مؤسسات استطلاع الرأي البريطانية حالفها الحظ هذه المرة

TT

في آتون المعارك الانتخابية في الغرب يبرز نجم استطلاعات الرأي. والحملة التي شهدتها بريطانيا في الأسابيع الأربعة الاخيرة ليست استثناءً. فقد تناقل الناس انباء الاستطلاعات يومياً، ولم يكف السياسيون والمعلقون عن الاستشهاد بها لدعم هذا الرأي أو ذاك. والمفارقة ان الجميع يدركون ان نتائجها اشتملت على قدر من التضليل في دورات انتخابية ماضية، لكنهم لا يستطيعون تجاهلها خصوصاً عندما تحمل لهم أخبارا حسنة. لكن على خلاف العادة، أثبت استطلاع الرأي الختامي الذي شمل حوالي 19 الف ناخب بريطاني فور خروجهم من مراكز الاقتراع دقته، إذ كانت النتائج النهاية متقاربة للغاية مع الأرقام الواردة في الاستطلاع الذي خلص الى فوز العمال بـ356 مقعداً، مما سيعطيهم اغلبية 66 مقعداً، في الوقت الذي منح المحافظين 209 مقاعد والديمقراطيين الأحرار 53 مقعداً. يُشار الى ان المرجح حالياً هو حصول المحافظين على اقل من 200 مقعد والأحرار على اكثر من 60 مقعداً. أما اغلبية العمال فستكون على الأكثر بين 60 و70 مقعداً. يُشار الى ان استطلاعاً ختامياً مماثلاً في انتخابات عام 1992، تكهن بفوز عمالي، لكن لم تنقض ساعات قليلة حتى تأكد فوز المحافظين. ولعل انتخابات 1990 أهم مثال يشار اليه لدى الحديث عن اخفاق شركات استطلاع الرأي بالتنبؤ بالنتائج المحتملة. فقد أكدت نتائج الاستطلاعات وقتذاك ان الزعيم العمالي نيل كينوك سيحقق فوزاً معقولاً على خصمه المحافظ جون ميجور. لكن لم يطل الوقت بعد اغلاق صناديق الاقتراع في العاشرة ليلاً حسب العادة، حتى بدأت النتائج الاولى تشير بوضوح الى هزيمة العمال التي لم تكن متوقعة. لكن ما هي المؤسسات التي تتعاطى تجارة التكهنات هذه في بريطانيا؟

* نوب: تأسست في 1957، وتنشر نتائج استطلاعاتها في صحيفة «اندبندنت». وهي تتبع اسلوب الاتصال الهاتفي بألف شخص عادة تختارهم عشوائياً لتطرح عليهم الاسئلة المطلوبة. أما سجلها فيدل الى خطأ توقعاتها بنسبة 3.5% في انتخابات 2001، و4.1% في دورة 1997، و4.1% في 1992.

* موري: انشئت في 1969، وتظهر نتائجها في صحيفتي «فايننشال تايمز» و«الصن» الشعبية. والمؤسسة هي الوحيدة التي توجه اسئلتها وجهاً لوجه الى 2000 شخص في مواقع مختلفة. وسجلها يشير الى ان توقعاتها جاءت مخطئة بنسبة 2.2% في انتخابات 2001، و2.8% في 1997، و3.4% عام 1992.

* آ.سي.إم: تاسست في 1984 وتقوم بالاستطلاعات لصالح صحف «الغارديان» و«الديلي ميرور» و«صنداي تلغراف». وتطرح اسئلتها هاتفياً عادة على ألف بيت يتم انتقاؤهم عشوائياً. وقد كانت استطلاعاتها الاقرب الى النتائج النهائية بين الاستطلاعات كلها في انتخابات 1997 و2001، إذ كانت نسبة الخطأ لديها في المرة الاولى 6%. وفي الثانية 1.2%.

* يو غوف: أسست عام 2001، وهي الوحيدة بين شركات استطلاع الرأي التي تعتمد الإنترنت وسيلة للتواصل مع الالفي شخص الذين يجيبون على اسئلتها. وتنشر «الديلي تلغراف» نتائجها. وقد اخطأت في 2001 بنسبة 1%.

* بوبيلوس: أنشئت في 2002، و تظهر نتائجها في صحيفة «التايمز». وتطرح اسئلتها هاتفياً على 1500 منزل يتم اختيارهم كيفما اتفق. لم تكن موجودة في الانتخابات الاخيرة في 2001، بيد ان الاستطلاعات التي أجرتها حتى الآن بخصوص الانتخابات الراهنة تدل انها كانت أشد رأفة بالمحافظين من كافة الشركات الاخرى.

* كوميونيكيت ريسيرتش: أقيمت في 2003، وتنشر صحيفة «الاندبندنت أون صنداي» نتائجها. وتستطلع آراء 1000 منزل.