الجيش الاميركي يقتل 6 من أنصار الزرقاوي على الحدود مع سورية

مقتل جنديين عراقيين ومسؤول حكومي في بغداد.. وعصيان الرمادي يتواصل

TT

قتل مسؤول رفيع المستوى في وزارة النقل والمواصلات العراقية مع سائقه أمس في بغداد على يد مسلحين مجهولين، حسب ما أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان «ثلاثة مسلحين مجهولين يستقلون حافلة صغيرة من طراز «كيا» كورية الصنع، فتحوا صباح أمس النار على زوبع ياسين خضير المعيني مدير عام تنفيذ المشاريع في وزارة النقل والمواصلات فاردوه قتيلا».

وأوضح ان «الحادث وقع في بداية شارع ستين في منطقة الدورة في جنوب بغداد». وأضاف ان «سائق المعيني الذي يدعى أحمد جاسم محمد قتل في الاعتداء أيضا».

وفي سامراء، قتل جنديان عراقيان وأصيب أربعة مدنيين بينهم طفل في انفجار سيارة مفخخة لدى مرور رتل عسكري أميركي ـ عراقي بالقرب من بيجي (200 كلم شمال بغداد)، حسبما أفاد مصدر في الشرطة العراقية.

وقال الضابط حسن صلاح من شرطة بيجي ان «سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت في دورية أميركية ـ عراقية مما أدى إلى مقتل جنديين عراقيين وإصابة أربعة مدنيين عراقيين بينهم طفل». وأوضح ان «الحادث وقع شمال المدينة بالقرب من مصفاة بيجي النفطية على الطريق العام الذي يربط بين بيجي والموصل». وأضاف صلاح ان «القوات الأميركية طوقت منطقة الحادث ومنعت من الوصول إليها وشوهدت وهي تقوم بنقل أجزاء من عربة هامفي».

وفي بغداد أعلن الجيش الاميركي في بيان أمس «مقتل ستة مسلحين» واعتقال 54 آخرين في سلسلة من المداهمات التي استهدفت أنصار المتطرف الأردني الجنسية أبو مصعب الزرقاوي بالقرب من القائم عند الحدود العراقية ـ السورية. وقال البيان ان «القوات المتعددة الجنسيات شنت أمس عمليات مداهمة شمال مدينة القائم قتلت خلالها ستة واعتقلت 54 آخرين» يشتبه في أنهم من مساعدي الزرقاوي.

وأوضح ان «القوات دمرت سيارات جاهزة للتفجير بالإضافة إلى مبنيين يحويان على كميات كبيرة من الصواريخ والمتفجرات والأسلحة والأعتدة ومصنع لمواد التفجير». وأكد البيان ان «الحملة امتدت إلى شمال القائم في منطقة قريبة من نهر الفرات، حيث وردت معلومات تشير إلى وجود مجموعة من مساعدي الزرقاوي مسؤول القاعدة الأول في العراق، مع مجموعة من المقاتلين الأجانب، انتقلوا أخيرا إلى هذه المنطقة».

وقال البيان ان «هؤلاء الإرهابيين كانوا يعملون على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال مهاجمة قوات التحالف وقوات الأمن العراقية، وإنشاء منازل آمنة لهم في المنطقة لتسهيل حركة الأجانب ونقل الأسلحة والأموال من سورية إلى العراق».

وكان الجنرال جون أبي زيد قائد القوات الأميركية في منطقة الخليج اتهم أخيرا سورية لتجاهلها المطالب الأميركية بمنع تسلل المقاتلين الأجانب عبر حدودها إلى العراق. وأعلنت القوات الأميركية مطلع هذا الأسبوع ان قواتها قتلت 12 عنصرا مقربا من الزرقاوي في مواجهات في مدينة القائم. وذكرت القوات الأميركية أخيرا أنها كادت تلقي القبض في العشرين من فبراير (شباط) الماضي على الزرقاوي، نفسه، المطلوب الأول لدى الأميركيين في حملة مداهمات قامت بها بين مدينتي هيت وحديثة في غرب العراق.

من جانب آخر أفاد بيان للقوات المتعددة الجنسيات ان «قوات الشرطة العراقية بالتعاون مع القوات السلفادورية والبولندية الأميركية، ألقت القبض على 17 مشتبها بالإرهاب في عملية مداهمة وتفتيش تمت أول من أمس في منطقة المشروع في محافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد)». أوضح البيان انه «تم خلال العملية مصادرة أسلحة وذخائر».

من جهة ثانية استجاب سكان مدينة الرمادي العراقية أمس لدعوة وجهها مجلس علماء الدين هناك، للقيام بإضراب عام ضد الوجود والممارسات العسكرية للقوات الأميركية التي تسيطر على الرمادي. وقال شهود عيان إن الإضراب أصاب الحياة في المدينة الواقعة على بعد 110 كيلومترات الى الغرب من مدينة بغداد بالشلل.

وقال الشهود ان أغلب سكان المدينة وبعض المناطق المجاورة في ناحيتي الجزيرة والتأميم استجابوا لدعوة أطلقها مجلس علماء الدين في الرمادي وأئمة وخطباء المساجد قبل أيام قلائل دعوا فيها سكان المدينة إلى الإضراب والعصيان المدني «يومي السبت والأحد»، للتعبير عن رفضهم للممارسات التي تقوم بها القوات الأميركية في محاصرة المدينة واحتجاجا على حملة الاعتقالات «العشوائية» التي طالت العديد من أبناء وأهالي المدينة.

وقال البيان الصادر عن مجلس علماء الدين في الرمادي والذي تم تعميمه في كل أرجاء المدينة «منذ ان جثم الاحتلال الاميركي على صدورنا وحتى يومنا هذا لم يبق للمعاني الفضيلة والشرف اية قيمة، وكانت ممارسات المحتل الباغي عنوانا لأهدافه غير المشروعة».

وأضاف البيان «فمن أعمال القتل اليومي إلى المداهمات والاعتقالات إلى زج الأحرار في غياهب المعتقلات.. وكان آخرها تقطيع أوصال المدينة وعزلها عن محيطها من خلال الحواجز التي أغلقت منافذها وأصابت الجميع بضرر شديد». وطالب البيان الأهالي بالتعبير عن رفضهم لهذه الممارسات» والعصيان المدني يومي السبت والأحد السابع والثامن من مايو (أيار).

وأوضح البيان ان المنطقة التي يشملها العصيان هي الحدود الإدارية لمدينة الرمادي وان كل «الدوائر الحكومية ستغلق أبوابها بما فيها الجامعات والمدارس عدا المستشفيات والمحال التجارية والخدمية والمطاعم داخل مركز المدينة وخارجه.. وعدم التجوال داخل المدينة وحتى بين المناطق.. إلا في الحالات الضرورية».

وطالب البيان أهالي المدينةf الالتزام «بهذا الواجب الديني والوطني من اجل تحقيق الإرادة الوطنية الرافضة لكل ممارسات الاحتلال»، مضيفا ان «من لا يلتزم بهذا العصيان فهو موال للاحتلال ومخططاته وممارساته الجبانة».

وفي تطور ذي صلة، قامت القوات الأميركية الموجودة في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار صباح أمس، وهو اليوم الثاني للعصيان، بالطلب من الأهالي عبر مكبرات الصوت بإنهاء العصيان وعدم الانصياع للمسلحين.

وقال شهود ان الدوريات الأميركية التي جابت شوارع المدينة التي بدت خاوية تماما من أي شخص ولليوم الثاني على التوالي، طالبت من خلال مكبرات الصوت «أهالي الرمادي الشرفاء بعدم الالتزام بالعصيان المدني وتفويت الفرصة على الإرهابيين للسيطرة عليكم». وأضاف ان القوات الأميركية دعت في بيانها الذي كان يلقيه شخص يتحدث العربية الأهالي إلى «ممارسة أعمالكم وان قوات الأمن والقوات المتعددة الجنسيات جاءت لتحريركم من الإرهابيين».

من جانب آخر قال عضو في المجلس البلدي لمحافظة الأنبار ان مجلس الحكم المحلي للمحافظة أقال المحافظ القديم فصال الكعود وعين رجا نواف المحلاوي بدلا منه. وقال محمد الدليمي عضو مجلس حكم محافظة الأنبار ان المجلس اتخذ هذه الخطوة بداية من الأسبوع الحالي بعد الاتهامات التي وجهت إلى الكعود بأنه كان سببا في المضايقات العسكرية التي قامت بها القوات الأميركية في المدينة والتي أدت إلى اعتقال آلاف من أهالي المدينة. وأضاف ان المحلاوي كان يشغل منصب قائم مقام مدينة القائم.