صبي فلسطيني رفض الوشاية بأقرانه فأطلق جندي إسرائيلي النار عليه

TT

دل تحقيق أجرته منظمة «بتسيلم» الاسرائيلية، المهتمة بحقوق الانسان الفلسطيني تحت نير الاحتلال، على ان الصبي الفلسطيني احمد طه صلاح، 14 عاما، الذي أصيب بجراح خطيرة في الأسبوع الماضي، من جراء اطلاق الرصاص عليه، لم يقترف أي ذنب وان «جريمته» الوحيدة، هي انه رفض الوشاية بأقرانه.

ونشرت هذه المنظمة رواية الصبي ووالده وما جرى لهما في تلك الحادثة، وكشفت ان ضابطا في الجيش استدعى الوالد، طه صلاح، 41 عاما، واعتذر له عن الحادثة وعزاها الى «وجود جنود مهوسين عندنا مثلما يوجد عندكم مسلحون مهوسون».

واتضح من الروايتين ان مجموعة من الجنود داهمت حانوتا في قرية الخضر في قضاء بيت لحم في الأسبوع الماضي، وطلبت من صاحبه ان يخرج الأولاد الذين تجمعوا لديه. وقال الصبي أحمد «كنت وعدد من الأولاد نشتري البوظة (آيس كريم). فأمسك بي أحد الجنود واقتادني الى الشارع الرئيسي خارج القرية وطلب مني ان أخبره بأسماء الأولاد الذين قذفوا الحجارة على الجنود. فقلت له انني لم أر أحدا يقذف الحجارة. فضربني وعاد بي الى القرية وأبقاني في سيارة الجيب العسكرية.

ويضيف الوالد «كنت في البيت عندما أخبروني ان الجيش احتجز ابني، فهرعت الى هناك ووجدته داخل السيارة، فسألته عما جرى، حسبت انه قذف الحجارة، فصفعته على وجهه على الفور، لأنني كنت قد حذرته من القيام بمثل هذا العمل. فردعني الضابط وهو يوبخني «لماذا تضربه، هو لم يقذف الحجارة؟ فسألته: اذن لماذا تحتجزونه؟ فأجاب: نريده فقط ان يدلنا على الأولاد الذين قذفوا الحجارة. فقلت له ألأنه لا يريد ان يكون واشيا عندكم تعتقلونه؟»، وصرخت في الولد ان ينزل من السيارة ولا يهتم، فهددني الضابط بالاعتقال ودفع غرامات باهظة على هذا التصرف. وبالفعل، خلال النقاش بيننا، تمكن الولد من الهرب. فاندفع الجنود وراءه وتفرقت الجموع وعدت الى المقهى. وما هي الا لحظات حتى جاءني الخبر بأنه مصاب.

ويقول الصبي: رحت أركض بكل عزمي هاربا باتجاه القرية وهم يركضون ورائي. ثم سمعت طلقات رصاص، فصرت أركض بطريقة لولبية حتى لا أصاب. لكنني شعرت بأن شيئا ما اخترق جسدي، فحاولت زيادة السرعة، ثم سقطت على الأرض خائر القوى. وأخذني جارنا الى المستشفى.

وقالت منظمة «بتسيلم»: ان هذه الحادثة تدل على مدى استهتار الجيش بحياة الفلسطينيين، خصوصا انهم لم يحققوا في القضية ولم يحاسبوا أحدا، فهم يحاسبون فقط اذا كان هناك قتيل، فهل كان يجب ان يموت الفتى حتى يحاسب المجرم؟