رئيس «الشاباك» يشبّه الفلسطينيين بـ«النازيين »

TT

في أول مظاهرة من نوعها منذ عدة سنوات، خرج مئات النشطاء اليهود من معسكر السلام الى شوارع تل أبيب، الليلة قبل الماضية، ينددون بقتل الفتيين الفلسطينيين كامل وعدي عيسى. وكان رئيس المخابرات الاسرائيلية العامة (الشاباك)، آفي ديختر، قد شبه الفلسطينيين بالنازيين، فرد عليه المتظاهرون بالقول ان الجيش الاسرائيلي ومخابرات ديختر هم قتلة أطفال.

يذكر ان اسرائيل أحيت يومي أمس وأول من امس ذكرى ضحايا النازية في زمن الحرب العالمية الثانية. وخطب ديختر في أحد هذه الاحتفالات، فلم يتورع عن تشبيه الفلسطينيين بالنازيين. فقال «هم أيضا يريدون ابادة اليهود. فيقتلون أطفالنا ونساءنا بدم بارد». وفي المساء نفسه، كانت منظمات حقوق الانسان في اسرائيل نفسها قد انتهت من التحقيق في حادث قتل الصبيين الفلسطينيين في قرية بيت لقيا، غرب رام الله، مساء يوم الأربعاء الماضي. وكما قال يونتان بولاك، رئيس منظمة «فوضويون ضد الجدار»، فان رجال الجيش الاسرائيلي داهموا مئات الشبان الفلسطينيين المتظاهرين في تلك القرية ضد اقامة الجدار، بدعوى انهم أصابوا أحد الجنود بالجراح. فقرروا الانتقام منهم بإعدام الصبيين. وأطلقوا الرصاص القاتل على كامل عاصي، 14 عاما، بينما أصيب ابن عمه، عدي، 15 عاما، في منطقة الحوض. وعندما حضرت سيارة الاسعاف لنقله الى المستشفى، تم تأخيرها عند حاجز عسكري أكثر من ربع ساعة، كان عدي خلالها ينزف ففارق الحياة قبل ان يصل الى المستشفى. وقال بولاك في المظاهرة التي نظمت أمام مكاتب وزارة الدفاع في تل أبيب، «ان أمورا فظيعة ترتكب ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة، لم يعد ممكنا السكوت عنها، خصوصا الآن، وأصبح واضحا للعالم أجمع ان الرئيس الفلسطيني الجديد، محمود عباس (ابو مازن)، معني بإنهاء الصراع والتوصل الى سلام يضع حدا لسفك الدماء، وهو يدير سياسة جديدة تفضي الى الاصلاح والديمقراطية والهدوء الأمني المطلق». وأضاف «لا تقولوا إننا لم نر ولم نسمع ولم نعرف، فالأمور واضحة للغاية. وكل ما يرتكب هناك، انما يرتكب باسم كل واحد فينا. لقد حان الوقت لأن ننطق ونتحرك». وتكلم في المظاهرة النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي، محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فقال انه في يوم إحياء ذكرى ضحايا الكارثة اليهودية الكبرى، يحذر اسرائيل من ان تصنع كارثة صغرى للشعب الفلسطيني. فهناك قتل يومي في صفوف هذا الشعب، يستهدف نسف أي أمل في استئناف العملية السلمية وإعادة تفجير الوضع من جديد. وتساءل ما المصلحة اليوم في مثل هذه الجرائم؟. ومن المسؤول عنها؟ وهل هي منظمة من أطراف معادية للمسيرة السلمية تتربع على قمة الهرم في بعض المؤسسات الأمنية الاسرائيلية؟ واشار النائب بركة الى ان هذه المشاركة الكبيرة نسبيا في المظاهرة تشير الى يقظة مهمة ومباركة لحركة السلام الراديكالية في اسرائيل. وهذا بحد ذاته أمر بالغ الأهمية. وانطلق المتظاهرون الى الشوارع وهم يحملون شعارات تقول «جيش الدفاع الإسرائيلي قاتل الأطفال» و«نريد العدالة مع القتلة» و«لا نريد الحرب». وانتقلوا الى شارعين مركزيين في تل أبيب هما ايبن جبيرول وديزنغوف، قاصدين الوصول الى مقر حزب الليكود. عندها هاجمتهم الشرطة وفرقتهم بالقوة واعتقلت ستة منهم على ذمة التحقيق بتهمة قيادة مظاهرة غير قانونية وعرقلة حركة السير. يذكر ان قيادة الجيش اعلنت انها بدأت التحقيق في حادثة موت الصبيين الفلسطينيين، وان قائد لواء المركز في الجيش الاسرائيلي أمر بوقف خدمة الضابط الذي أطلق الرصاص على الفتيين الى حين ينتهي التحقيق في القضية.