«فتح» تفوز بـ 43 دائرة و«حماس» بـ 37 في المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية

الزهار: ربحنا في الدوائر ذات الثقل السكاني و الإفرنجي: لا يمكن القول إننا خسرنا الانتخابات

TT

أدعت كل من حركتي «فتح» و «حماس» الفوز في المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية التي جرت أول من امس في 84 دائرة انتخابية في الضفة الغربية قطاع غزة، وفاقت نسبة المشاركة فيها الـ 80 بالمائة.

واشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بـ«الديمقراطية الفلسطينية» وذلك خلال تعقيبه على انتهاء المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية. وقال «أثبت شعبنا أن بإمكانه إعطاء الدروس والعبر في ممارسة الديمقراطية». واضاف في حديثه امام مجموعة من عناصر «فتح» في باحة مقر الرئاسة في رام الله «أحيي في شعبنا هذه الصحوة الوطنية، التي يمارس فيها كل موطن حقه بشكل حر وديمقراطي». واشاد ابو مازن بالدور الذي لعبته المرأة الفلسطينية التي شاركت في الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً. وجرت الانتخابات اول من امس في 76 بلدية بالضفة و8 بلديات في القطاع لانتخاب 906 اعضاء مجلس محلي من اصل 2519 مرشحاً، من بينهم 399 امراة. وفي الوقت الذي اكدت فيه لجنة الانتخابات المركزية أن النتائج الرسمية للانتخابات ستعلن غداً ادعت «فتح» أنها فازت باثنتين واربعين دائرة انتخابية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما زعمت «حماس» أنها فازت بـ 37 دائرة من اصل 74 دائرة شاركت فيها.

ويبقى الأمر المؤكد أن الدوائر التي فازت بها «حماس» تضم ثلثي الذين يحق لهم الانتخاب في هذه الانتخابات، اذ فازت بثلاث من الدوائر الكبيرة في الضفة والقطاع، وهي مدينة رفح في جنوب القطاع التي يفوق عدد الناخبين فيها مجموع الناخبين في الدوائر الانتخابية الأخرى بعشرين الف صوت، وقلقيلية شمال غربي الضففة وسعير جنوب الضفة.

وحصدت قائمة «حماس» 11 مقعداً من اصل خمسة عشر في رفح التي تعتبر ثالث اكبر مدينة في قطاع غزة واكبر مدينة جرت فيها الانتخابات في الضفة والقطاع. وفي هذا الصدد تطالب حركة «فتح» باعادة عد الاصوات هناك.

وحققت «حماس» فوزاً غير متوقع في مدينة قلقيلية التي تعتبر من أهم المعاقل التقليدية لـ «فتح» في منطقة شمال الضفة، وحصلت على جميع مقاعد المجلس. وحصل الشيخ وجيه نزال المعتقل في السجون الاسرائيلية على أعلى الأصوات. وفازت «حماس» بالمجلس البلدي في مدينة سعير، في محافظة الخليل، مسقط رأس العديد من قيادات «فتح»، من بينهم عباس زكي عضو اللجنة المركزية للحركة.

الى ذلك قال الدكتور محمود الزهار ابرز قياديي «حماس» في القطاع في مؤتمر صحافي عقده في غزة إن حركته شاركت في 74 دائرة انتخابية من اصل 84 جرت فيها الانتخابات. واضاف الزهار أن حركة «حماس» فازت بـ 37 دائرة، خاصة ذات الثقل السكاني الكبير مثل مدينة رفح وقلقيلية ومخيم البريج في وسط غزة. واكد ان «حماس» فازت في ثلاث دوائر انتخابية من أصل ثمان جرت فيها الانتخابات في قطاع غزة وهي مدينة رفح ومخيم البريج وبلدة «المغراقة»، وهذه الدوائر الثلاث لوحدها تضم 71 بالمائة من اصحاب حق الاقتراع في القطاع في المرحلة الثانية من الانتخابات، على حد قوله. واضاف الزهار ان «حماس» فازت في التجمعات السكانية الكبيرة في الضفة الغربية ايضا مثل قلقيلية وسعير وتل وسيلة الحارثية وسيلة الظهر وقطنة وبرقين وفرعون وعتيل وعقابة جماعين حوارة وبرقين وعطارة وجيوس وبدرس وخربة المصباح ودير ابو مشعل، في حين فازت الحركة بخمسة من سبعة مقاعد خاصة بالمسلمين في مدينة بيت لحم. واشار الى ان حركته فازت في سبع دوائر اخرى بالتحالف مع المستقلين وممثلي اليسار. واوضح ان بعض عناصر «حماس» في الضفة ترشحوا في الانتخابات كمستقلين تجنباً للملاحقات الأمنية من قبل قوات الاحتلال.

واعتبر الزهار ان فوز حركته في رفح ذو دلالة خاصة، حيث ان هذه المدينة تعرضت اكثر من غيرها من المدن والتجمعات السكانية في الضفة والقطاع لاكبر حملة قمع وتدمير للمنازل على ايدي جنود الاحتلال. وقال ان نجاح حركته في رفح تحديداً هو تصويت لـ «خيار المقاومة». وشدد الزهار على ان التقدم الذي حققته الحركة في هذه المرحلة يفوق ما حققته في الجولة الاولى من الانتخابات. ورفض الزهار الخوض في توقعات حول نتائج الانتخابات التشريعية قائلاً «نحن لم نقل اننا سنحصل على اغلبية او اقلية نحن قلنا نحن نقبل بنتائج الانتخابات سواء كنا فيها اغلبية او اقليلة».

من ناحيته قال عبد الله الافرنجي عضو اللجنة المركزية لـ «فتح» في مؤتمر صحافي عقده في غزة ان حركته فازت في 37 دائرة انتخابية في الضفة وخمس دوائر في غزة. وعزا الافرنجي الاعلان المتسرع لحركته عن الفوز في رفح والبريج في قطاع غزة بالمزاج السائد. ولمح الافرنجي الى ان حركته تؤيد تأجيل الانتخابات التشريعية المقبلة التي من المقرر ان تجرى في 17 يوليو (تموز) المقبل، بسبب تزامنها مع تنفيذ خطة فك الارتباط التي ستنفذها في النصف الثاني من اغسطس (اب) المقبل. واضاف الافرنجي ان بالامكان تأجيل الانتخابات التشريعية من اجل توفير الظروف اللازمة لتنفيذ خطة فك الارتباط.

من ناحية ثانية قدم امين سر «فتح» في مدينة بيت لحم استقالته صباح امس على خلفية تراجع مرشحي الحركة امام مرشحي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من بين المسيحيين. وبرر عبد الله ابو حديد قراره بالاستقالة بـ «الفاجعة التي منيت بها فتح»، مشيراً إلى ان حركته تفتتت بسبب تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة. واثر الانتخابات فان بامكان تحالف بين مرشحي «حماس» والجبهة الشعبية تحقيق الاغلبية في المجلس البلدي في المدينة.

الى ذلك فاز تحالف اليسار باربع دوائر انتخابية، فيما فازت الجبهة الديمقراطية في بلدة السواحرة الشرقية ـ قضاء القدس المحتلة.