50 زعيم دولة يشاركون في احتفالات روسيا بذكرى النصر وسط إجراءات أمنية مشددة في الساحة الحمراء والمناطق المجاورة

TT

شددت السلطات الأمنية في موسكو من إجراءاتها استعداداً لاستقبال حوالي 50 زعيم دولة سيشاركون في الاحتفالات بذكرى النصر على الفاشية في الحرب العالمية الثانية والتي ستجرى في الساحة الحمراء غداً الاحد وبعد غد الاثنين. وحظر على المواطنين الاقتراب من قلب المدينة والساحة الحمراء والمناطق المتاخمة للكرملين باستثناء حاملي التصاريح الخاصة. وفي الوقت نفسه تدفق الاف من القوات الخاصة على العاصمة وضواحيها لضمان الأمن فيها بينما تربض على مقربة الطائرات والمقاتلات لحماية سماء هذه المناطق على نحو لم يسبق له مثيل في تاريخ هذا المكان. وربطت اوساط اعلامية وسياسية في موسكو بين تصريح الرئيس جورج بوش اخيراً عن ان لديه رسالة واحدة الى كل دول البلطيق وروسيا على حد سواء، وتتعلق بموضوع الديمقراطية في هذه الدول، وبين حرصه على ان يستبق زيارته لموسكو غداً، بزيارة لاتفيا التي وصل اليها مساء أمس حيث سيلتقي فيها رؤساء بلدان البلطيق الذين رفضوا المشاركة في احتفالات موسكو مطالبين باعتذارها عن احتلالها لبلدانهم لما يزيد عن الخمسين عاماً. كما لاحظت الاوساط نفسها ان بوش سيزور عقب لقاءاته في موسكو، جورجيا التي استهلت مرحلة الثورات البرتقالية وتسعى جاهدة مع آخرين من بلدان الاتحاد السوفياتي السابق نحو الانضمام الى حلف شمال الاطلسي «الناتو» والاتحاد الاوروبي. وفي ضوء مثل هذه الصورة، فسر مراقبون حرص موسكو على حشد كل الجهود والقدرات لتخليد هذه المناسبة التاريخية ومنها دعوة ما يزيد عن خمسين من رؤساء كبريات الدول وفي مقدمهم رؤساء وزعماء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين الى جانب عدد من الرؤساء السابقين، ولعله من الغريب في هذا الصدد ان يظهر بين هؤلاء موشيه قصاب رئيس اسرائيل التي لم تكن قد ظهرت الى الوجود بعد ابان سنوات تحقيق النصر على الفاشية، وذلك في وقت اغفلت موسكو دعوة رؤساء بلدان عربية مثل مصر التي شاركت في الحرب من خلال تحالفها مع بريطانيا وشهدت اراضيها في العلمين الموقعة التاريخية بين المارشال مونتيجومري وخصمه الالماني روميل، وكانت نقطة انعطاف في الحرب خارج حدود القارة الاوروبية، بل وحرصت على اقامة العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفياتي خلال سنوات الحرب تأكيدا من جانبها على التحالف معه. احتفالات موسكو مناسبة تاريخية اعلنها الكرملين توقيتا للعديد من لقاءات القمة ومنها القمة الروسية الاميركية والاجتماعات ومنها اجتماع رؤساء بلدان منظومة الكومنولث واجتماع وزراء خارجية مجموعة الرباعي الدولي للبحث في القضايا المتعلقة بدفع عملية التسوية السلمية وتنفيذ خريطة الطريق في الشرق الاوسط الى جانب قمة روسيا ـ الاتحاد الاوروبي، ويعني ذلك اتساع رقعة اهتمامات موسكو على الصعيدين الاقليمي والدولي ومحاولة تأكيد عودتها الى ساحة السياسة العالمية من خلال علاقات نوعية جديدة مع كل اطراف المجتمع الدولي، ولذا كان من الطبيعي ان تحشد موسكو كل امكاناتها وجهودها الأمنية لضمان أمن ضيوفها وسلامتهم والحيلولة دون ان ينال من قدسية وجلال هذه المناسبة اية محاولات قد تٌقدم عليها القوى المناوئة لها.

من فصائل الارهاب الدولى وممثلي القوى الانفصالية التي طالما حظيت بدعم بعض كبار الضيوف ممن يشاركون في هذه الاحتفالات التاريخية.