مفتي أستراليا طالب الخاطفين من جماعة الزرقاوي بمد المهلة الممنوحة

الشيخ الهلالي لـ«الشرق الأوسط»: سندفع الثمن غاليا إذا ما قتل المهندس الأسترالي المختطف في العراق

TT

قال تاج الدين الهلالي مفتي أستراليا انه سيتوجه اليوم إلى العراق للمشاركة في مفاوضات لتأمين إطلاق سراح المهندس الاسترالي دوغلاس وود، 63 عاما، المختطف لدى مجلس «شورى المجاهدين في العراق». وطالب الخاطفين بمد المهلة الممنوحة لحين وصوله. وأصدر محتجزو وود مهلة 72 ساعة، مطالبين أستراليا بالبدء في سحب قواتها من العراق. وكانت هذه المهلة متضمنة في شريط فيديو بثته المواقع الأصولية أظهر وود حليق الرأس وعينيه مجهدتين واثنين من الملثمين يوجهان فوهة بندقيتين الى رأسه. وكان وود قد اختطف في بغداد على يد جماعة مسلحة على صلات بزعيم «تنظيم القاعدة في العراق» أبو مصعب الزرقاوي المطلوب أميركيا. وأكد الشيخ تاج الهلالي ان المسلمين في استراليا سيدفعون الثمن غاليا اذا لحق أي سوء بالمهندس المختطف الذي ذهب إلى العراق لتأدية مهمة إنسانية لصالح العراقيين. ولم يستبعد حدوث رد فعل سلبي تجاه المسلمين في استراليا إذا نفذت الجهة الخاطفة وعيدها. وقال الشيخ الهلالي المصري ان عائلة المهندس الاسترالي زارته في مكتبه وطالبته بالتدخل لإطلاق سراح المهندس وود الذي ذهب إلى بغداد للمشاركة في عمليات إعادة إعمار العراق. وأضاف ان وود مهندس مدني مهمته الأساسية توصيل خطوط المياه وإعادة الإعمار. وأشار إلى ان والدة المهندس المختطف سيدة مسنة مقعدة حالتها الصحية سيئة، استنجدت بالمشاعر الإنسانية والأخلاق الإسلامية في تأمين إطلاق سراح نجلها. وأوضح الشيخ الهلالي ان الجمعيات الاسلامية كانت خلال اليومين الماضيين تسابق الزمن لتأمين إطلاق سراح المختطف الاسترالي. وكانت جماعة مجلس شورى المجاهدين في العراق القريبة من تحالف أبو مصعب الزرقاوي حددت في شريط فيديو جديد بثته قناة «الجزيرة» القطرية مهلة 72 ساعة لكانبيرا لكي تبدأ سحب جنودها من العراق البالغ عددهم 550 عنصرا. ويفترض ارسال تعزيزات استرالية جديدة عديدها 350 عسكريا اضافيا الى العراق قريبا. لكن الحكومة قالت بوضوح امس انها لن تذعن.

وقال الهلالي انه شخصيا يعتبر المهندس الاسترالي «شقيقنا ورفيقا أستراليا ورجلا بريئا». وأضاف «يجب ألا يعاني بسبب السياسة سواء كانوا على صواب أم خطأ». وأشار الى ان مجلس الأمن الاسترالي اجتمع مساء امس وأصدر كتبا توضيحيا حول الموقف من الحرب على العراق وما تقدمه من خدمات انسانية تجاه الموقف الشعب العراقي، الامر الذي يجعله مرة ثانية يناشد الخاطفين تمديد مهلة احتجاز المهندس وود. وقال ان الوفد المفاوض المتجه الى العراق سيتكون من بعض القيادات الاسلامية منهم اسلامي استرالي من اصول عراقية ووزير مفوض استرالي ومستشار في السفارة الاسترالية في العراق. ويؤيد المناشدة الشخصية من الشيخ الهلالي الاتحاد الاسترالي للمجالس الاسلامية الذي دعا المسلمين في أنحاء العالم بالصلاة من أجل الافراج عن وود.

من جهته قال قيصر طراد رئيس الجمعية الاسلامية اللبنانية في استراليا في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»، «إننا ننتظر مجرد إشارة أو أي مؤشر على تمديد المهلة النهائية الممنوحة وبعدها سيتوجه الوفد الاسترالي للعراق». ولم يستبعد طراد حدوث رد فعل ضد المسلمين في استراليا اذا ما لحق أي اذى بالمهندس الاسترالي. واوضح ان محاكمة تسعة استراليين بتهمة الاتجار في المخدرات في اندونيسيا المسلمة كان له رد فعل على المسلمين في استراليا. ومن بين ما يقدر بنحو 150 شخصا اختطفوا في العراق منذ الغزو، هناك حوالي 60 لا يزالون محتجزين أو في عداد المفقودين وقتل 33 وهرب ثلاثة وأنقذ اثنان.

ويعمل وود، وهو متزوج من أميركية ويقيم في كاليفورنيا، مقاولا في العراق قبل عام من اختطافه. ورغم أنه مغترب عن بلاده منذ فترة طويلة إلا أن مأساته أثارت اهتمام الاستراليين الذين يعارض معظمهم قرار رئيس الوزراء جون هاوارد ارسال قوات إلى تحالف الرئيس الأميركي جورج بوش لغزو العراق. وقد أعيد انتخاب هاوارد لفترة رابعة في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي. وأعيد انتخاب بوش في الشهر التالي وأعيد انتخاب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي كان أحد المتحمسين لغزو العراق الاسبوع الماضي.