عون يؤكد طي صفحة الماضي مع حزب «القوات» ويعلن عن تبنيه «لعلاقة انفتاح» مع كل اللبنانيين

تلقى اتصالاً من بري والتقى موفداً لصفير ويستقبل وفداً من «حزب الله» اليوم

TT

في اول يوم له في لبنان، بعد 15 عاماً قضاها في منفاه الباريسي، التقى زعيم «التيار الوطن الحر» الجنرال ميشال عون، في منزله في محلة الرابية شمال بيروت امس، زوجة قائد «القوات اللبنانية» المحظورة، ستريدا سمير جعجع، التي اشتركت والعماد عون في توجيه الدعوة الى انصارهما لـ «طي صفحة الماضي، تأسيساً للحاضر والمستقبل في الاطار الواسع للمعارضة».

وقد زارت ستريدا العماد عون امس على رأس وفد من تيار «القوات» لتهنئته بالعودة. وتخللت الزيارة خلوة بينهما تحدثت بعدها ستريدا، فقالت: «جئنا اليوم باسم الحكيم (سمير جعجع) والقوات اللبنانية لنقول للجنرال: الحمد لله على السلامة، ولنؤكد طي صفحة الماضي نهائياً، ولنؤسس للحاضر والمستقبل بمعارضة واسعة تؤكد تضامنها خصوصاً بعد انتهاء مرحلة الوصاية».

ورد العماد عون بكلمة جاء فيها: «اؤكد على كلام السيدة ستريدا... واقول اليوم الكلام نفسه. وقد طوينا صفحة الماضي الذي نتذكره ونأخذ العبر ولا نرتكب الاخطاء، لأن من لا يتطلع الى الامام يقع في اول فخ ينصب له». واضاف: «من المؤكد ان هناك الغاماً سياسية كبيرة، لكن الاجواء تغيرت. ونطلب اليوم التحلي بالوعي والايجابية والابتعاد عن السلبية لرسم مستقبل مشرق. ونأمل ان يكون الحكيم معنا في اقرب وقت ممكن وسأحاول ان التقيه في السجن في اول فرصة ممكنة».

وبعد اللقاء جرى حوار مع الصحافيين علق فيه العماد عون على ما قاله عنه النائب وليد جنبلاط من انه «تسونامي»، فقال: «ان تسونامي هو اجتياح كبير كالطاقة الذرية يعبر عن قوى كبيرة يمكن ان تستعملها للتدمير او لإضاءة البشرية. فإذا اراد ان يتعاون معها ايجاباً فهذه فرصة وقوة لبناء لبنان. وإذا تعامل معها سلباً فهناك سلبيات كثيرة ستتحكم به».

ورداً على سؤال عن رؤيته للمرحلة المقبلة، قال: «علينا ان ننتظر الوقت لنحكم، فالشعب اللبناني يقرر بنفسه. هناك شباب جديد لديه كفاءات».

وعن علاقته بـ «حزب الله» قال عون: «انها علاقة انفتاح مع كل اللبنانيين. وهناك مواضيع اساسية وثوابت وطنية نحترمها. وهناك تنافس سياسي يمكن في اطاره ان تتحقق مصلحة البلد». واضاف: «في البلد تنوع واحتكاك فكري لا يمكننا بدونهما ان نعمر لبنان بذهنية حديثة، لان الديمقراطية هي احتكاك للافكار المختلفة لانتاج العمل الافضل».

وتعليقاً على ما جرى في جلسة مجلس النواب اول من امس قال عون: «برأيهم (النواب) انهم يعتمدون الاسلوب الديمقراطي لتصفية الحسابات. لكن هذه ليست اساليب ديمقراطية. فلا احد يمكنه ان يضغط على رئيس الجمهورية للاستقالة، فلينتظروا مجلس النواب الجديد، فإذا جاء في هذا الاتجاه يبحث الموضوع. لقد استنفدوا اليوم ولايتهم، ويأتوننا بقانون (انتخابي) غير صحيح لا يرضي احداً، خصوصاً ان جزءاً كبيراً منهم تلزمه محاكمة».

ورداً على ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن كشف محاولة لاغتياله اثناء وجوده في ساحة الشهداء قال عون: «سمعت ان شخصاً او اكثر كانوا مسلحين، لكن ليست لدي تفاصيل».

من جهة اخرى، تحدث عون، في تصريح لاحدى الاذاعات الخاصة، عن التغيير الذي يدعو اليه وعلى حساب من سيكون وعن التحالفات التي سيعقدها، فقال: «لن يكون التغيير على حساب احد. انه تحد للعصر. فإما ان نكون على مستوى العصر او لا نكون. لم تعد الاساليب القديمة تصلح اليوم». واضاف: «ان الناس ليسوا مستعدين ومجبرين على تأدية الضريبة كل 4 سنوات. وليسوا ضمن حصر الارث من الاب الى الابن. وهذه الافكار ليست موجهة ضد شخص او فئة».

وقد استقبل عون امس نواباً ومسؤولين حزبيين ووفوداً نقابية. ومن بين مهنئيه بالعودة السيدة صولانج الجميل، ارملة الرئيس الراحل بشير الجميل، التي اعتبرت «ان الفرحة ستكتمل بخروج الدكتور سمير جعجع (من السجن) وبالوحدة الوطنية التي بدأت مع انتفاضة الاستقلال في 14 مارس ـ آذار) الماضي.

وافادت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية اللبنانية ان عون سيستقبل قبل ظهر اليوم وفداً قيادياً من «حزب الله» لتهنئته بالعودة الى لبنان.

وقد رحب عدد كبير من الشخصيات النيابية والحزبية بعودة عون من منفاه. وقال النائب طلال ارسلان: «نتوسم خيراً بعودته». فيما امل الوزير السابق جان لوي قرداحي «ان تسهم عودة عون في ارساء قواعد لبنان الجديد». ورحب حزب «الكتائب اللبنانية» بعودة عون ورأى فيها «مؤشراً لمرحلة سياسية جديدة يلجها لبنان».