الى القضاء الباكستاني.

واكد مسؤولون استخباراتيون ان «الاستخبارات الاميركية لعبت دوراً» في تحديد مكان ابو الفرج، مضيفين ان استجواب قيادي «القاعدة» يجري تحت اشراف «فريق اميركي ـ باكستاني مشترك».

وقالت مصادر استخباراتية ان عضواً مهماً في «القاعدة» مرصودة لرأسه ملايين الدولارات قد اعتقل مع ابو الفرج، ويجري استجوابه الآن من قبل محققين اميركيين وباكستانيين. ولم يمكن التأكد مما اذا كان هذا الشخص المرصود لرأسه ملايين الدولارات هو العربي الذي اعلن عن اعتقاله مع ابو الفرج.

وبدوره، افاد مسؤول بارز في الجيش الاميركي ان بن لادن سيشعر بالقلق بشأن أمنه بعد اعتقال ابو الفرج. وقال اللفتنانت جنرال جيمس كوناواي اول من امس في واشنطن: «يجب أن يكون ذلك بمثابة رسالة قوية إلى بن لادن وأتباعه بأنهم لن ينعموا بالسلام طالما أن الحرب الحالية ضد الإرهاب مستمرة في البحث عنهم وعن رفاقهم». وتابع كوناواي مدير العمليات في قيادة الأركان المشتركة: «سنتعقبكم إلى ان نعتقلكم او نقتلكم إذا قاومتم».