فلسطين وإسرائيل في مجلس العموم الجديد: أصدقاء عادوا وآخرون أوفياء غابوا

TT

لئن فقد الفلسطينيون بنتائج الانتخابات البريطانية أمس صديقتهم الوفية في مجلس العموم أونا كينغ، فإن الإسرائيليون تكبدوا خسارة فادحة بهزيمة الوزير ستيفن تويغ، غير أن الجانبين لا يفتقران إلى الأصدقاء في المجلس الجديد، إذ نجح عدد من المقربين من هذا الطرف أو ذاك، في الاحتفاظ بمقاعدهم بعد منافسة حامية كادت تطيح بهم.

وتويغ، الذي انضم إلى الحكومة بعد الانتصار العمالي الساحق في انتخابات 2001، كان آخر منصب له وزير دولة لشؤون التعليم. وقبل ذلك لعب النائب الشاب دوراً بارزاً في اللوبي المؤيد للدولة اليهودية، إذ ترأس «جمعية أصدقاء إسرائيل في حزب العمال» لسنوات. كما دعمها من موقعه القيادي في اتحاد الطلاب حين كان في الجامعة. وهو بات مشهوراً بين ليلة وضحاها حين انتزع دائرة إنفيلد في انتخابات 1997 من مايكل بورتيللو، وزير الدفاع الأسبق في حكومة جون ميجور المحافظة. ولا بد أن ملايين البريطانيين دهشوا للغاية حين شاهدوا وجه الشاب المجهول يلمع ببريق النصر لحظة الإعلان الشهيرة عن انتصاره بأغلبية 1433 صوتاً على أحد أركان حزب المحافظين. ومع أنه نجح برفع أغلبيته في انتخابات 2001 إلى 5500، فإن مرشحاً محافظاً انتقم منه لبورتيللو.

بيد أن ايفور لويس، وزير الدولة لشؤون التعليم أيضاً، الذي تعاون مع تويغ قبل توزيرهما لدعم الدولة اليهودية، قد احتفظ بمقعده. كما أن عدداً من النواب البارزين في اللوبي الإسرائيلي، مثل العماليين آندرو ديزمور (هندون) ومايك غيبس (ايلفورد ساوث)، عادوا إلى المجلس. وفي المقابل، احتفظ النائب العمالي ريتشارد بيردن، وهو رئيس جمعية صداقة برلمانية بريطانية ـ فلسطينية، بمقعده عن دائرة بيرمنغهام نورثفيلد بوسط انجلترا. وكان من المتوقع أن يواجه صعوبات حقيقية في العودة إلى مجلس العموم، لا سيما أن مصنعاً لسيارات «روفر» أغلق قبل أسابيع قليلة في منطقته، الأمر الذي هدد بإبعاد آلاف العمال المسرحين الناقمين على الحزب الحاكم عن بيردن. وسيمكنه الفوز من الاستمرار بتسليط الضوء على الإجحاف الذي يعاني منه الفلسطينيون تحت الاحتلال، كما دأب في الدورة البرلمانية الماضية. واللافت أن العمالية فيليس ستاركي، التي سبقت بيردن على رأس جمعية الصداقة ذاتها، احتفظت بمقعدها المهدد عن دائرة ميلتون كينيز رغم الصعوبات التي اعترضتها ايضاً. غير أن الأستاذة الجامعية السابقة لم تعد قادرة على إثارة المسائل الفلسطينينة منذ تعيينها قبل أربع سنوات سكرتيرة برلمانية لوزير الدولة للشؤون الخارجية دينيس ماكشين. وعدا هذه وذاك، بقي النواب العماليون المؤيديون للفلسطينيون، من أعضاء «زمرة المشاغبين»، مثل جيرمي كوربين أو غيرهم كجيرالد كوفمان، في البرلمان.